أكبر محطة نووية في العالم تمدد العمر التشغيلي لمفاعلها 35 عامًا
محمد عبد السند

حصلت أكبر محطة نووية في العالم على الضوء الأخضر لإجراء تحديثات شاملة على أحد مفاعلاتها، في خُطوة من شأنها أن تمدّد عمره التشغيلي بما يتراوح بين 30 و35 عامًا، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وستمدّد المحطة النووية الواقعة في مقاطعة أونتاريو الكندية العمر التشغيلي للمفاعل 5، عبر استبدال مكوناته الرئيسة، بما في ذلك مولدات البخار وأنابيب الضغط وأنابيب الكالاندريا وأنابيب التغذية.
ويمثّل تحديث المفاعلات في محطة بروس باور (Bruce Power) النووية بموجب مشروع إم سي آر (MCR) خطوةً حاسمة في تأمين مستقبل كهرباء موثوقة ومستدامة، وتعزيز مكانة أونتاريو رائدة عالمية في مجال الكهرباء النظيفة.
وتلامس سعة المفاعلات الـ8 بالمحطة حاليًا قرابة 6.2 غيغاواط، وتوفّر 30% من إجمالي إمدادات الكهرباء بالمقاطعة.
مشروع استبدال المكونات
منح مشغل نظام الكهرباء المستقل (Independent Electricity System Operator) في مقاطعة أونتاريو الضوء الأخضر إلى أكبر محطة نووية في العالم، لبدء مشروعها الرابع بشأن استبدال مكوناتها الرئيسة "إم سي آر"، الذي من المقرر انطلاقه في المفاعل 5 خلال العام المقبل.
وجاء قرار مشغل نظام الكهرباء المستقل، المعروف اختصارًا بـ"آي إي إس أو" التي تشغل سوق الكهرباء في المقاطعة وتدير نظام الكهرباء بالجملة، بعدما تيقنت من أن محطة "بروس باور" النووية -وهي مزوّد النظائر المشعة الطبية الرئيس- قد استوفت الشروط والبنود للمضي قدمًا في المشروع.
وقال وزير الطاقة والمناجم في أونتاريو، ستيفن ليس: "ونحن نواجه تهديدات التعرفات الجمركية من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أشعر بالفخر بأن أكثر من 90% من جميع المواد المشتراة تحمل ختم (صُنِع في كندا)؛ ما يوفّر ما يزيد على 20 ألف وظيفة للقوة العاملة الماهرة في أونتاريو".
وأضاف ليس: "ولهذا فإن تحديث المفاعل النووي الـ5 في محطة بروس باور، إلى جانب قرابة جميع أساطيلنا النووية، سيمكننا من تأمين الحصول على مزيد من إمدادات كهرباء نظيفة وموثوقة وميسورة التكلفة، التي نحتاج إليها لإنارة منازلنا وشركاتنا لأجيال مقبلة".

تركيب مكونات حيوية
يتضمّن مشروع "إم سي آر" إزالة وتركيب مكونات حيوية في المفاعل 5 بمحطة "بروس باور"، مثل المولدات البخارية وأنابيب البخار وأنابيب الكالاندريا وأنابيب التغذية؛ بهدف تمديد العمر التشغيلي للمفاعل بما يتراوح من 30 إلى 35 عامًا.
وسيكون المفاعل 5 الرابع من بين 6 مفاعلات في الموقع تمر بعملية تحديث، في أعقاب المفاعل 6، الذي كان الأول الذي يُحدّث ويُعاد إلى الخدمة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
في الوقت نفسه، يشهد المفاعلان 3 و4 حاليًا عملية انقطاع التيار الكهربائي لاستبدال مكوناته الرئيسة، في حين من المقرر أن تخضع المفاعلات النووية 5 و7 و8 للعملية نفسها على مراحل متداخلة تمتد حتى عام 2033.
ويستهدف المشروع إتاحة كهرباء نظيفة وموثوقة إلى أونتاريو، وإمدادات موثوقة من النظائر الطبية لمكافحة السرطان في جميع أنحاء العالم، كما يُعول على المشروع في تعزيز الرخاء الاقتصادي والاجتماعي في أونتاريو على المدى الطويل.
وقال الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "بروس باور"، إريك تشاسارد: "أصبحت أونتاريو رائدة عالمية في تحديث محطات الطاقة النووية، وإلى جانب شركائنا وتجارنا المهرة، فإننا نواصل إثبات أن تلك المشروعات الكبرى المتطورة يمكن تسليمها وفق أعلى معايير السلامة والجودة، في الموعد المحدد ووفق الموازنة المرصودة لها".
وأضاف تشاسارد: "عبر التميّز والإبداع، فإننا نساعد في قيادة الاقتصاد وإنتاج النظائر الطبية المكافحة لمرض السرطان"، مؤكدًا: "صناعتنا النووية هي قصة نجاح كندية مُصنّعة في أونتاريو"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

التطلّع إلى المستقبل
قال الرئيس والرئيس التنفيذي لمشغل نظام الكهرباء المستقل في أونتاريو "آي إي إس أو"، ليسلي غالينغر، إن التحديث الحالي للمفاعلات النووية في محطة بروس باور يدعم موثوقية واستدامة نظام الكهرباء في المقاطعة على المدى الطويل، مردفًا أن التحديث المذكور يدعم -كذلك- الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات في أونتاريو.
ويعود تاريخ الدعم الذي تقدّمه "آي إي إس أو" إلى برنامج تحديث محطة بروس باور النووية إلى عام 2005، حينما وقّع الطرفان اتفاقية تمكن عودة المفاعلين 1 و2 إلى الخدمة، ومواصلة تشغيل المفاعلات الأخرى عبر عقود الشراء.
ودعمت اتفاقية جرت مراجعتها في عام 2015 استثمارات مخصصة لتمديد العمر التشغيلي للمفاعلَيْن 3 و8.
ويدعم برنامج تمديد العمر الوظيفي المُنفّذ بوساطة أكبر محطة نووية في العالم مئات الشركات المحلية بـ90% من عمليات شراء المكونات المصنّعة في كندا.
وتدرّ هذه المشروعات 10 مليارات دولار سنويًا؛ ما يدعم الاقتصادات المحلية ويعزّز استقلالية كندا في مجال الطاقة.
إلى جانب ذلك، يقدم البرنامج فرصًا على المدى الطويل للعمال في قطاع البناء والتجارة في أونتاريو، كما يدعم 22 ألف وظيفة في جميع أنحاء المقاطعة سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- جدل في كندا حول الطاقة النووية ومصير محطة بوينت ليبرو
- حوافز الطاقة النظيفة في كندا قد تجعلها ثاني أكثر الدول جذبًا للاستثمارات الخضراء (تقرير)
- الطاقة النووية أفضل وأرخص من الغاز والطاقة المتجددة (مسح)
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف 14 حقل نفط وغاز في السعودية
- دولة عربية تستورد الغاز المسال لأول مرة.. تفاصيل وموعد تسلّم الشحنة
- سلطنة عمان تترقّب حفر أول بئر استكشافية بمنطقة الامتياز 47
المصادر: