وكالة الطاقة الدولية تعلن أول توقعاتها للطلب على النفط في 2026
وخفض ملحوظ لتقديرات عام 2025
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

خفّضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2025. كما أعلنت أول تقديراتها لعام 2026، وسط تصاعد التوترات التجارية بين القوى الكبرى والتقلبات الاقتصادية.
ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن الوكالة، اليوم الثلاثاء 15 أبريل/نيسان (2025) -الذي حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- فقد ينخفض نمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، ليستقر عند 730 ألف برميل يوميًا، مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 1.03 مليونًا.
وبذلك يُتوقع أن يبلغ متوسط إجمالي الطلب العالمي 103.6 مليون برميل يوميًا خلال العام الحالي، مقارنة بالتقدير السابق البالغ 103.91 مليونًا.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر النظرة الأولية إلى موازين النفط لعام 2026 مؤشرات على مزيد من التباطؤ، إذ يُتوقع أن يتراجع نمو الطلب إلى 690 ألف برميل يوميًا.
وفي الوقت نفسه، تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى تباطؤ نمو المعروض العالمي من النفط لعام 2025 بمقدار 260 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 1.2 مليونًا، بسبب تراجع الإنتاج في الولايات المتحدة وفنزويلا، إلا أن 2026 يُتوقع أن يشهد طفرة جديدة بزيادة 960 ألف برميل يوميًا، تقودها مشروعات بحرية في عدد من الدول.
أسباب خفض توقعات نمو الطلب على النفط
بعد مدة من الاستقرار النسبي، انقلبت موازين سوق النفط العالمية في أبريل/نيسان، عندما أشعلت موجة من الرسوم الجمركية شرارة التوتر التجاري من جديد، وفاقمت مخاوف التضخم والركود الاقتصادي.
ونتيجة لذلك، خفّضت وكالة الطاقة توقعاتها نمو الطلب على النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميًا لما تبقى من العام، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتبدو الصورة في 2026 أكثر قتامة، ويأتي ذلك في ظل تزايد حصة السيارات الكهربائية بالأسواق، والبيئة الاقتصادية غير المستقرة.
وفي ظل هدنة جمركية مؤقتة تمتد لـ90 يومًا، تقف أسواق النفط على أعتاب مرحلة مضطربة، إذ تدخل المفاوضات التجارية نفقًا طويلًا ومعقدًا، ما يُلقي بظلال من عدم اليقين على توقعات السوق للعامَيْن الجاري والمقبل.

إمدادات النفط العالمية
بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية، فقد سجلت إمدادات النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في مارس/آذار بمقدار 590 ألف برميل يوميًا، لتبلغ 103.6 مليون برميل يوميًا، بزيادة سنوية قدرها 910 آلاف، بقيادة الدول غير الأعضاء في أوبك+.
ورغم قرار 8 دول من تحالف أوبك+ -بقيادة السعودية وروسيا- برفع أهداف الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار المقبل، فإن الزيادة الفعلية قد تكون محدودة، في ظل تجاوز دول، مثل قازاخستان والإمارات والعراق، حصصها الإنتاجية.
وقفز إنتاج قازاخستان إلى مستوى قياسي بلغ 1.8 مليون برميل يوميًا، متجاوزة حصتها بـ390 ألف برميل يوميًا، بدعم من توسعة حقل "تنغيز".
وما يزال المشهد خارج "أوبك+" يحمل زخمًا قويًا، مع نمو مرتقب في الإمدادات خلال العام المقبل قدره 920 ألف برميل يوميًا، بقيادة البرازيل وغايانا وكندا.
في المقابل، أوضح التقرير أن نمو الإمدادات في الولايات المتحدة قد يتباطأ إلى 280 ألف برميل يوميًا فقط.
إنتاج المصافي والمخزونات العالمية
من جهة أخرى، توقّع تقرير وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ متوسط إنتاج المصافي خلال العام الجاري نحو 83.2 مليون برميل يوميًا، بعد خفض النمو السنوي المتوقع إلى 340 ألف برميل يوميًا، أي أقل بـ230 ألفًا عن التقديرات السابقة.
أما في عام 2026، فمن المنتظر أن ترتفع معدلات الإنتاج إلى 83.6 مليون برميل يوميًا، مع زيادة متوقعة قدرها 360 ألف برميل يوميًا.
وعلى صعيد مخزونات النفط العالمية، شهد فبراير/شباط ارتفاعًا بمقدار 21.9 مليون برميل، لتصل إلى 7.647 مليار برميل، لكنها بقيت قريبة من أدنى مستوياتها خلال 5 سنوات، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتشير البيانات الأولية لشهر مارس/آذار إلى مزيد من الارتفاع في المخزونات العالمية، بدعم من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومخزونات النفط العائمة.

أسعار النفط
هوت أسعار النفط بنحو 10 دولارات للبرميل خلال مارس/آذار ومطلع أبريل/نيسان، مدفوعة بتصاعد المخاوف من الركود الاقتصادي وتفاقم التوترات التجارية بفعل الرسوم الجمركية الأميركية.
وبحسب التقرير، زاد قرار بعض أعضاء أوبك+ بإنهاء التخفيضات الطوعية من زخم التراجع، لتسجل عقود برنت الآجلة مستويات لم تشهدها منذ أكثر من 4 سنوات، متدنية إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل قبل أن تستقر عند نحو 65 دولارًا.
هذا الانهيار وجّه ضربة إلى صناعة النفط الصخري الأميركية؛ إذ تشير نتائج "مسح بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس" إلى أن الشركات بحاجة إلى متوسط سعري 65 دولارًا للبرميل لضمان ربحية حفر آبار جديدة.
كما فاقمت الرسوم الجمركية الجديدة من تكلفة المعدات والصلب، ما زاد من الضغوط على أنشطة الحفر.
موضوعات متعلقة..
- أوبك تخفض الطلب على النفط في 2025 و2026.. ومستوى غير مسبوق خلال هذا الموعد
- إدارة معلومات الطاقة تخفض توقعات الطلب على النفط في 2025 و2026
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب على النفط.. وتحذر من التوترات التجارية
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز المسال العربية في 3 أشهر.. قفزة قطرية وتراجع ملحوظ للجزائر
- أكبر مصدري الغاز المسال في العالم خلال الربع الأول.. 3 دول عربية بالقائمة
- صادرات الغاز المسال الأميركية تحقّق قفزة تاريخية.. ودولة عربية ضمن كبار المستوردين
المصادر: