استخراج المعادن الأرضية النادرة من الأقراص الصلبة.. مشروع تجريبي الأول من نوعه
دينا قدري

يستهدف مشروع تجريبي جديد استخراج المعادن الأرضية النادرة من الأقراص الصلبة، في محاولة للتغلب على أي انقطاعات محتملة في الإمدادات بسبب التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عالجت 4 شركات أميركية ما يقرب من 50 ألف رطل من محركات الأقراص الصلبة وأجهزة الخوادم المعطلة.
وجاء هذا التحرك المحلي مع تأثر صادرات المعادن الأرضية النادرة سلبًا بالرسوم الجمركية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين؛ يأتي أكثر من نصف إمدادات واشنطن من المعادن الحيوية حاليًا من بكين.
ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية، قد يصبح إيجاد حل محلي لمشكلة إمدادات المعادن الأرضية النادرة ضروريًا، وليس مجرد خيار.
إمدادات المعادن الأرضية النادرة
في 4 أبريل/نيسان 2025، فرضت الصين قيودًا جديدة على 7 من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات الأساسية؛ ما يتطلّب الحصول على تراخيص تصدير وتأخير الشحنات الصادرة.
وجاءت هذه الخطوة ردًا مباشرًا على الرسوم الجمركية الأميركية التي تصل إلى 145%، وأحدثت هزّة في الأسواق المعتمدة على هذه المواد الإستراتيجية؛ ومنذ ذلك الحين، ارتفعت الرسوم الجمركية على الصين بشكل مذهل إلى 245%.
والآن، قد توفر مبادرة إعادة التدوير المحلية مخرجًا من هذا الاعتماد من خلال تحويل أجهزة مراكز البيانات المهملة إلى مصدر موثوق وصديق للبيئة للمعادن الأرضية النادرة والمعادن الثمينة.
ويضم المشروع التجريبي الذي يُعد الأول من نوعه، شركات ويسترن ديجيتال (Western Digital) ومايكروسوفت (Microsoft) وكريتيكال ماتريالز ريسايكلينغ (Critical Materials Recycling) وبيدال بوينت ريسايكلينغ (PedalPoint Recycling).
باستعمال طريقة كيميائية جديدة خالية من الأحماض، استخلص الفريق عناصر أرضية نادرة مثل النيوديميوم والبراسيوديميوم والديسبروسيوم، بالإضافة إلى الذهب عالي النقاء والنحاس والألومنيوم والصلب، وفق ما نقلته منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).
وتُستعمل المواد المُعاد تدويرها بالفعل في سلاسل التوريد التي تدعم السيارات الكهربائية وطاقة الرياح والإلكترونيات من الجيل التالي.
ويُوفر إمكان استعادة المعادن الأرضية النادرة على نطاق واسع حلًا طويل الأمد للولايات المتحدة، مع تزايد الطلب على محركات الأقراص الصلبة، بالتزامن مع نمو الذكاء الاصطناعي وتخزين البيانات.

استخراج المعادن الأرضية النادرة
ترتكز هذه العملية الخاصة باستخراج المعادن الأرضية النادرة من الأقراص الصلبة، على إعادة التدوير بالذوبان الخالي من الأحماض (ADR)، وهي تقنية طوّرها مركز كريتيكال ماتريالز إنوفيشن (CMI).
وقد حقق المشروع التجريبي معدل استرداد 90% للعناصر الأرضية النادرة والمعادن الحيوية، بالإضافة إلى 80% من إجمالي استرداد المواد بالكتلة.
وصرّحت نائبة رئيس إستراتيجية العمليات العالمية والاستدامة المؤسسية في ويسترن ديجيتال، جاكي جونغ، قائلةً: "تضع هذه المبادرة معيارًا جديدًا لإدارة تخزين البيانات في نهاية عمرها الافتراضي".
وأضافت: "هذا المشروع أكثر من مجرد إنجاز بارز، إنه نموذج للتقدم المستدام في مجال استعادة المواد الحيوية".
كما تُحقق هذه العملية مكاسب بيئية كبيرة؛ ووفقًا لتحليل دورة الحياة، فإنها تُقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 95% مقارنةً بالتعدين والتكرير التقليديين.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، استُعملت المواد في المشروع التجريبي من مراكز بيانات مايكروسوفت بجميع أنحاء الولايات المتحدة؛ ما يُبرز إمكاناته في التوسع.
وصرّح نائب رئيس شركة مايكروسوفت تشاك غراهام، بأن النتائج تُظهر إمكان بناء نظام مستدام وقابل للتطبيق اقتصاديًا للتعامل مع محركات الأقراص الصلبة المُعطلة.
وأضاف غراهام: "إنها فرصة لإعادة استعمال المواد وإعادة تدويرها، وتقليل النفايات، وتقليل آثار الكربون في قطاعنا بأكمله".
وأشاد مدير مركز كريتيكال ماتريالز إنوفيشن، توم لوغراسو، بالتطور السريع للفريق؛ قائلًا: "إن توسيع نطاق إعادة التدوير بالذوبان الخالي من الأحماض من مختبر إلى نطاق تجريبي في 8 سنوات فقط يُعد إنجازًا مذهلًا".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بيدال بوينت ريسايكلينغ، برايان ديسلهورست: "يُظهر هذا المشروع التجريبي ما يُمكن تحقيقه عندما يتعاون قادة الصناعة.. قد يكون التأثير هائلًا".
موضوعات متعلقة..
- نقص المعادن الأرضية النادرة يهدد مشروعات الطاقة النظيفة (تقرير)
- أكبر مشروع لإنتاج المعادن الأرضية النادرة في العالم يدخل حيز التشغيل
- إنتاج المعادن الأرضية النادرة في الصين لعام 2024 يسجل مستوى قياسيًا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- قازاخستان تتراجع عن تلميحها بالانسحاب من أوبك+ (تحديث)
- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال الأميركي ترتفع إلى مستوى قياسي.. ما الأسباب؟
- أول منصة بحرية في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. 3 مراحل خلال 5 سنوات
- سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا تسجل طفرة.. ومصر والسعودية بين القوى الصاعدة
المصدر: