دولة عربية تستورد الغاز المسال لأول مرة.. تفاصيل وموعد تسلّم الشحنة
هبة مصطفى

يتسع نطاق استعمال الغاز المسال يومًا بعد يوم، وفي أحدث مظاهر هذا التوسع، تستعد إحدى الدول العربية لاستيراد الغاز المُسال للمرة الأولى في تاريخها.
وتجري الاستعدادات على قدم وساق في البحرين تمهيدًا لاستقبال أولى الشحنات، عقب تأهيل البنية التحتية اللازمة لذلك.
ويبدو أن التغيرات الجوية ودرجات الحرارة المرتفعة عزّزت نمو معدل الطلب على الكهرباء، وغيّرت خريطة شراء بعض الدول وحوّلت البعض الآخر من مُصّدر إلى مستورد.
وفي توقعات أعلنتها شركة شل العالمية في فبراير/شباط 2025 الماضي -ضمن تقرير تابعته منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)- قد يشهد معدل الطلب "طفرة" تصل إلى زيادة بنسبة 60%، بحلول عام 2040.
أول شحنة غاز مسال
تجري في البحرين استعدادات تسلّم أول شحنة غاز مسال، في خطوة هي الأولى من نوعها بالنسبة إلى الدولة العربية الجزرية.
وتُشير التوقعات إلى تسلّم البحرين الشحنة خلال شهر أبريل/نيسان 2025 الجاري، بعد وصول محطة استيراد عائمة.
وتشمل الاستعدادات استقبال المحطة العائمة "سي بيك بحرين" Seapeak Bahrain، التي بدأت الإبحار باتجاه الدولة العربية، وفق بيانات تتبع سفن.

ومن المقرر أن تتسلّم وحدة "سي بيك بحرين" شحنة تشغيلية من شركة توتال إنرجي الفرنسية خلال الشهر الجاري، لتصبح المنامة أحدث دول المنطقة التي تستورد الغاز المسال.
ويبدو أن هذه الشحنة لن تكون الوحيدة، إذ تخطّط البحرين لتسلّم شحنات غاز مسال عدة على مدار العام الجاري، مع انطلاقة تثبيت السفينة الشهر الجاري، وإخضاعها للاختبار واستكمال فريق العمل، حسب ما نقلته بلومبرغ عن مصادر.
وتتبع عملية الاستيراد شركة بابكو إنرجي (BABCO Energies)، المعنية بإدارة بنية الطاقة التحتية في البحرين.
محاولات سابقة للاستيراد
خاضت البحرين تجربة استيراد غير ناجحة قبل 5 سنوات، ورغم تثبيت سفينة للاستيراد قبالة سواحل البلاد آنذاك فإنها لم تستقبل أي شحنات، سوى شحنة تجريبية تشغيلية من أبوظبي.
وفي ظل ضعف الطلب المحلي، تحولت سفينة الاستيراد إلى ناقلة تحمل شحنات الغاز المسال، بدءًا من عام 2020 حتى الآن.
وانطلقت محاولة أخرى للاستيراد العام الماضي 2024، إذ استعدت البلاد لإعادة تشغيل محطة استيراد تمهيدًا لاستقبال شحنات طوال العام، طبقًا لما أورده موقع تريد ويندس.
وفي ظل ارتفاع الطلب على الغاز، درست البلاد تشغيل محطة لإعادة التغويز كانت قد توقفت عن العمل لما يزيد على 4 سنوات، وخططت شركة بحرين إل إن جي (Bahrain LNG) لاستقبال شحنات تشغيلية في سبتمبر/أيلول الماضي، لكن لم تعلن تطورات هذه الخطط.

الطلب على الكهرباء
يسجل الطلب على الكهرباء المولدة بالغاز نموًا في ظل درجات الحرارة الآخذة بالارتفاع، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتسبّبت التغيرات المناخية وتقلبات الطقس في تغيير معادلة الطاقة لدى بعض الدول، مثل مصر والكويت.
وخلال العامَيْن الأخيرَيْن 2023 و2024، تفاقمت حدة الطلب في مصر في ظل نقص الغاز وتحولت القاهرة تدريجيًا من مُصدّر للغاز المسال إلى مستورد.
وتكرّر الأمر ذاته في الكويت التي عانت انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي مع ضغط درجات الحرارة المرتفعة على معدل الطلب، واضطرت البلاد إلى زيادة الواردات وأنشأت محطة برية لاستقبال الشحنات.
ويبدو أن انخفاض أسعار الغاز المسال مؤخرًا في السوق العالمية شجّع بعض الدول على زيادة الواردات، ومهّد الطريق لدول أخرى لاقتحام نادي المستوردين، مثل البحرين.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج البحرين من الغاز الطبيعي يهبط إلى أقل مستوى في عامين
- عدد محطات توليد الكهرباء في البحرين يشهد قفزة كبيرة
- مشروعات الغاز العربية المرتقبة في 2025.. تحركات مهمة من 9 دول
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية توقّع صفقة لتحويل مصفاة ينبع إلى مجمع بتروكيماويات متكامل
- انخفاض أسعار الغاز المسال فرصة ذهبية لمصر والكويت قبل صيف 2025
- السعودية تبحث عن شريك لمشروع طاقة ضخم
المصادر:
- تفاصيل تسلّم البحرين أول شحنة غاز مسال وبيانات تتبع المحطة العائمة "سي بيك بحرين"، من بلومبرغ.
- محاولة استيراد سابقة واستعداد محطة إعادة تغويز، من تريد ويندس.