حوادث انقطاعات الكهرباء.. 10 كوارث عالمية أغرقت دولًا في الظلام (مقاطع فيديو)
محمد عبد السند

- حوادث انقطاعات الكهرباء تطلّ برأسها على العالم بين الحين والآخر
- أزمات الكهرباء تُبرز التحديات التي تواجهها الشبكات الرئيسة
- وقعت أزمات الكهرباء نتيجة أعطال تقنية وأخطاء بشرية
- ينجُم عن انقطاعات الكهرباء خسائر تُقدَّر بملايين الدولارات
- تتسبب أزمات الكهرباء في إصابة مظاهر الحياة بالشلل التام
ما تزال حوادث انقطاعات الكهرباء تطلّ برأسها بين الحين والآخر على العديد من دول العالم، مسلطةً الضوء على الثغرات التي تعانيها الشبكات الوطنية، بما في ذلك العيوب التقنية أو عدم المرونة أو حتى سوء الإدارة من قِبل المشغّلين، وفق متابعات القطاع العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحوّلت أزمة انقطاع الكهرباء التي ضربت مؤخرًا إسبانيا والبرتغال وبعض مناطق في فرنسا، أنظارَ صنّاع القرار في الدول إلى أهمية تحديث البنى التحتية للكهرباء وتنويع مصادر الطاقة، وتعزيز إدارة الربط الكهربائي بين الدول، تجنبًا لتكرار مثل تلك الأزمات في المستقبل.
ولم يكن العديد من دول العالم، بما في ذلك الدول الكبرى المالكة لأحدث أنظمة الطاقة، بمنأى عن حوادث انقطاعات الكهرباء التي لم يُمحَ بعضها حتى الآن من ذاكرة التاريخ، لتأثيراتها المروعة في ملايين الأشخاص وكل القطاعات ومظاهر الحياة اليومية.
ووقعت غالبية حوادث انقطاعات الكهرباء الحاصلة في العقود الأخيرة نتيجة أعطال تقنية وأخطاء بشرية، كما كان للكوارث الطبيعية أيضًا حضور في تلك السيناريوهات العصيبة.
حوادث كارثية
فيما يلي بعض أسوأ حوادث انقطاعات الكهرباء -دون ترتيب- التي ضربت العديد من الدول خلال العقود الأخيرة، وفق قواعد بيانات أزمات قطاع الكهرباء العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة:
1.أميركا الشمالية.. ظلام دامس
غرقت أميركا الشمالية في ظلام دامس يوم 14 أغسطس/آب (2003)، نتيجة أحد أسوأ حوادث انقطاعات الكهرباء في تاريخ البشرية، التي أثّرت حينها في 50 مليون شخص في جنوب شرق كندا و 8 ولايات في شمال شرق الولايات المتحدة.
واستمر انقطاع الكهرباء يومين، ولامست الكلفة التقديرية الناجمة عن الخسائر 6 مليارات دولار؛ ما يجعله أحد أسوأ الحوادث من نوعها في تاريخ أميركا الشمالية.
ويُعزى السبب الرئيس لانقطاع التيار إلى إغلاق خط كهرباء عالي الجهد في شمال ولاية أوهايو، بعد ملامسته الأشجار الضخمة.
وأخفق نظام الإنذار المعيب لشركة فيرست إنرجي كوربوريشن (FirstEnergy Corporation) في تنبيه المشغّلين؛ ما أدى إلى إغلاق 3 خطوط أخرى.
ويُظهِر الفيديو التالي جوانب من انقطاع الكهرباء بأميركا الشمالية في أغسطس/آب (2003):
2.أميركا وكندا.. الظلام العظيم
كانت أميركا وكندا على موعدٍ مع انقطاع كهرباء آخر في نوفمبر/تشرين الثاني (1965)، حينما خيَّم الظلام في مناطق واسعة شرق كندا، وولاية نيويورك الأميركية، وبعض المناطق في 7 ولايات أخرى مجاورة، فيما لُقِّب حينها بـ"الظلام العظيم".
وتسبَّب خلل تقني بخطّ نقل جهد 230 كيلوفولت في مقاطعة أونتاريو الكندية بانقطاع كهرباء واسع النطاق، نتج عنه توقُّف العديد من خطوط الأحمال الأخرى، لتتّسع معها دائرة انقطاع الكهرباء نتيجة الزيادة المفاجئة في التيار.
واستمر انقطاع الكهرباء لنحو 13 ساعة متواصلة؛ ما أثّر في أكثر من 30 مليون شخص في ولايات نيوجيرسي وكونيتيكت وماساتشوستس ورود آيلاند ونيوهامبشاير وفيرمونت ومقاطعتَي كيبيك وأونتاريو الكندتين.
وحوصر قرابة 800 ألف شخص في محطات مترو الأنفاق في نيويورك، وتفاقمت الاضطرابات في حركة المرور، بل اندلعت أعمال شغب في السجون والشوارع.
ولامست الكلفة التقديرية لانقطاع الكهرباء في أميركا الشمالية 100 مليون دولار، وفق صحيفة "غلوب".
الفيديو التالي يرصد مشاهد "الظلام العظيم" بأميركا الشمالية في عام 1965:
3. نيويورك تغرق في الظلام
في 13 يوليو/تموز (1977)، تفاجأت مدينة نيويورك بأحد أسوأ حوادث انقطاعات الكهرباء في العالم، حينما ضربت صاعقة محطة بوكانان ساوث (محطة فرعية توجد على نهر هودسون)، لتخرج المحطة من الخدمة تمامًا، وتغرق المدينة في الظلام.
وتفاقم الوضع حينما تعرضت المدينة والمناطق المجاورة لصاعقة أخرى تسببت في وقف خطَّي نقل كهرباء آخرين جهد 345 كيلو فولت.
واستمر انقطاع الكهرباء في مدينة نيويورك 25 ساعة متواصلة، تاركًا قرابة 9 ملايين شخص في فوضى عارمة نتيجة أعمال السلب والنهب، كما اشتعلت الحرائق في أجزاء من المدينة؛ ما استدعى نشر قوات الشرطة للسيطرة على الأوضاع.
ووفق تقديرات الكونغرس الأميركي، لامست كلفة الخسائر الناجمة عن انقطاع الكهرباء في المدينة آنذاك 300 مليون دولار.
ويبيّن الفيديو أدناه مظاهر الظلام بمدينة نيويورك في 13 يوليو/تموز (1977):
4.الهند.. انهيار الشبكة
واجهت الهند سيناريو انقطاع كهرباء كارثي في 2 يناير/كانون الثاني (2001)، حينما انهارت الشبكة الشمالية، وهي ثاني أكبر شبكة في البلاد، مخلّفةً قرابة 230 مليون شخص دون كهرباء.
كان مركز انقطاع الكهرباء ولاية أوتار براديش، وعزا الخبراء الحادث آنذاك إلى معدّات النقل المتهالكة وغير الكافية.
ونجم عن انقطاع الكهرباء -الذي استغرق ما يتراوح بين 16 و 20 ساعة- توقُّف ما يزيد على 80 قطارًا في جميع أنحاء المنطقة، كما تعطلت أعمال وخدمات أخرى.
وبلغت الكلفة التقديرية الناجمة عن الخسائر قرابة 5 مليارات روبية هندية (59 مليون دولار أميركي).
*(الروبية الهندية = 0.012 دولارًا أميركيًا).
5.الهند.. الكارثة تتكرر
في 30 يوليو/تموز (2012)، داهمت الهند أزمة كهرباء أخرى، لكنها أكثر شدة، لتُغرِق أكثر من 700 مليون شخص في ظلام دامس، في واحدة من أسوأ حوادث انقطاعات الكهرباء في التاريخ الحديث، إن لم تكن أسوأها على الإطلاق.
وعلى الرغم من أن السبب الحقيقي للحادث في تلك المرة ما يزال مجهولًا حتى الآن، فإن الكثير من الخبراء يُلقون باللائمة فيه على تردّي البنية التحتية والتحول غير المتوقع في متطلبات الكهرباء في جميع أنحاء البلد الآسيوي؛ ما نتج عنه زيادة أحمال على بعض أجزاء الشبكة التي لم تكن قادرة على التعامل معها.
وتضررت 28 ولاية هندية كاملة من انقطاع الكهرباء آنذاك، بما في ذلك العاصمة الهندية نيودلهي، وعمّت الفوضى وتعطَّل العديد من خطوط السكك الحديدية، وتقطعت السبل بالركّاب، إلى جانب الاختناقات المرورية، لا سيما في المناطق المكتظة بالسكان.
وفيما يلي معايشة واقعية لأزمة انقطاع الكهرباء بالهند في عام 2012:
6.إندونيسيا.. فوضى 24 ساعة
انضمت إندونيسيا إلى قائمة أسوأ حوادث انقطاعات الكهرباء في العالم، حينما استيقظ السكان في جزيرتي جاوا وبالي على انقطاع التيار يوم 18 أغسطس/آب (2005).
وغرقت العاصمة جاكرتا ومحافظة بانتن المجاورة وأجزاء من جاوا الشرقية والغربية والوسطى في ظلام كامل، أثَّر في 120 مليون شخص.
كما انهارت شبكة الكهرباء في جاوا وبالي البالغة سعتها المركبة 19.615 ميغاواط، نتيجة عُطل في خط نقل جهد 500 كيلوفولت بين مدينتي سيليغون وساغلينغ في محافظة جاوة الغربية.
وتسبَّب انقطاع الكهرباء الذي لم يستغرق سوى 24 ساعة قبل أن تستعيد الشبكة سعتها الكاملة، بحدوث فوضى في خدمات النقل، وارتباك في الرحلات الجوية الدولية والمحلية.
الفيديو أدناه يرصد غرق العاصمة الإندونيسية جاكرتا في الظلام عام 2005:
7.أميركا الجنوبية.. شلل تام
في 16 يونيو/تموز (2019)، أصيبت أجزاء واسعة من الأرجنتين وباراغواي وأوروغواي بالشلل الكهربائي الكامل، نتيجة سوء إدارة تشغيلية من قِبل شركة ترانسينر (Transener) ، وهي مشغّل خطوط النقل الكهربائي في الأرجنتين.
وعانى 50 مليون شخص في تلك المرة من انقطاع التيار الذي أحدث ربكةً في حركة المواصلات، وأدى إلى غلق المتاجر، وتوقُّف المعدّات والأجهزة الطبية التي يعتمد عليها المرضى في المستشفيات.
والمثير في حادثة انقطاع الكهرباء هنا هي تزامنها مع توجُّه الناخبين في الأرجنتين إلى صناديق الاقتراع للانتخابات المحلية؛ ما اضطر السلطات حينها إلى إرجاء التصويت في العديد من المحافظات.
والفيديو التالي يستعرض جوانب من انقطاع الكهرباء بأميركا اللاتينية في 16 يونيو/تموز (2019):
8.باكستان تستسلم
واجهت باكستان انقطاعًا ضخمًا في الكهرباء في 23 يناير/كانون الثاني (2023)، استمر أكثر من 12 ساعة في بعض المناطق؛ ما أثّر حينها في قرابة 230 مليون شخص (ما يعادل 99% من إجمالي سكان البلاد).
ووفق البيانات، بدأ الانقطاع في إقليم السند الجنوبي نتيجة "تقلُّب غير عادي" في الجهد.
ويسلّط الحادث -وهو الثالث من نوعه في البلاد خلال الأعوام الـ7 الماضية- الضوء على المشكلات الرئيسة التي تعاني منها الشبكة الوطنية.
فخلال شهر مايو/أيار ( 2018)، انقطع التيار جزئيًا لما يزيد على 9 ساعات، وفي عام 2015، أدى هجوم للمتمردين على خط كهرباء رئيس إلى غرق 80% من باكستان في الظلام.
ويوضح الفيديو التالي غرق باكستان في الظلام في 23 يناير/كانون الثاني (2023):
9. كابوس في تركيا
في 31 مارس/آذار 2015، صُدمِت تركيا بأزمة انقطاع في الكهرباء، أحدثت فوضى عارمة، وأوقفت حركة النقل العام.
بدأ انقطاع التيار الذي وصفته السلطات حينها بأنه الأسوأ خلال 15 عامًا، في مدينة إسطنبول، ليمتدّ منها ويضرب 49 من إجمالي محافظات البلاد الـ81، بدءًا من الحدود مع اليونان إلى الحدود مع إيران والعراق، بما في ذلك العاصمة أنقرة.
وعزت السلطات انقطاع التيار إلى خلل في خطوط الإمدادات، وقدرت السلطات عدد المتضررين من الحادث حينها بأكثر من 76 مليون شخص طوال ما يزيد على 9 ساعات، في حين وصلت الكلفة الإجمالية للحادث إلى قرابة 700 مليون دولار.
الفيديو التالي يوضح تعطُّل عمل إشارات المرور في تركيا بسبب انقطاع الكهرباء في مارس/آذار (2015):
10.أوروبا.. ظلام جماعي
في 28 أبريل/نيسان الفائت، استفاقت أوروبا على واحد من أسوأ حوادث انقطاعات الكهرباء التي واجهتها القارة في عقود، وتحديدًا في إسبانيا والبرتغال ومناطق في فرنسا.
وعطَّل الانقطاع الخدمات في شبه جزيرة إيبيريا، بعدما افتقر ملايين الأشخاص إلى القدرة على الوصول إلى الكهرباء؛ واستغرق انقطاع الكهرباء يومًا كاملًا قبل أن تعيده السلطات بالتدريج في البلدان المتضررة.
وأصاب انقطاع التيار حركة النقل العام بالشلل التام، وأدى إلى اضطرابات مرورية وارتباك في حركة الطيران على نطاق واسع.
وغرقت كل أنحاء إسبانيا في الظلام، مع حصول انقطاعات في كتالونيا، والأندلس، وأراغون، ونافارا، وإقليم الباسك، وقشتالة وليون، وإكستريمادورا، ومورسيا.
وفي البرتغال، توقفت عمليات الدفع الإلكتروني، وتزاحم الأشخاص أمام أجهزة الصراف الآلي، كما أغلقت السلطات مطار "هومبرتو دلغادو".
وأوضحت صحيفة "إل باييس" الإسبانية حجم الخسائر المقدّرة الناجمة عن انقطاع الكهرباء في البلاد، بنحو مليار يورو (مليار دولار أميركي).
*(اليورو = 1.13 دولارًا أميركيًا).
وتفاوتت الآراء بشأن أسباب انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال؛ إذ تدرّجت بين عدم مرونة الشبكة، والاعتماد على الطاقة المتجددة، بل حتى الهجوم الإلكتروني.
الفيديو التالي يستعرض شلل حركة النقل في إسبانيا، وغضب المواطنين نتيجة انقطاع الكهرباء في 28 أبريل/نيسان الماضي:
موضوعات متعلقة..
- قصة انقطاع الكهرباء في إسبانيا.. و5 توصيات لعدم تكرار الأزمة (مقال)
- انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال وفرنسا.. محاولات لمواجهة سبب مجهول (القصة كاملة)
- انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال.. أنس الحجي يكشف عن الدرس الأهم لدول الخليج
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات غاز مسال في أبريل 2025.. الإمارات تنفرد بالصدارة
- أكبر مزرعة رياح في ألمانيا تركّب أول توربيناتها الـ64
- أسعار الكهرباء في فرنسا تهبط إلى ما دون الصفر.. والطاقة الشمسية تهيمن
المصادر:
1.الظلام العظيم في أميركا الشمالية من موقع "باور تكنولوجي"
2.كابو انقطاع الكهرباء في تركيا من "غارديان"
3.تضرر 230 مليون شخص في باكستان نتيجة انقطاع الكهرباء من موقع "إي إي باور"