تقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

مسؤول: الدبلوماسية مفتاح تركيا لتصبح مركز طاقة إقليميًا

أسماء السعداوي

سلّط وزير الطاقة والموارد الطبيعية في تركيا ألب أرسلان بيرقدار، الضوءَ على مساعي أنقرة الأخيرة في مجال دبلوماسية الطاقة عالميًا بما يجلب النفع على الجانبين.

إذ استضافت مدينة إسطنبول قمة الموارد الطبيعية في مطلع مايو/أيار الجاري (2025) وقبلها منتدى الطاقة في نوفمبر/تشرين الثاني (2024)؛ حيث بحث وزراء ومسؤولون رفيعو المستوى أمن الطاقة وعلى رأسها الغاز الطبيعي والمعادن الأرضية النادرة، وأسفرت المباحثات عن إبرام اتفاقيات تعاون إستراتيجية.

وفي مقال صحفي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قال الوزير إن تركيا تتبنّى نهج التعاون بما لا يدعم إحراز تقدم على المستوى المحلي فحسب وإنما على المستوى الإقليمي أيضًا لتكون الطاقة أداة رئيسة لتعزيز الرفاهية والسلام.

وتسعى تركيا التي تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها من الطاقة، إلى تقليل الواردات الباهظة وتعزيز أمن الإمدادات من خلال تطوير الموارد المحلية وتوسيع رقعة الشراكات الدولية في مجال التنقيب عن النفط والغاز.

وزير الطاقة التركي

يوم الجمعة (2 مايو/أيار 2025)، استضافت مدينة إسطنبول قمة الموارد الطبيعية تحت رعاية وزير الطاقة في تركيا ألب أرسلان بيرقدار.

وركّزت الجلسات التي جمعت مسؤولين بارزين بقطاعات الطاقة المختلفة والتعدين من 14 دول مختلفة على التعاون الدولي في المعادن الأرضية النادرة والنفط والغاز الطبيعي وتحقيق أمن الموارد على المدى الطويل.

ووفق صحف تركية؛ فالقمة هي منتدى لإقامة تحالفات جديدة بقطاع الطاقة، وبالفعل أثمرت توقيع عدة اتفاقيات إستراتيجية؛ منها اتفاقيات لتصدير الغاز مع دول أوروبية عديدة؛ منها بلغاريا والمجر ورومانيا ومولدوفا.

وتعليقًا على ذلك الزخم، قال الوزير بيرقدار إن مدينة إسطنبول شهدت على مدار الشهرين الماضيين "حركة مثالية" لدبلوماسية الطاقة والمعادن النادرة؛ إذ استضافت فعاليات كبرى في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروكربونات وتقنيات الطاقة الرقمية من بين أخرى.

وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار
وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار - الصورة من موقع الوزارة

وعلى نحو خاص، وصف القمة السنوية للموارد الطبيعية بأنها فعالية تجمع الوزراء والشركات العالميين سعيًا لزيادة سبل الوصول للطاقة وشبكة الربط فيما بينها وأيضًا تطوير الموارد، وفق المقال الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة ونشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية.

وأضاف أن تركيا مدركة لتغيرات العصر الجديد الذي يشهد اندفاعًا نحو المعادن النادرة بما يجعل القمة السنوية نقطة التقاء للتباحث حول مستقبل الموارد الطبيعية ووضع السياسات وتحول الطاقة.

وإذ وجه الشكر للحاضرين، قال إن القمة معلم بارز في دفع التعاون الإستراتيجي بمجال الطاقة، وتبنى على قمة إسطنبول للطاقة والاجتماعات الوزارية الأخرى؛ بما يمهد الطريق لإجراء مناقشات صريحة حول دبلوماسية الطاقة الإقليمية وتطوير آليات التعاون.

تلا تلك الفعاليات إبرام الكثير من الاتفاقيات لتظهر للعامة الجهود المستمرة لتحقيق هدف تلبية الطلب عبر تنويع الموارد وتعزيز أمن الطاقة، وفق ما جاء في المقال.

دبلوماسية الطاقة في تركيا

يقول وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار إن بلاده تتبنّى نهجًا إستراتيجيًا ومتسقًا دوليًا للتعاون الدولي؛ بما يتسق مع جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة محليًا والأولويات القابلة للتنفيذ.

كما تدعم الخطة إحراز تقدم على المستوى الوطني والإستقرار الإقليمي؛ بما يجعل من الطاقة أداة رئيسة لتعزيز الرفاهية والسلام.

وعلى نحو خاص، لفت إلى تعميق شراكات الطاقة مع باكستان وإندونيسيا وماليزيا بناء على الاحترام المتبادل والتنمية المشتركة.

وكان آخر تلك الاتفاقيات للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي داخل منطقتي بوزساك وتاماسي البرّيتين في المجر، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الصومال، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال قمة الموارد بإسطنبول استكمال 90% من أنشطة التنقيب قبالة سواحل البلد الأفريقي باستعمال المسوح الزلزالية ثلاثية الأبعاد.

وقال الرئيس: "نحن أمة لا يلطخ تاريخنا الممتد على مدار آلاف السنين عار الاستعمار".

وإقليميًا، لفت إلى الحاجة لاتباع نهج موحد في سياسة الطاقة أكثر من أي وقت مضى في الوقت الذي أعاد عدم الاستقرار بالمنطقة تشكيل الديناميكيات، وأكد الحاجة الملحّة لضمان تدفق أكثر مرونة واستقرارًا من المنتجين إلى المستهلكين.

وعلى نحو خاص، أشار إلى اتفاق تصدير الغاز التركماني إلى تركيا وحضور وزير الطاقة السوري محمد البشير في قمة إسطنبول.

جانب من مراسم توقيع اتفاق التنقيب البري التركي الصومالي
جانب من مراسم توقيع اتفاق التنقيب البري التركي الصومالي - الصورة من وكالة الأنباء الصومالية

سياسة الطاقة في تركيا

يقول وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار: "اليوم تركيا على طريق تقليل الاعتماد على واردات الطاقة وتعزيز تنوع المصادر وزيادة الإنتاج المحلي.. نستهدف تعزيز إنتاج الطاقة المحلي ليس لتلبية احتياجاتنا فحسب وإنما لدعم شركائها؛ بما يساعد في إبقاء التكاليف منخفضة والإسهام بإيجابية في تقليل عجز الميزان التجاري حاليًا"، بحسب مقال الوزير.

وأشار إلى امتلاك تركيا أسطولًا فريدًا للتنقيب عن النفط والغاز في المياه العميقة؛ بما يمنح تركيا إمكانات كبيرة للتعاون في مجال الهيدروكربونات.

كما توفر الخبرات الفنية والتجارب الحقيقية على أرض الواقع دعمًا ثمينًا للدول الساعية لتطوير مواردها الطاقية الوطنية.

يتزامن ذلك مع سعي أنقرة لوضع إستراتيجية متوازنة وذات نظرة مستقبلية في مجالات الطاقة المتجددة والطاقة النووية والتعدين ذي القيمة المضافة.

وفي هذا الصدد، أشار إلى إحراز تقدم ملحوظ على صعيد الطاقة على مدار العقدين الماضيين تحت قيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب وزير الطاقة: "ما زال هدفنا ثابتًا أن نكون من بين الدول الرائدة بقطاع الطاقة في العالم. عبر اتباع نهج متبادل المنفعة سنواصل توليد القيمة المشتركة بما يدعم اقتصادنا الوطني واقتصاد شركائنا".

واختتم بيرقدار المقال بقوله إن تركيا صوتها مسموع في العالم بفضل سياسة دبلوماسية الطاقة والمعادن النادرة، مؤكدًا: "لا ينبغي أن تحدد الجغرافيا مصيرنا؛ بل على العكس علينا أن نُشكِّل مصير جغرافيتنا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق