الجزائر تتفاوض مع 13 شركة عالمية في قطاع السيارات.. هل تنافس المغرب؟
سامر أبووردة

تسعى الجزائر بقوة لزيادة استثماراتها في قطاع صناعة السيارات، إذ دخلت في مفاوضات مع 13 شركة عالمية تسعى لتصنيع المركبات على أراضيها.
ويأتي هذا التحرك في وقت حساس؛ إذ يواصل المغرب جهودًا حثيثة ليصبح من أبرز اللاعبين العالميين في صناعة السيارات، لا سيما في مجال السيارات الكهربائية.
لكن ما الذي يميّز إستراتيجية الجزائر في هذا المجال، وهل تستطيع منافسة جارتها الغربية المملكة المغربية في هذا القطاع المتنامي؟
وفقًا لتقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتفاوض الجزائر التي بدأت تتوجه بصورة جدية نحو إنشاء قاعدة صناعية قوية في صناعة السيارات، حاليًا، مع شركات عالمية متعددة مثل هيونداي وكبرى الشركات المصنعة للسيارات.
وأكد مستشار وزير الصناعة بلال لميطة، أن الوزارة على تواصل مع 13 شركة دولية لدخول السوق المحلية وإقامة مصانع لإنتاج المركبات، الأمر الذي يُعد خطوة مهمة في سبيل تطوير صناعة السيارات في البلاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع.
وتُعدّ صناعة السيارات في الجزائر جزءًا من إستراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز التنوع الاقتصادي؛ إذ ستركز الحكومة على خلق فرص عمل جديدة وتحقيق التنمية الصناعية من خلال إقامة شراكات مع الشركات العالمية.
وتستهدف هذه الإستراتيجية أيضًا تحفيز القطاع المحلي، لا سيما في مجال تصنيع قطع غيار السيارات، إذ يشهد هذا القطاع نشاطًا ملحوظًا، ويجري الآن إنتاج مكونات عديدة مثل البطاريات والمكابح والفلاتر وغيرها.
صناعة السيارات في الجزائر
رغم أن صناعة السيارات في الجزائر ليست جديدة، فإن الحكومة تعمل حاليًا على تحفيزها بصفة جدية أكثر من أي وقت مضى.
ويُعد دخول 13 شركة عالمية في مفاوضات مع الحكومة مؤشرًا على عزمها دفع صناعة السيارات في البلد العربي الواقع في شمال أفريقيا نحو آفاق جديدة.
وتُضاف إلى ذلك الاستثمارات المستمرة في صناعة قطع غيار السيارات، التي تشمل البطاريات والمكابح والخطوط، ما يجعل من الجزائر وجهة واعدة في هذا المجال.
ويظهر التوجه الواضح للحكومة من خلال دعم المصانع المحلية التي تنتج مكونات السيارات، إذ تبرز شراكتان مهمتان في هذا المجال؛ الأولى هي الشراكة مع شركة هيونداي العالمية التي وقّعت اتفاقية مع وزارة الصناعة للتعاون في تصنيع قطع غيار السيارات وتطوير الصناعة المحلية منذ بداية مرحلة الإنتاج، أما الأخرى فهي شراكة مع مؤسسة إيطالية لتصنيع اللواحق البلاستيكية للسيارات.
وتدعم الحكومة هذا التوجه عبر سياسات محفزة، إذ تسعى إلى خلق قاعدة صناعية متينة قادرة على دعم الاقتصاد المحلي بصفة مستدامة.
ويسعى المسؤولون إلى تعزيز هذه الاستثمارات من خلال تطوير البنية التحتية وإنشاء المزيد من المصانع التي ستُسهم في تقليل الاعتماد على الواردات.
صناعة السيارات في المغرب
في المقابل، يتفوّق المغرب في مجال صناعة السيارات على الجزائر، إذ استطاع أن يصبح أحد أهم اللاعبين في صناعة السيارات على مستوى العالم، لا سيما في مجال السيارات الكهربائية.
وتُعدّ مصانع السيارات في المغرب من بين الأكثر تطورًا، مع قدرة إنتاجية تصل إلى 700 ألف سيارة سنويًا، مع توقعات بزيادة هذه الأرقام إلى مليون سيارة سنويًا العام الجاري 2025.
وفي هذا السياق، وضعت وزارة الصناعة والتجارة المغربية، بقيادة رياض مزّور، إستراتيجية محورية لتطوير صناعة السيارات، متمثلة في إنشاء مصانع ضخمة لإنتاج السيارات الكهربائية ومكونات البطاريات.

كما يجري العمل حاليًا على مشروع ضخم مع شركة "بي تي آر" الصينية لإنتاج كاثودات البطاريات بالقرب من طنجة، مما يضيف إلى قوة صناعة السيارات في المغرب.
ويطمح المغرب لأن يصبح مركزًا عالميًا لتصنيع السيارات الكهربائية، وذلك بفضل استثماراته في تطوير البنى التحتية وإنشاء مصانع متخصصة في إنتاج البطاريات الكهربائية.
هل تستطيع الجزائر منافسة المغرب في صناعة السيارات؟
على الرغم من التقدم الذي أحرزه المغرب في صناعة السيارات، لا سيما في قطاع السيارات الكهربائية، فإن الجزائر تسعى جاهدة لخلق بيئة صناعية تنافسية، إذ أدركت أن التوسع في صناعة السيارات يتطلّب استثمارات ضخمة وجهودًا طويلة الأمد.
وفي سبيل ذلك، بدأت الحكومة جذب الشركات العالمية للاستثمار بهذا القطاع، ما يفتح أمامها فرصًا هائلة لتطوير الصناعة المحلية، وبالتالي التقليل من واردات السيارات، التي تشكّل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا.
لكن يبقى السؤال: هل يمكن للجزائر أن تحقق ما حققه المغرب في هذا القطاع؟ وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الجزائر، مثل الحاجة إلى المزيد من البنى التحتية المتطورة وتطوير مهارات القوى العاملة، فإن إرادة الحكومة واضحة في المضي قدمًا في هذا الاتجاه.

وتتزايد المنافسة بين الجزائر والمغرب في قطاع صناعة السيارات، لا سيما مع الاهتمام المتزايد في صناعة السيارات الكهربائية.
وبينما تسير الرباط بثقة نحو تحقيق هدفها في أن تصبح مركزًا عالميًا لصناعة السيارات، تواصل جارتها مفاوضاتها مع الشركات الكبرى لضمان مكانتها في هذا القطاع الحيوي.
موضوعات متعلقة..
- وزير الصناعة المغربي: ننتج 100 ألف سيارة كهربائية في 2025.. وهذه تطورات المصانع الجديدة (حوار)
- صناعة السيارات في الجزائر تجذب اهتمام اليابان
اقرأ أيضًا..
- تركيا توقّع صفقة تنقيب مع الصومال.. وتضع العراق ضمن الخطة
- سلطنة عمان تترقّب حفر أول بئر استكشافية بمنطقة الامتياز 47
- مبادلة الإماراتية تدخل سوق الغاز في أميركا بصفقة استحواذ
- تعثر تطوير أكبر حقل نفط في أستراليا.. احتياطياته أكثر من 160 مليون برميل