نتائج حفر بئر استكشافية تنتهي بخيبة أمل.. أين ذهبت مليارات البراميل؟
أسماء السعداوي
تلقّى تحالف شركات طاقة عالمية صدمة كبيرة بعد أن كشفت نتائج حفر بئر استطلاعية جديدة عن عدم وجود أيّ موارد من النفط أو الغاز الطبيعي.
وبحسب بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه، كانت أعمال الحفر داخل حوض أورانج الذي يوصف بأنه "أحد أكثر أحواض النفط الحدودية الواعدة في العالم".
وسبق أن شهد الحوض العملاق سلسلة اكتشافات، أبرزها اكتشاف فينوس، باحتياطيات تصل إلى 6 مليارات برميل من النفط المكافئ، لكن عددًا من نتائج الحفر المخيّبة للآمال أثارت تساؤلات حول الكميات الحقيقية من النفط والغاز داخله.
إذ عثرت شركة النفط متعددة الجنسيات شل على اكتشاف نفط داخل الرخصة رقم 39، ولكن بكميات غير تجارية.
كما فشلت شركة شيفرون الأميركية في العثور على أيّ نفط أو غاز داخل بئر استطلاعية في المربع رقم 2813 بي.
ويشبّه كثيرون حوض أورانج بنظيره سانتوس في البرازيل، كما أعرب الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه عن أمله في أن يجلب طفرة نفطية، مثل غايانا، على الناحية الأخرى من المحيط الأطلنطي.
نتائج حفر بئر في ناميبيا
كانت أعمال حفر البئر الاستكشافية "مارولا-1 إكس" (Marula-1X) داخل رخصة التنقيب والإنتاج رقم 6 في جنوب المربع رقم "2913 بي" داخل حوض أورانج البحري.
وتمتلك شركة توتال إنرجي حصة 50.5% في المربع "2913 بي" و30% لقطر للطاقة وشركة النفط الوطنية الناميبية "نامكور" 10% و"إمباكت أويل آند غاز" (Impact Oil and Gas) حصة 9.5%.
ويغطي المربع "2913 بي" مساحة 8 آلاف و215 كيلومترًا داخل المياه العميقة قبالة سواحل ناميبيا.
واستعملت في أعمال التنقيب منصة الحفر شبه الغاطسة "ديب سي ميرا" (Deepsea Mira) المملوكة لشركة "نورثرن أوشين" (Northern Ocean)، وتديرها شركة مقاولات الحفر "أودفيل دريلينغ" (Odfjell Drilling).
و"ديب سي ميرا" حفارة من الجيل السادس، وقادرة على العمل في ظروف صعبة بعمق يصل إلى 3 آلاف متر تحت سطح الماء، وطوّرتها شركة "هيونداي للصناعات الثقيلة" في كوريا الجنوبية.
ورصدت منصة الطاقة المتخصصة في ديسمبر/كانون الأول الماضي (2024) تمديد عقد المنصة الذي بدأ خلال الربع الأخير من عام 2022.
آخر نتائج حفر الآبار في ناميبيا
في بيان صحفي، أعلن الشركاء في المربع "2913 بي" أن نتائج حفر البئر "مارولا-1 إكس" لم تُسفر عن اكتشاف أيّ نفط أو غاز طبيعي داخل هدف التنقيب الرئيس.
ولم يُجرِ الشركاء اختبار ساق الحفر (DST)، لكنهم بدؤوا إجراء تحليل شامل لنتائج الحفر.
وبدأت المنصة "ديب سي ميرا" أعمال ثقب البئر "مارولا-1 إكس" في مطلع فبراير/شباط (2025)، ومن المقرر أن تتوجه إلى حفر البئر "أوليمب" (Olympe) داخل المربع رقم 2912.
وصل إجمالي طول مسار الحفر بالبئر إلى 6 آلاف و460 مترًا تحت سطح البحر، حيث استهدف صخورًا رملية ترجع على العصر الألبي.
وتبعد البئر مسافة 47 كيلومترًا عن البئر "فينوس-1 إكس"، حيث حققت شركة توتال إنرجي وشركاؤها اكتشاف نفط خفيف في فبراير/شباط (2022) على يد الحفارة ديب سي ميرا أيضًا.
ونجحت أعمال حفر تقييمية في إثبات وجود الهيدروكربونات بعد حفر البئر الجانبية "فينوس-1 إكس والآبار "فينوس-1 إيه" و"فينوس-2 إيه" و"مانغيتي-1 إكس".
ومن المتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في مشروع تطوير حقل فينوس النفطي خلال النصف الأول من العام المقبل (2026)، حيث يُتوقع إنتاج 150 ألف برميل يوميًا من النفط بدرجة كثافة 45 وفق معايير معهد النفط الأميركي.
وقبل مارولا، استُعملت الحفارة في ثقب البئر الاستكشافية "تامبوتي-1 إكس" داخل المربع 2913 بي، حيث تحقق اكتشاف نفط، ولكن داخل صخور رملية منخفضة الجودة.
وفي 24 أبريل/نيسان الجاري (2025)، أعلنت شركة إيني الإيطالية اكتشاف نفط داخل حوض أورانج في البئر "كابريكورنوس-1 إكس" (Capricornus 1-X)، حيث رُصدت منطقة غنية بسُمك 38 مترًا.
وفي يناير/كانون الثاني (2024)، حقّقت شركة غالب إنرجيا البرتغالية (Galp Energia) اكتشافًا نفطيًا في البئر الاستكشافية "موبان-1 إكس" داخل رخصة الإنتاج رقم 83.
موضوعات متعلقة..
- نتائج حفر بئر في النرويج تخيب الآمال
- 7 مصادر لـ"الطاقة": نتائج الحفر في حقل ظهر المصري غير مبشّرة.. وهذه قصة المياه (تحديث)
- الغاز المغربي.. نتائج حملة الحفر البري لاستخراج 20 مليار قدم مكعبة
اقرأ أيضًا..
- انقطاع الكهرباء في إسبانيا.. هل تتحمل الطاقة المتجددة المسؤولية؟ (تقرير)
- انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال وفرنسا.. محاولات لمواجهة سبب مجهول (القصة كاملة)
- أرامكو السعودية تضخ استثمارات جديدة بقطاع البتروكيماويات في الصين
- الطاقة النووية الصينية تقترب من التفوق على الأميركية والهيمنة العالمية
المصدر:
