شركة أوروبية رائدة في تصنيع أجهزة التحليل الكهربائي تتجه إلى التصفية

هبة مصطفى

2025-05-15

0 453

يواجه تصنيع أجهزة التحليل الكهربائي في أوروبا ضربة تلو الأخرى؛ ما قد يحسم المنافسة لصالح الشركات الصينية إذا استمرت وتيرة تدهور الصناعة في القارة العجوز.

وكانت أحدث حلقات تراجع الصناعة ما تشهده شركة ماكفي (McPHy) الفرنسية من تقلبات تتجه بها إلى التصفية والبيع جزئيًا.

وحسب قاعدة بيانات نتائج أعمال شركات الهيدروجين العالمية السنوية لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، انخفضت عائدات الشركة بنسبة 30% خلال العام الماضي 2024.

ورغم تراجع العوائد -خلال العام محل الرصد- فإن الشركة حظيت بزيادة كبيرة في الطلبات، بالمقارنة على أساس سنوي.

تطورات أزمة ماكفي الفرنسية

تفاقمت أزمة شركة "ماكفي" الفرنسية منذ فبراير/شباط الماضي، مع إعلان مرورها بأزمة قد تعوق قدرتها على مواصلة عملها وإنتاج أجهزة التحليل الكهربائي.

وأفصحت الشركة عن عدم كفاية السيولة المالية المتوفرة لديها، مشيرة إلى أن التمويل المتاح يكفي لخططها التشغيلية حتى الربع الثالث من العام الجاري.

منشأة تابعة لشركة ماكفي الفرنسية - الصورة من موقع الشركة

واضطرت الشركة إلى بدء إجراءات، في أبريل/نيسان الماضي، من بينها فتح المجال أمام شركاء الاستثمار أو الاستحواذ؛ ما يُتيح لها الاستمرار في خططها وتلبية التزاماتها.

وفاجأت الشركة المعنيين بسوق الهيدروجين الأوروبية، مساء أمس (الأربعاء 14 مايو/أيّار 2025)، بأنها تتجه إلى التصفية لعدم تلقيها أي عروض شراء أو استحواذ.

وتضمّن بيان الشركة أنها بصدد بدء إجراءات التصفية؛ ما سيسفر عنه شطب أسهمها، وفق ما نقله موقع هيدروجين إنسايتس.

وبالفعل، أوقفت بورصة "يورونيكست" تداول أسهم الشركة الفرنسية صباح اليوم الخميس، بعدما بدأت السوق تعاملاتها بهبوط لأسهمها من 0.75 يورو (0.84 دولارًا أميركيًا) إلى 0.17 يورو (0.19 دولارًا أميركيًا)/سهم.

(اليورو = 1.12 دولارًا أميركيًا)

سيناريو ما بعد التصفية

أوضحت الشركة الفرنسية المصنعة لأجهزة التحليل الكهربائي أن قيمة أصولها التي ستُباع خلال عملية التصفية أقل من الالتزامات المالية المستحقة عليها (الديون).

ومن شأن هذه الإجراءات أن تحمي الشركة من مطالبات المستثمرين باسترداد قيمة الأسهم، أو المطالبة بأي قيمة بعد بيع الأصول.

ويبدو أن التصفية لن تشمل الأصول بالكامل، إذ تبدأ بيعًا جزئيًا لبعض الأصول وتليها أعمال الهيدروجين الأخضر.

وتُتيح خطة البيع المعلنة حاليًا مواصلة تطوير بعض التقنيات، لكن تحت إدارة وملكية جديدة، وفق تفاصيل نشرها موقع إنرجي نيوز.

وفي الوقت ذاته، قدّم بيان الشركة مرونة للاستمرار في تلقي عروض الاستحواذ، مع طرح الأصول المتبقية لعملية التصفية حال عدم تلقيها عروضًا مناسبة.

وتعتزم الشركة الكشف عن تطورات عملية التصفية، وخطة الشركة المقبلة في مراحل لاحقة، طبقًا لموقع إتش تو فيو.

معدات تستعمل في إنتاج الهيدروجين - الصورة من موقع شركة ماكفي

التداعيات على الصناعة

حجزت ماكفي الفرنسية مكانها في سوق تصنيع أجهزة التحليل الكهربائي، وباتت شركة أوروبية رائدة في المجال.

وتنوّعت تقنيات الشركة -المؤسسة عام 2008- إذ أنتجت الهيدروجين اللازم لإزالة الكربون الصناعي، والنقل، وتخزين الطاقة، ونشرت مراكز التطوير والإنتاج في فرنسا وألمانيا وإيطاليا.

وكانت الشركة تستهدف نموًا في إنتاج أجهزة التحليل الكهربائي، لتلبية أهداف الهيدروجين الأخضر لدول الاتحاد الأوروبي.

ومقابل ذلك، جاء إعلان التصفية بمثابة دلالة على تراجع الشركة الفرنسية إثر ضغوط مالية، وهي خطوة تحمل انعكاسات عدة على السوق.

وبالنظر إلى النتائج المالية للعام الماضي يمكن تفسير حالة التدهور، إذ جنت الشركة عائدات بنحو 13.1 مليون يورو، وتلقت طلبات بقيمة 28.1 مليون يورو، لكن في المقابل بلغ معدل الإنفاق 24 مليون يورو، ما خفّض سيولتها النقدية المتاحة إلى 29.8 مليون يورو.

ويبدو أن العائدات المنخفضة للشركة العام الماضي كانت أشد وطأة عليها من زيادة الطلب بنسبة 115%.

ويتّسق مسار تدهور الشركة مع ما يعانيه المصنعون في أوروبا بالكامل، إذ انتقد مطورون تراجع الطلب وتباطؤ الدعم.

ويفتح انهيار الشركة الفرنسية المصنعة لأجهزة التحليل الكهربائي باب التساؤلات حول جدوى المنافسة، ما دام استمر تراجع المناخ الاستثماري في أوروبا، وإرجاء وإلغاء عدد كبير من المشروعات الرئيسة في القطاع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: