هيدروجينأخبار الهيدروجينسلايدر الرئيسيةعاجل

ابتكار قنبلة هيدروجينية غير نووية.. أطول 15 مرة من انفجارات القنابل التقليدية

دينا قدري

نجح باحثون صينيون في اختبار قنبلة هيدروجينية غير نووية، مصمّمة لإحداث أضرار حرارية ونارية هائلة على مدى طويل، لتكون أقوى بكثير من القنابل التقليدية القائمة على مادة الـ"تي إن تي".

ووفق دراسة حديثة اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تمكّن الباحثون من تفجير عبوة ناسفة تعمل بالهيدروجين في تجربة ميدانية، مُحفّزين بذلك تفاعلات كيميائية مُتسلسلة مُدمّرة دون استعمال أي مواد نووية.

وقد طُوّرت هذه القنبلة من قِبل معهد أبحاث 705، التابع للشركة الصينية الحكومية لبناء السفن (CSSC)، وهو جهة رئيسة في أنظمة الأسلحة تحت الماء، ويستعمل مادةً لتخزين الهيدروجين في الحالة الصلبة تعتمد على المغنيسيوم.

وتُخزّن هذه المادة -مسحوق فضيّ اللون يُعرف باسم هيدريد المغنيسيوم- كميةً من الهيدروجين أكبر بكثير من الخزان المضغوط، وقد طُوّرت في الأصل لنقل الغاز إلى المناطق النائية، إذ يُمكن استعمالها لتشغيل خلايا الوقود لتوليد الكهرباء والتدفئة النظيفة.

تصنيع قنبلة هيدروجينية غير نووية

عند تنشيطه بالمتفجرات التقليدية، خضع هيدريد المغنيسيوم لتحلل حراري سريع، مُطلقًا غاز الهيدروجين الذي اشتعل مسببًا جحيمًا متواصلًا، وفقًا لما ذكره الباحثون في ورقة بحثية نقلتها صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" (South China Morning Post).

وتُفجّر القنبلة باستعمال مادة متفجرة قياسية تُفكّك الحمولة الرئيسة الصلبة إلى جزيئات صغيرة، ما يؤدي إلى إطلاق غاز الهيدروجين المُخزّن.

وأفادت الدراسة -التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- بأن القنبلة التي تزن كيلوغرامين (4.4 رطلًا) ولّدت كرةً ناريةً تجاوزت 1000 درجة مئوية (1832 درجة فهرنهايت) لأكثر من ثانيتَيْن، أي أطول بـ15 مرةً من انفجارات مادة الـ"تي إن تي" المُكافئة، دون استعمال أي مواد نووية.

ويُنتج هذا كرة نارية "بيضاء ملتهبة" شديدة الحرارة لدرجة أنها تُذيب المعدن على مساحة واسعة؛ ويُمكن اعتبارها أقرب إلى النابالم أو الأسلحة الحرارية منها إلى الأسلحة النووية.

القنبلة الهيدروجينية قبل الانفجار
القنبلة الهيدروجينية قبل الانفجار - الصورة من معهد أبحاث 705 التابع للشركة الصينية الحكومية لبناء السفن

وقال الفريق، بقيادة الباحث في الشركة الصينية الحكومية لبناء السفن، وانغ شيويفنغ: "تشتعل انفجارات غاز الهيدروجين بأقل قدر من طاقة الاشتعال، ولها نطاق انفجار واسع، وتُطلق ألسنة لهب تتسارع إلى الخارج وتنتشر على نطاق واسع".

وأضاف: "يسمح هذا المزيج بالتحكم الدقيق في شدة الانفجار، ما يُحقق بسهولة تدميرًا موحدًا للأهداف عبر مساحات شاسعة".

وكان إنتاج هيدريد المغنيسيوم في السابق عملية صعبة وخطيرة، تُجرى عادةً على دفعات مختبرية صغيرة؛ ومع ذلك، أنشأت الصين مؤخرًا مصنعًا قادرًا على إنتاج 150 طنًا سنويًا، باستعمال طريقة أكثر أمانًا وأقل تكلفة.

مزايا القنبلة الهيدروجينية واستعمالاتها

وفقًا للفريق، فإن انفجار القنبلة الهيدروجينية نفسه ليس بقوة المتفجرات التقليدية من حيث ضغط الانفجار، إذ يُنتج نحو 40% من مكافئ مادة تي إن تي؛ ولكنه يُمكن أن يُطلق حرارة أكبر بكثير ويدوم لمدّة أطول بكثير.

بينما هذه القنبلة الهيدروحينية لا تُحدث قوة الانفجار السريع نفسها التي تُحدثها المتفجرات الكيميائية التقليدية، إلا أنها تعمل بوصفها شعلة لحام، مُوفرة ضربة أبطأ وأكثر استدامةً وحرارةً فائقة.

ومن الآثار الجانبية الأخرى المثيرة للاهتمام لهذه المادة المتفجرة أنها لا تنفجر فحسب، بل تعمل أيضًا بصفتها نوعًا من التفاعل الحراري المتسلسل الذي يستمر طالما توفّر الوقود اللازم لاستمرارها، بحسب ما نقلته منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).

ويعتقد الفريق أن هذا يجعلها مثالية لمهام مثل حظر بعض المناطق، ما يجعل المناطق المتأثرة ساخنة جدًا بحيث لا يمكن شغلها لمدّة من الوقت، كما أنه بارع في حرق الأهداف، مثل المركبات والمعدات الأخرى.

ويُمكن استعمال القنبلة الهيدروجينية أيضًا لاختراق الهياكل الدفاعية أو تدمير الأجسام، مثل أسراب الطائرات دون طيار، كما يُمكن أن تكون لها تطبيقات محتملة بوصفها مصدر وقود لأشياء مثل الغواصات أو السفن.

انفجار قنبلة تقليدية
انفجار قنبلة تقليدية - الصورة من منصة "إنديا إكسبريس"

ووفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، تتمتع هذه القنبلة الهيدروجينية بمزايا أخرى محتملة تتجاوز قدراتها التدميرية؛ فعلى سبيل المثال، بما أنها ليست نووية، يُمكن تطويرها دون انتهاك المعاهدات النووية.

وإذا جرى تطويرها ونشرها بالكامل، فستُطلق أيضًا فئة جديدة من الأسلحة الحرارية التي يمكنها حرق الإلكترونيات، أو إذابة الدروع، أو إشعال منطقة ما لأغراض الحظر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. اختبار قنبلة هيدروجينية غير نووية من صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
  2. معلومات إضافية عن القنبلة الهيدروجينية من منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق