تتزايد المؤشرات الإيجابية التي تُعزّز فرص إعلان اكتشاف نفطي جديد في جنوب العراق، في ظل تحركات حكومية نشطة لتفعيل جولات التراخيص الأخيرة وتوسيع نطاق الاستثمار في الرقع الاستكشافية، بما يُسهم في رفع قدرات البلاد الإنتاجية على المدييْن القريب والمتوسط.
ووفقًا لبيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عقدت لجنة الإدارة المشتركة للرقعة السابعة الاستكشافية اجتماعها الأول، اليوم الأربعاء 23 أبريل/نيسان 2025، برئاسة مدير هيئة نفط واسط المهندس أحمد مهدي صبري، وحضور مسؤولي شركة سينوك الصينية (CNOOC)، التي أُحيلت إليها الرقعة ضمن جولات التراخيص الخامسة التكميلية والسادسة.
ويُنظر إلى هذا الاجتماع بوصفه خطوة أولى نحو مشروع قد يُفضي إلى اكتشاف نفطي مؤكد في واحدة من أغنى المناطق المحتملة بالاحتياطيات الهيدروكربونية.
واتُّفِق، خلال الاجتماع، على المصادقة على برنامج العمل والموازنة التشغيلية لعام 2025، بالإضافة إلى تأكيد الالتزام المشترك بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في التنقيب والتطوير.
موقع الاكتشاف النفطي
بحسب التقييمات الفنية التي أجرتها الشركة المشغلة، تُظهر الرقعة السابعة مؤشرات أولية قوية لوجود احتياطيات نفطية واعدة.
ويشمل النطاق الجغرافي للرقعة محافظات الديوانية والحلة والمثنى وواسط والنجف، ما يمنح المشروع بُعدًا إستراتيجيًا، ولا سيما أن شركة سينوك تعتزم اعتماد تقنيات متقدمة تُسهم في تعزيز فرص اكتشاف نفطي ذي جدوى اقتصادية كبيرة.
ويُشار إلى أن هذا التحرك يأتي ضمن مساعي وزارة النفط العراقية لتنشيط عقود التراخيص الموقعة مؤخرًا، بما يواكب أهداف البرنامج الحكومي ورؤية الدولة لتعزيز التنمية الشاملة.
التنقيب عن النفط في العراق
يشهد ملف التنقيب عن النفط في العراق تحولًا ملحوظًا، إذ وقّعت وزارة النفط، في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2024، الصيغ النهائية لعقود جولات التراخيص الأخيرة، بحضور وزير النفط حيان عبدالغني، الذي أعلن أن هذه الاتفاقيات ستُسهم في إضافة 750 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، إلى جانب إنتاج 850 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميًا.
وأكد الوزير، أن الوزارة تمتلك خططًا طموحة لتطوير الرقع الاستكشافية الجديدة، ما يُشكّل جزءًا محوريًا من إستراتيجية التنقيب عن النفط في العراق في المرحلة المقبلة.
وشملت العقود مناطق واسعة، منها رقعة الفاو، وجبل سنام، وسومر، وعدان، وحقل أبوخيمة، بالإضافة إلى رقعة الخليصية وحقول الفرات الأوسط، ما يعزّز التنوع الجغرافي للفرص الاستثمارية.
وتسعى الوزارة من خلال هذه الجولات إلى استقطاب استثمارات نوعية تؤمّن الوقود اللازم لمحطات الكهرباء والصناعات التحويلية، وتفتح آفاقًا واسعة لتوظيف الكوادر العراقية، ما يجعل من التنقيب عن النفط في العراق أداة تنموية بالغة الأهمية.
تحديات الإنتاج والالتزامات الدولية
في المقابل، ما تزال الحكومة العراقية مطالبة بالتوفيق بين توسّعها الاستثماري والالتزامات الدولية في إطار تحالف أوبك+.
ففي أبريل/نيسان الجاري، أعلنت بغداد التزامها بخفض إنتاج النفط بمقدار 120 ألف برميل يوميًا، على أن يُرفع الخفض إلى 140 ألف برميل في مايو/أيار ويونيو/حزيران، لتعويض تجاوزات الإنتاج خلال العام الماضي.
وكان وزير النفط قد صرّح خلال ملتقى السليمانية، يوم 16 أبريل/نيسان 2025، بأن العراق يسعى لإقناع أوبك بزيادة حصته الإنتاجية، في وقت تشهد فيه السوق ضغوطًا متزايدة لضبط الإمدادات.
وأشار عبدالغني إلى أن بلاده تعتزم توجيه دعوات حصرية لشركات أميركية، مثل إكسون موبيل وشيفرون، بهدف تعزيز حضورها في مشروعات التنقيب عن النفط في العراق.
ومع أن بعض الشركات، مثل إكسون موبيل، أعلنت انسحابها من حقول مهمة، لا تزال وزارة النفط تعمل على بناء شراكات جديدة وتوسيع شبكة أنابيب الغاز، ومنها مشروع الربط بين خور الزبير وبغداد والبصرة، ضمن خطة شاملة لرفع كفاءة قطاع الطاقة.
ويبدو أن العراق يقف اليوم على أعتاب مرحلة حاسمة، إذ تتلاقى المؤشرات الجيولوجية الواعدة مع الدعم الحكومي والسياسات الطاقوية المدروسة، تمهيدًا لإعلان اكتشاف نفطي جديد يُعيد رسم مستقبل الصناعة النفطية في البلاد.
موضوعات متعلقة..
- أقدم حقول النفط في العراق.. "كنز" يشهد تطورات مهمة
- أكبر مستودع نفطي في العراق.. 7 خزانات بسعة 3 ملايين برميل (صور)
- صادرات العراق من النفط تهبط في الربع الأول.. و3 دول تستقبل 70%
اقرأ أيضًا..
- أول ناقلة نفط هجين تعمل بالرياح والميثانول في العالم.. أين توجد؟
- مسؤول: المغرب يستقطب فرنسا للاستثمار في الطاقة المتجددة
- غلق محطات الوقود العاملة بالهيدروجين في النمسا قبل نهاية 2025
المصدر:
- اجتماع لجنة الإدارة المشتركة للرقعة السابعة الاستكشافية من حساب شركة نفط الوسط في فيسبوك.
