أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: رسوم ترمب الجمركية تفتقر للوضوح.. والرئيس نفسه مصدر الفوضى

أحمد بدر

بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مزيدًا من الرسوم الجمركية على السلع والواردات إلى بلاده، بدأت موجة من الفوضى في جميع أسواق العالم، وتسببت في مخاوف ضخمة من اندلاع حرب تجارية عالمية جديدة.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الخوف والتقلبات المصاحبة لهذه الرسوم والأثر الضخم يمكن تفسيرها؛ إذ إن أي مدير تنفيذي يمكنه التعامل مع التكاليف المرتفعة، وهذا حدث كثيرًا عبر التاريخ.

وأضاف: "أي مدير تنفيذي يمكنه التعامل مع اللوائح والقوانين الجديدة التي تؤثر في شركاته، كما أن موضوع الرسوم الجمركية والضرائب يتغير دائمًا عبر السنوات، والمديرون التنفيذيون يتعاملون مع ذلك، وهذه هي وظيفتهم".

ولفت إلى أن الهدف من فرض رسوم جمركية، منذ عقود طويلة، كان تنظيم الحياة وحركة التجارة، ولكن الفوضى التي خلقتها الرسوم الجمركية الأميركية، سببها أنها تفتقر إلى الاتساق والوضوح؛ لأن الفوضى مصدرها ترمب نفسه.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدمها الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان "النفط بين ضرائب ترمب وانهيار الأسواق وأوبك"، تناول خلالها أزمة الرسوم الجمركية الأميركية.

أزمة الرئيس دونالد ترمب

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة إن أزمة الرئيس دونالد ترمب هي أن الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضها على دول العالم لا تتسم بالوضوح، كما أنه -شخصيًا- لا يمكن توقع ما يمكن أن يفعله.

وأضاف: "التعرفة الجمركية نفسها أو فرض الضريبة لا يمكن وصفها مصدرًا للفوضى؛ لأن مصدر الفوضى هو ترمب نفسه، إذ يمكن للرؤساء التنفيذيين التعامل مع التكاليف المرتفعة والرسوم الجمركية المرتفعة، لكنهم لا يستطيعون اتخاذ القرارات عندما يكون الجميع مرتبكين وفي حالة ذعر".

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - الصورة من شبكة بي بي سي البريطانية

وأوضح أنس الحجي أن الهلع الموجود نتيجة لعدم الوضوح؛ إذ إن الرئيس الأميركي يغير الهدف كل ساعة؛ فهو يطلب وعندما يوافقون يطلب أكثر، وفي اليوم التالي يلغي القرار السابق، ويبدو أنه يحافظ عمدًا على غموض الهدف، وهذا لا يتناسب حتى مع الأسباب التي جعلت كلمة "التعرفة" شائعة عالميًا.

وأكّد أن السبب الرئيس للهلع هو ترمب نفسه وطريقة تعامله مع الأحداث وليس فرض الرسوم الجمركية؛ فمع انتشار التعرفة الجمركية عالميًا بمعدلات مختلفة، وبعض الدول ترد والبعض الآخر يتفاوض، في ظل حالة الغموض، هناك معلومات خاطئة.

وتابع: "حتى البيت الأبيض نفسه يخرج بتصريحات غريبة جدًا؛ إذ أعلن أنه بمجرد أن صرح الرئيس دونالد ترمب بأن تطبيق الرسوم الجمركية سيبدأ في صباح اليوم التالي، اتصلت بهم نحو 50 دولة تريد بدء التفاوض مع أميركا".

وأشار إلى أن هذا الكلام غير صحيح؛ لأن أغلب هذه الدول، أي نحو 46 دولة من الدول الـ50 التي ذكرها البيت الأبيض، تواصلت لطلب التوضيح وليس للتفاوض؛ فلا أحد يُفرض شيء عليه مباشرة ويطلب التفاوض؛ فالجميع يدرسون ويستشيرون الخبراء ليعرفوا كيف سيتحدثون لاحقًا.

البيت الأبيض
البيت الأبيض - الصورة من موقع الحكومة الأميركية

ولكن، وفق أنس الحجي، البيت الأبيض حوّر الأمر مدّعيًا أن هذه الدول تواصلت من أجل التفاوض، وهنا تبرز مشكلة البيانات والمعلومات، مضيفًا: "في هذه الفوضى، تخوفي أنا شخصيًا من أثر ذلك في سلاسل التوريد؛ فهو سيؤدي لاضطراب أكثر وارتفاع الأسعار والتضخم، والخوف من الركود يزداد ساعة بعد ساعة".

خسائر تاريخية

قال أنس الحجي إن مؤيدي ترمب يدعمونه بشكل أعمى، ولكن مع وقوع خسائر تاريخية خلال الأيام الماضية، جاءت ردود أفعال قوية من أكثرهم؛ إذ إن الخسائر الفادحة التي لحقت بهم، سواء في صناعة النفط أو البنوك كانت غير متوقعة.

وأضاف: "أتباع الرئيس المؤيدون له يقولون إنه إذا كانت التعرفة الجمركية سيئة فلماذا هي شائعة في كل دول العالم؟ ولكن حقيقة الأمر أن الإدارة الأميركية فشلت في التمييز بين مجموعتين من الدول؛ الأولى هي مجموعة الدول الصناعية التي تنافس الولايات المتحدة، ومجموعة الدول الفقيرة".

الاستثمارات في صناعة النفط

ولفت خبير اقتصادات الطاقة إلى أن المضحك في الأمر أن الرسوم الجمركية الأكبر بين الدول الصناعية لا تكون على المنتجات الصناعية وإنما على المنتجات الزراعية.

وتابع: "أغلب دول العالم تفرض الرسوم الجمركية لتحقيق إيرادات وليس لمنافسة أي دول أخرى، والسبب بسيط؛ فلو نظرنا إلى الولايات المتحدة وكثير من الدول -مثل السعودية التي تمتلك مثل هذه الأنظمة- نجد عندها أرقامًا وطنية وأرقامًا للبيوت وعناوين محددة".

ولكنْ، وفق الحجي، كثير من الدول ليست لديها هذه الأنظمة، فلا تعرف عدد سكانها ولا عناوين محددة، وفي هذه الدول لا توجد ضريبة دخل، أو ضريبة مبيعات؛ فإذا أرادت الحكومة الإنفاق على البلاد؛ فالحل الوحيد هو أن تجمع الضرائب من نقاط الخدمة.

وأردف: "إذا أراد شخص جواز سفر، فيعطونه جوازًا، والجواز في أميركا يتكلف من 20-30 دولارًا، في حين أنه يتكلف ببعض الدول 500 دولار، ورخصة القيادة في أميركا تتكلف 9 دولارات، في حين قد تتكلف بهذه الدول الفقيرة نحو 3 آلاف دولار".

ناقلة نفط
ناقلة نفط - الصورة من صحيفة واشنطن بوست

لذلك، فإن انتشار الضريبة الجمركية ليس لأنها جيدة، ولكن لأنها في الدول الفقيرة مصدر دخل للحكومات؛ لذلك فقد فشلت إدارة ترمب في التفريق بين هاتين؛ لأن هناك مشكلة كبيرة، وهي أن فكرة الضريبة جاءت بسبب الصين، ولكن بلدًا مثل الصومال وإثيوبيا لا علاقة لهما؛ فلماذا تُفرض عليهما ضرائب؟

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق