التغير المناخيالمقالاتالنشرة الاسبوعيةرئيسيةسلايدر الرئيسيةمقالات التغير المناخي

رؤية وطنية متكاملة لتحقيق الحياد الكربوني في سلطنة عمان (مقال)

المهندس سالم العوفي*

وضعت سلطنة عمان تحقيق الحياد الكربوني ضمن أولوياتها الإستراتيجية الوطنية، في ظل التحولات العالمية المتسارعة لمواجهة التغير المناخي، ساعيةً إلى إيجاد اقتصاد مستدام منخفض الكربون يدعم التنمية الشاملة، ويحافظ على الموارد للأجيال القادمة.

ويُمثّل إنشاء مركز عمان للحياد الصفري خطوة محورية لترجمة هذه الطموحات إلى برامج ومشروعات عملية واضحة ومتكاملة.

ويكتسب الحياد الكربوني في سلطنة عمان أهمية محورية، كونه إحدى أدوات تحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040"، بما يتماشى مع الالتزامات المحلية والدولية نحو خفض الانبعاثات الكربونية، وتنويع مصادر الطاقة، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني من خلال التحول إلى مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، والإسهام في تأمين إمدادات الطاقة عالميًا.

مركز عمان للحياد الصفري

يأتي تأسيس مركز عمان للحياد الصفري ليقود جهود سلطنة عمان نحو تحقيق هذا الهدف الوطني الطموح، واضعًا نصب عينيه عدّة أهداف رئيسة، من أبرزها:

  • تحديد وتحديث إستراتيجية وأهداف سلطنة عمان للوصول إلى الحياد الكربوني، إذ سيعمل المركز على صياغة خريطة طريق واضحة ومُحدّثة تضمن تحقيق سلطنة عمان للحياد الكربوني بحلول عام 2050.
  • تقديم الدعم الفني والتوجيهي من خلال إسهام المركز بدعم وتوجيه الجهود الحكومية والخاصة في مجالات الطاقة والبيئة لضمان الالتزام بالمعايير المطلوبة لتحقيق الحياد الكربوني.
  • سيتولى المركز مهمة متابعة تنفيذ مشروعات وبرامج الطاقة النظيفة؛ ما يضمن استدامة الأداء وتحقيق الأهداف المرحلية والنهائية، وتعزيز الوعي وبناء القدرات الوطنية.
  • سيعمل المركز على نشر ثقافة الحياد الكربوني بين مختلف شرائح المجتمع، وتطوير الكفاءات الوطنية اللازمة لإدارة مشروعات الطاقة المستدامة.

الطاقة المتجددة في سلطنة عمان

الحياد الكربوني في سلطنة عمان

تُعزَّز الجهود عبر تنفيذ مجموعة من المشروعات النوعية التي تسهم بدعم التوجه نحو الحياد الكربوني في سلطنة عمان، ومنها:

  • مشروعات الطاقة الشمسية مثل محطة عبري2 – منح1 – منح2 (5001 ميغاواط) ومحطة أمين للطاقة الشمسية (100 ميغاواط)، ما يسهم في خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.
  • مشروعات طاقة الرياح، وعلى رأسها مشروع ظفار لطاقة الرياح بطاقة 50 ميغاواط، وهو الأول من نوعه على مستوى الخليج.
  • مشروعات الهيدروجين الأخضر التي تقودها شركات وطنية مثل "هايدروم" وشركة "أوكيو"، والتي تسعى إلى إنتاج الهيدروجين بوصفه وقودًا مستدامًا للتصدير والاستعمال المحلي.
  • مشروعات كفاءة الطاقة والتخزين، بما في ذلك مبادرات تطوير أنظمة تخزين الكهرباء، وتحديث الشبكة الكهربائية الوطنية لزيادة مرونتها لاستيعاب مصادر الطاقة المتجددة.

وتؤكد المبادرات -إلى جانب السياسات الوطنية المتكاملة- أن سلطنة عمان تسير بخطى ثابتة نحو بناء نموذج تنموي منخفض الكربون ومزدهر اقتصاديًا، ويُعدّ مركز عمان للحياد الصفري حجر الزاوية لهذه المسيرة؛ بما يمتلكه من دور محوري في توحيد الجهود، وابتكار الحلول، وتعزيز الالتزام الوطني نحو مستقبل أخضر ومُستدام.

*وزير الطاقة والمعادن في سلطنة عمان المهندس سالم بن ناصر العوفي.

*نُشر هذا المقال لأول مرة في النشرة الصحفية "ثروة" الخاصة بوزارة الطاقة، وحصلت منصة الطاقة على موافقة رسمية لإعادة النشر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. العدد (5) مايو 2025 من النشرة الصحفية "ثروة" الخاصة بوزارة الطاقة والمعادن
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق