انسحاب شركتين من مشروع نفطي في الأردن.. وقرار اضطراري

شهد مشروع نفطي في الأردن انسحابًا لشركتين أجنبيتين، في ظل الخلاف معهما حول الأسعار وبعض البنود المرتبطة بالتمويل والقيمة، وهو ما دفع المملكة إلى استكمال المشروع، مع اتخاذ قرار اضطراري لضمان مواصلة العمل فيه.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، صادقت الهيئة العامة لشركة مصفاة البترول الأردنية على النتائج المالية للشركة للسنة المنتهية 2024، وعلى التقرير الإداري للمدة ذاتها، خلال الاجتماع العادي رقم 69 لمساهميها، الذي عُقِد عبر تقنية الاتصال المرئي.
وخلال الاجتماع، تطرَّق رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس عبدالرحيم البقاعي إلى مستجدات مشروع نفطي في الأردن كان ينتظره الجميع، وهو مشروع التوسعة الرابع "تحديث المصفاة"، الذي يعدّ من أهم المشروعات الإستراتيجية لضمان استدامة الشركة.
وأوضح أن المفاوضات مع ائتلاف شركتي "سينوبك" الصينية "إل توشو" اليابانية قد توقفت، وذلك بسبب عدم التوصل إلى تفاهم مع شركة "كي بي آر" الأميركية المالكة للتراخيص، إلى جانب صعوبات تتعلق بارتفاع التكاليف.
قرار اضطراري
قال رئيس مجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية، إن هناك قرارًا اضطراريًا اتخذته الشركة لضمان استمرار أهم مشروع نفطي في الأردن، في ظل عزوف الممولين بسبب الظروف الإقليمية، وهو مواصلة المشروع بطاقة تكريرية جديدة تبلغ 73 ألف برميل يوميًا.
وكانت الشركة قد اتخذت قرارًا في وقت سابق، بزيادة الطاقة التكريرية لمصفاة البترول الأردنية من 60 ألف برميل يوميًا إلى 120 ألف برميل يوميًا، وذلك من خلال مشروع التوسعة الرابع، الذي انسحبت منه الشركات الواحدة تلو الأخرى.
ويعدّ مشروع التوسعة الرابع أحدث وأهم مشروع نفطي في الأردن خلال العامين الأخيرين، إذ علّقت عليه حكومة المملكة آمالًا كبيرة في زيادة طاقة المصفاة إلى 120 ألف برميل يوميًا، بالإضافة إلى تحسين جودة الهواء في الأردن.

ويستهدف المشروع، في الوقت نفسه، تعزيز إدارة المياه والمحافظة عليها ومعالجتها وإعادة تدويرها، بالإضافة إلى التحول لاستعمال الغاز الطبيعي، بدلًا من زيت الوقود في حارقات أفران التكرير والمراجل البخارية، بما يكفل خفض الانبعاثات إلى أقل درجة ممكنة.
وكان رئيس مجلس الإدارة السابق لمصفاة البترول الأردنية، المهندس علاء البطاينة، قد أعلن قبل عام، وتحديدًا في أبريل/نيسان الماضي 2024، انسحاب إحدى الشركات الأجنبية المشاركة في ائتلاف تطوير مشروع التوسعة الرابع، دون أن يعلن اسمها.
وأوضح، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة -حينها-، أن أهم مشروع نفطي في الأردن يواجه تحديًا مع طلب أحد أعضاء الائتلاف زيادة كبيرة في سعر العرض، وهو ما رفضته المصفاة، وترتَّبت عليه مغادرة هذه الشركة للائتلاف، بينما أبدت الشركتان الأُخريان استعدادهما لمواصلة مشروع التوسعة الرابعة.
نتائج أعمال مصفاة البترول الأردنية
أظهرت نتائج أعمال مصفاة البترول الأردنية المالية لعام 2024 تحقيق عوائد ومستويات ربحية جيدة لمساهميها؛ إذ بلغت أرباحها -وشركاتها التابعة- نحو 95 مليون دينار (133.5 مليون دولار) قبل الضريبة، ونحو 73 مليون دينار (103 ملايين دولار) بعد الضريبة.
كما بلغ إجمالي أصول الشركة في عام 2024 نحو 1.8 مليار دينار (2.54 مليار دولار)، مقارنة مع نحو 1.438 مليار دينار (2.02 مليار دولار) في العام السابق له 2023، بنسبة ارتفاع بلغت 25%، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس عبدالرحيم البقاعي أن الشركة تواصل العمل على تحقيق النجاح المشترك مع مساهميها، عبر تنفيذ خطط إستراتيجية تضمن التطور والازدهار، على الرغم من التحديات التي تشهدها المنطقة.
ولفت إلى ان إنجازات الشركة خلال السنوات الماضية تعكس نجاح خططها الإستراتيجية، في مجالات التكرير، والنقل، والتخزين، والتوزيع، والتصدير، والتسويق، وتطوير جودة المنتجات، والحدّ من المخاطر، وتعزيز فرص النمو.
يشار إلى أن شركة مصفاة البترول الأردنية هي شركة مساهمة عمومية، تأسست في عام 1956، وتمتلك مصفاة التكرير الوحيدة في المملكة، وقد بدأت الإنتاج في عام 1960 بطاقة تكرير 7500 برميل يوميًا، قبل أن تنفّذ -بداية من عام 1960 وحتى عام 1983- نحو 3 مشروعات توسعة، رفعت طاقتها التكريرية إلى 60 ألف برميل يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- شركة أجنبية تنسحب من مشروع طاقة ضخم في الأردن
- الشركة الوطنية المتطورة للغاز الطبيعي.. ذراع الأردن لاستثمار 15 تريليون قدم مكعبة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- يوم الأرض في عصر الطوارئ المناخية.. هل نستطيع إنقاذ الكوكب الأزرق؟ (مقال)
- تركيبات طاقة الرياح في مصر تحقّق قفزة كبيرة خلال 2024
- 4 خبراء للطاقة: قازاخستان تهدد تماسك تحالف أوبك+
المصدر..