محطات الطاقة النووية في الصين.. هل تستهدفها أي حرب مستقبلية؟ (تقرير)
نوار صبح

يتخوف الخبراء الإستراتيجيون من أن تتحول محطات الطاقة النووية في الصين إلى أهداف في حال اندلاع حرب مستقبلية.
في هذا الإطار، أعرب جيش التحرير الشعبي الصيني عن قلقه بشأن سلامة قطاع محطات الطاقة النووية المتنامي في البلاد، حالَ نشوب حرب مستقبلية، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتمتلك البلاد 102 مفاعلًا نوويًا تجاريًا، إمّا تعمل بكامل قدرتها أو قيد الإنشاء حاليًا، وهذا يجعل قطاع الطاقة النووية في الصين الأكبر في العالم.
في أبريل/نيسان الماضي، وافقت الحكومة الصينية على إنشاء 10 مفاعلات جديدة على طول الساحل، ومن المقرر إنشاء بعض هذه المفاعلات في مناطق ذات حساسية جيوسياسية، مثل مضيق تايوان أو بحر الصين الجنوبي.
أكبر مفاعل في العالم
تُعدّ الصين موطنًا لما يُروَّج له بأنه أكبر مفاعل في العالم، وهو محطة تشينشان النووية المرحلة الثالثة، التي تبلغ قدرتها 12.5 مليار كيلوواط/ساعة، وبدأت العمل في مارس/آذار من هذا العام.
وتعمل بكين على توسيع نطاق قدرات الطاقة النووية في الصين بوتيرة متسارعة في إطار جهودها لتقليل الاعتماد على المصادر غير المتجددة وتحقيق الأهداف المناخية.
ووفقًا لدراسة جديدة أجراها جيش التحرير الشعبي الصيني، قد تُصبح بعض المواقع، خصوصًا الساحلية منها، عوائق إستراتيجية في زمن الحرب.
وأشارت الدراسة إلى أن الخصوم الذين يسعون إلى التسبُّب في خسائر بشرية كبيرة، وتعطيل إمدادات الكهرباء الصينية، وإلحاق أضرار بيئية متعمدة، قد يستهدفون هذه المواقع في أيّ حرب مستقبلية.

محطات الطاقة النووية في الصين معرّضة للخطر
تنبع هذه المخاوف في المقام الأول من وقائع الحرب الروسية الأوكرانية، التي ألغت افتراضات أن محطات الطاقة النووية "محظورة" في أوقات الحروب.
على سبيل المثال، وحسبما ورد سابقًا، تعرضت محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية لهجمات متعددة.
وشنَّت طائرات مسيّرة غارات على محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية المعطّلة، الواقعة على بُعد 65 ميلًا (104.60 كيلومترًا) شمال كييف، أوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أنه تجري إصلاحات الأضرار التي لحقت بالهيكل الواقي على ما يرام، وفقًا لبيان صدر مؤخرًا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأثارت هذه الحوادث قلق الخبراء الإستراتيجيين الصينيين، الذين يتعاملون، حاليًا، مع الهجمات على أنها محتملة، وليست نظرية.
في المقابل، تحظر المعايير الدولية (كاتفاقيات جنيف) مثل هذه الهجمات، لكن وقائع الحرب الروسية الأوكرانية أثبت عكس ذلك، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتتضمن دراسة جيش التحرير الشعبي سيناريوهات محتملة لهجوم على محطات الطاقة النووية في الصين.

وتشمل هذه، السيناريوهات غارات القصف الإستراتيجي، والضربات الصاروخية الدقيقة، وحتى الهجمات الصاروخية النووية.
ووفقًا لجيش التحرير الشعبي، ستُلحق مثل هذه الهجمات أضرارًا بالغة بمكونات رئيسة في محطات الطاقة النووية في الصين، أو تُدمّرها، ومن المرجّح أن تُسبِّب تسربات إشعاعية، ويُمكن أن تُلوث البر والبحر والجو وإمدادات الغذاء.
تداعيات استهداف المفاعلات النووية
بناءً على شدة الضرر، سيؤدي أيّ ضرر يلحق بالمفاعلات النووية إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين وأضرار بيئية طويلة الأمد.
لهذا الغرض، حثّ جيش التحرير الشعبي الصيني على وضع نموذج لتقييم المخاطر للتأثير بأماكن بناء المفاعلات الجديدة.
وقدّم جيش التحرير الشعبي الصيني اقتراحات لتحسين الأمن المادي بشكل كبير، وإعداد خطط طوارئ في حال وقوع الأسوأ، ويهدف هذا الإطار إلى مواكبة التحولات الإستراتيجية العالمية.

يتزامن هذا التحذير مع بيان مشترك بين الصين وروسيا يُعرب عن القلق إزاء تزايد خطر اندلاع الحرب النووية بسبب التوترات بين القوى الكبرى (خصوصًا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وغيرهما).
ويعكس هذا قلقًا إستراتيجيًا أوسع نطاقًا في كلا البلدين بشأن سرعة انهيار المحظورات المتعلقة بالبنية التحتية النووية تحت الضغط.
وفي الوقت نفسه، تدرك بكين أن التوسع السريع بمجال الطاقة النووية في الصين، وإن كان مفيدًا اقتصاديًا، فإنه يُمثّل نقطة ضعف عسكرية؛ لا سيما في ظل الاضطرابات الجيوسياسية وانهيار معايير وضوابط الحروب في الصراعات الأخيرة.
موضوعات متعلقة..
- قطاع الطاقة النووية في الصين يترقّب مشروعات جديدة بالمناطق الساحلية
- سعة الطاقة النووية في الصين قد تقتنص المركز الثاني عالميًا
- محطات الطاقة النووية في الصين تتحول إلى مزارات سياحية
اقرأ أيضًا..
- 3 اكتشافات نفط وغاز جديدة في مصر
- توقعات سهم أرامكو 2025.. 6 خبراء يتحدثون لـ "الطاقة"
- سعة الطاقة المتجددة في الدول العربية تشهد طفرة.. وهؤلاء الـ10 الكبار (رسوم بيانية)
المصدر..