توقعات الطلب على الهيدروجين في أوروبا "ضبابية".. ما تداعيات ذلك؟
هبة مصطفى

لا تزال توقعات الطلب على الهيدروجين في أوروبا بحلول عام 2050 متباينة، رغم اعتباره إحدى أبرز أدوات دول القارة العجوز لتحقيق أهداف إزالة الكربون.
ومنذ العام الماضي 2024، أصبح الهيدروجين محور انقسام بين فريقين؛ أحدهما يراه "عنصرًا رئيسًا" في جهود القارة لإزالة الكربون، والثاني يشكك في جدواه وينتقد ضخ الاستثمارات به.
وتُشير قاعدة بيانات مشروعات الهيدروجين العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) إلى أن تقديرات الطلب المستقبلي على الوقود النظيف لا تزال تتسم بـ"الضبابية".
ويفاقم ذلك من حالة "عدم اليقين" بشأن دور الهيدروجين في مسارات تحول الطاقة، خاصة مع إلغاء وإرجاء مشروعات عدة خلال الأشهر الأخيرة، إثر ضعف الطلب وعدم جاهزية السوق.
الطلب على الهيدروجين في أوروبا
تتراوح توقعات الطلب على الهيدروجين في أوروبا بين 50 مليونًا و108 ملايين طن متري، بحلول عام 2050.
وقدرت دراسة للمجلة الدولية لطاقة الهيدروجين هذه الفجوة بأنها انعكاس لحجم تنوع واختلاف سيناريوهات الطلب.
وشبّهت الدراسة حالة "تأرجح" الطلب الأوروبي على الهيدروجين بالتذبذب الذي شهدته توقعات الطلب على الكهرباء قبل استقرارها.

ويختلف الطلب على كل من الهيدروجين والكهرباء في أنَّ الأول يعول عليه لضمان استقلال الطاقة الأوروبي، وكذلك تحقيق الحياد الكربوني، سويًا.
وحددت الدراسة أبرز القطاعات المتعطشة للهيدروجين -مثل قطاعي النقل والتطبيقات الصناعية- إذ يصعب الاعتماد على الكهرباء بهما؛ نظرًا إلى كثافة الانبعاثات الكربونية.
ولم يقتصر الأمر على الهيدروجين وحده؛ إذ تُشير التوقعات إلى زيادة الطلب على مشتقاته أيضًا، مثل: الأمونيا والميثانول؛ لدورهما المأمول في إزالة الكربون.
تحديات إستراتيجية الهيدروجين الأوروبية
تشكل تحديات إستراتيجية الهيدروجين الأوروبية إجابة عن التساؤل حول أسباب تباين تقديرات الطلب، ودور الوقود في خطط إزالة الكربون.
ويعكس اختلاف تقديرات الطلب تحديًا قويًا أمام كل من صناع السياسات وقيادات الصناعة، للمواءمة بين التوقعات في ظل تزايد المخاطر في القطاعين المستهدفين السابق ذكرهما.
وتؤثر في تقديرات الطلب أيضًا مؤثرات أخرى، من بينها: مدى الاستعداد لتطوير البنية التحتية، وتأمين سلاسل التوريد، وقدرات التخزين، وتأرجح تكلفة الطاقة المتجددة، حسب الدراسة المنشورة في موقع إنرجي نيوز.
ودعت الدراسة إلى ضرورة توجيه الاستثمارات إلى التقنيات الضرورية والمرنة في الوقت ذاته، والتي تتيح التكيف مع الطلب المتباين وتقلباته.
ورجّح تحليل أوردته الدراسة أن توقعات الطلب على الهيدروجين الأقرب للواقع، هي التي راعت في تقديراتها مدى جاهزية البنية التحتية والسياسات المنظمة للسوق.
ويتعين على صانعي السياسات -حسب توصيات الدراسة- محاولة تجاوز هذه التحديات؛ لضمان تغلّب القارة العجوز على تحديات الأهداف المناخية المستهدفة بحلول عام 2050.

مشروعات الهيدروجين الأوروبية
واجهت توقعات مشروعات الهيدروجين الأوروبية مصيرًا صادمًا، بعدما كشف تقرير صادر عن شركة أبحاث واستشارات السوق "ويستوود غلوبال إنرجي" -قبل أيام- عن أن غالبية المشروعات لن تصل إلى مرحلة الإنتاج وفق المستهدف بحلول عام 2030.
وتوقع التقرير فشل تطوير 83% من مشروعات الهيدروجين المستهدفة في دول الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العقد، في حين رجّح التقرير دخول 17% من المشروعات حيز التنفيذ.
وأرجع ذلك إلى عدم التوصل إلى حلول تعالج سياسات الصناعة، ومشكلات التمويل والطلب، رغم الطموحات واسعة النطاق.
ورصد التقرير أنه حتى نهاية العام الماضي توقف أو أُلغي 23 مشروعًا في أوروبا بقدرة 29.2 غيغاواط، لاعتبارات تنظيمية ومالية بجانب ضعف الطلب.
وسلّط تقرير سابق، نشرته شركة "ويستوود غلوبال إنرجي" في فبراير/شباط 2025، الضوء على التطورات الرئيسة لمشروعات الهيدروجين في أوروبا.
وبالتزامن مع تعثر المشروعات، ما يزال مصنعي أجهزة التحليل الكهربائي يواجهون تحديات مالية تساعد في تباطؤ نمو السوق.
موضوعات متعلقة..
- توقعات متشائمة بشأن الطلب على الهيدروجين النظيف
- %83 من مشروعات الهيدروجين في أوروبا لن ترى النور قبل 2030
- تطورات الهيدروجين في أوروبا.. كيف تتسع الفجوة بين الحكومات والشركات؟
اقرأ أيضًا..
- حقل غاز عربي عملاق يواجه أزمة في تصدير أول شحنة.. ماذا يحدث هناك؟
- أكبر 5 صفقات طاقة متجددة في مارس 2025.. السعودية بالصدارة (تقرير)
- أرامكو تخفض سعر برميل النفط السعودي إلى آسيا في يناير 2025
المصدر: