تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

تحول الطاقة في ألمانيا يتلقّى ضربة موجعة.. عقارب الساعة تعود إلى الوراء

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • ألمانيا ستخفق في تحقيق أهدافها بشأن الحياد الكربوني
  • تراجع قياسي في الكهرباء المولدة بوساطة مصادر الطاقة النظيفة في ألمانيا
  • الكهرباء المولدة بالطاقة المتجددة تراجعت إلى ما دون 80 تيراواط
  • قفزت حصة الوقود الأحفوري في مزيج الكهرباء الألماني إلى أعلى مستوياتها
  • تزايد الانبعاثات الناجمة عن محطات الكهرباء العاملة بالفحم في ألمانيا

ينحرف تحول الطاقة في ألمانيا عن مساره منذ بداية العام الجاري؛ ما يُمثّل انتكاسةً صريحةً لجهود برلين في إزالة الانبعاثات، وصولًا إلى أهداف الحياد الكربوني، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ولامست الكهرباء المولّدة بوساطة مصادر الطاقة المتجددة في ألمانيا أدنى مستوياتها خلال أكثر من عقد حتى الآن في عام 2025.

ويأتي هذا المسار النزولي في جهود التحول الأخضر في ألمانيا على الرغم من تقرير سابق صادر عن مجموعة التصنيف الدولية دي إن في (DNV)، الذي أشار إلى أن البلد الواقع وسط أوروبا يمضي قدمًا نحو كهربة ما يقرب من نصف قطاعاته بحلول أواسط القرن الحالي.

غير أن ألمانيا ستُخفق في تحقيق أهدافها بشأن الحياد الكربوني، المقررة بحلول 2045، وفق التقرير المذكور الذي يحمل اسم "آفاق تحول الطاقة في ألمانيا 2025".

الزخم يتراجع

يتراجع الزخم في قطاع الكهرباء النظيفة المولّدة في ألمانيا منذ شهر يناير/كانون الثاني وحتى الآن هذا العام؛ ما يُعد جرس إنذار لجهود الحياد الكربوني في أكبر اقتصاد بأوروبا.

وتراجعت الكهرباء المولدة بالطاقة المتجددة إلى ما دون 80 تيراواط/ساعة خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الحالي، وفق البيانات الصادرة عن مركز إمبر لأبحاث الطاقة.

ولتعويض هذا النقص الحاد في إمدادات الكهرباء النظيفة، اضُّطرت شركات الطاقة الألمانية إلى رفع إنتاجية الكهرباء المولدة بالوقود الأحفوري بنسبة 10% من عام سابق.

وفي المقابل، قفزت حصة الوقود الأحفوري في مزيج الكهرباء الألماني إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2018.

ووضعت تلك الزيادة في الكهرباء المولدة بالوقود الأحفوري نظام الطاقة في ألمانيا تحت التدقيق المتواصل، في الوقت الذي عزّزت فيه البلاد مكانتها رائدًا إقليميًا في مجال تحول الطاقة، وداعمًا رئيسًا لمنظومة الكهرباء النظيفة في أوروبا.

ونظرًا إلى التراجع في جهود تحول الطاقة في ألمانيا حتى الآن هذا العام، فإن أي انكماش في الاقتصاد الألماني المؤثر قد يقوّض الالتزامات الإقليمية تجاه مساعي التحول الأخضر.

محطة كهرباء عاملة بالفحم في ألمانيا
محطة كهرباء عاملة بالفحم في ألمانيا - الصورة من EPA-EFE/SASCHA STEINBACH

مزارع الرياح تقود الانخفاض

يُعدّ الانخفاض، البالغة نسبته 31% في توليد الكهرباء من مزارع الرياح، المحرك الرئيس لهبوط إمدادات الكهرباء النظيفة في ألمانيا خلال الأشهر الـ4 الأولى من عام 2025، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولامس إنتاج الكهرباء المولدة من طاقة الرياح 39 تيراواط/ساعة في ألمانيا خلال المدة من شهر يناير/كانون الثاني حتى أبريل/نيسان الماضي، وهو أقل رقم من نوعه في تلك المدة منذ عام 2017، على الرغم من ارتفاع سعة التوليد في ألمانيا بنسبة 30% خلال السنوات الأخرى.

وكانت سرعات الرياح المنخفضة على مستوى التوربينات السبب الرئيس للمشكلات التي واجهها قطاع الرياح هذا العام؛ ما أدى إلى انخفاض حصة طاقة الرياح في مزيج الكهرباء الألماني من 34% خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان (2024) إلى 24% في الأشهر نفسها هذا العام.

ذروة مفقودة

ربما تحتاج المرافق الألمانية إلى توقع إنتاجية رياح أقل من المتوقع خلال الشهور المقبلة، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وتميل إمدادات طاقة الرياح إلى الذروة في أثناء فصلي الشتاء والربيع حينما تكون سرعات الرياح عند أعلى مستوياتها بصورة طبيعية في العام، ثم تتجه إلى الرجوع السنوي خلال فصل الصيف عندما تنخفض سرعات الرياح.

ونتيجة لذلك؛ وبعد أن تسجل هبوطًا بأعلى من 30% في إنتاجية طاقة الرياح خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الحالي، يتعيّن على موردي الكهرباء الألمان الاستعداد لموجات تراجع إضافية في توليد الكهرباء من الرياح خلال أشهر الصيف الحالية.

ومن الجيّد بالنسبة إلى شركات المرافق العامة بلوغ محطات الطاقة الشمسية ذروة إنتاجها خلال فصل الصيف، وينبغي أن تزوّد شركات الطاقة بحجم قياسي من الكهرباء النظيفة خلال ساعات النهار في الأشهر المقبلة.

ومع ذلك فإنه نتيجة التوقف في توليد الطاقة الشمسية في أثناء الليل، فستنخفض الذروة في إنتاجية الطاقة الشمسية شهريًا مقارنةً بالكميات المولدة بوساطة مزارع الرياح في أثناء أوقات ذروة إنتاجها.

وهذا يجعل المرافق في حاجة إلى تعزيز الإنتاجية من مصادر طاقة أخرى، كي تسد أي فجوات حاصلة في الإمدادات.

الطاقة الشمسية في ألمانيا

 

إصلاح الوقود الأحفوري

حتى الآن في عام 2025، تُعدّ محطات الكهرباء العاملة بالفحم في ألمانيا المصدر المفضل لتوليد الكهرباء وفق الطلب، وكذلك المصدر الرئيس للكهرباء في البلاد.

وتزيد الكهرباء المولدة من محطات الفحم البالغة سعتها 40 تيراواط/ساعة، بنسبة 16% عن نظيراتها المسجلة خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى أبريل/نيسان من العام الماضي.

وتُعد السعة المذكورة الأعلى من نوعها خلال الشهور نفسها منذ عام 2023، بحسب أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتسجّل الانبعاثات الناجمة عن محطات الكهرباء العاملة بالفحم صعودًا بدرجات مماثلة؛ إذ تمثّل قرابة 42 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، مقارنةً بـ36 مليون طن خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى أبريل/نيسان (2024).

وأدت تكاليف الغاز الطبيعي المرتفعة إلى الحد من الكهرباء المولّدة بالغاز الطبيعي في ألمانيا حتى الآن هذا العام؛ إذ هبطت بنحو 9% خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى أبريل/نيسان، قياسًا بالأشهر نفسها من العام الماضي.

ومع ذلك، قد تختار شركات الطاقة الألمانية زيادة توليد الكهرباء بالغاز في المستقبل؛ إذ تراجعت أسعار الغاز الإقليمية بنحو الثُلثْ منذ أن لامست ذروتها في فبراير/شباط الماضي.

ونظرًا إلى انخفاض غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث عن محطات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي لكل تيراواط/ساعة من الكهرباء، فإن التوسع في إنتاج الغاز قد يؤدي إلى تراجع في مستويات الانبعاثات الإجمالية، ما دام انخفض توليد الكهرباء بالفحم.

غير أنه إذا اختارت الشركات الألمانية توسيع إنتاجها من الكهرباء المولدة بالفحم والغاز من أجل مواكبة الطلب المتنامي، فإن إجمالي الانبعاثات من قطاع الطاقة سيواصل الارتفاع، بل قد يُسهم -كذلك- في تقويض عملية تحول الطاقة لدى ألمانيا، وبالتالي يؤثر سلبًا في ريادتها الإقليمية في هذا الخصوص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.توليد الكهرباء النظيفة في ألمانيا من وكالة رويترز.

2.ألمانيا ستخفق في تحقيق أهدافها بشأن الحياد الكربوني من تقرير صادر عن شركة "دي إن في".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق