التقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

انخفاض أسعار الغاز المسال فرصة ذهبية لمصر والكويت قبل صيف 2025

هبة مصطفى

سجلت أسعار الغاز المسال انخفاضًا خلال الأيام الأخيرة، ما يشكّل "عنصر جذب" للدول الراغبة في زيادة وتيرة الشراء.

وخلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي (الجمعة 4 أبريل/نيسان 2025) تراجعت الأسعار لما يزيد على 70 سنتًا، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن) لتحديثات أسعار مؤشر جيه كيه إم (JKM) بالسوق الفورية في شمال شرقي آسيا.

ويُعدّ هذا الهبوط "فرصة" قد تستفيد منها بعض دول الشرق الأوسط -مثل مصر والكويت- في تكثيف وتيرة الشراء حاليًا، استعدادًا لذروة الطلب خلال فصل الصيف.

وعانت الدولتان زيادة في الطلب خلال صيف العامَيْن الماضييْن 2023 و2024، أدت إلى انقطاعات في التيار.

وبدلًا من الاضطرار إلى الشراء من السوق الفورية خلال أوقات الأزمة بأسعار مرتفعة، يمثّل الشراء الحالي فرصة اقتصادية أفضل، خاصة أن كلتا الدولتين تملك مرافق لإعادة التغويز (إعادة الغاز المسال إلى صورته الغازية الأولى).

انخفاض أسعار الغاز المسال

بلغ معدل انخفاض أسعار الغاز المسال في 4 أبريل/نيسان الماضي 74 سنتًا، إذ بدأت التعاملات بإغلاق سنغافورة عند 12.50 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية.

واختُتمت بإغلاق سوق لندن عند 11.76 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية، حسب تقديرات بلاتس التي نشرها موقع إس بي غلوبال.

محطة غاز مسال من بين استثمارات الغاز المسال في أوروبا
محطة غاز مسال - الصورة من إنفستيغيت يورب

وكانت الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تسبّبت في إرباك أسواق السلع، خاصة بعدما ردت الصين على رسومه الجمركية البالغة 54% بفرض رسوم مماثلة تصل إلى 34%.

وتأثرت أسعار النفط بالتوترات التجارية الأميركية والرد الصيني عليها، وسادت توقعات بين المحللين بتراجع الطلب على الغاز، ما انعكس على سعره في السوق.

وتكررت حالة التراجع في السوق الأوروبية أيضًا، بعدما كانت على صفيح ساخن خلال أول شهرين من العام الجاري تزامنًا مع انتهاء اتفاقية ضخ الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب.

وبعد تسجيلها مستويات قياسية خاصة في فبراير/شباط، انخفضت أسعار الغاز الأوروبية بنسبة 2% (يوم الثلاثاء 8 أبريل/نيسان)، مسجلة 39.40 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة.

كيف تستفيد مصر والكويت؟

عانت مصر والكويت أزمة كهرباء طاحنة خلال فصلَي صيف 2023 و2024، في ظل زيادة الطلب ونقص الغاز.

وتطمح الدولتان في تجنّب تكرار هذه الأزمة مرة أخرى خلال فصل الصيف المقبل، ويتعلّق ذلك بتوافر الغاز الرئيس لإنتاج الكهرباء بالنسبة إلى البلدين.

ويشكّل انخفاض أسعار الغاز المسال "الحصان الرابح" لكل منهما حاليًا، إذ يمكن شراء شحنات فورية بأسعار زهيدة وتخزينها في المرافق المختصة.

مشتريات مصر من الغاز المسال

اضطرت مصر خلال أزمات الكهرباء السابقة إلى شراء شحنات غاز مسال فورية آنذاك لحل الأزمة، لتتحول من دولة مُصدّرة إلى دولة مستوردة.

وتعاقدت البلاد على أكبر عملية شراء للغاز المسال منذ سنوات نهاية يونيو/حزيران العام 2024، واشترت 17 شحنة للتسليم خلال فصل الصيف، في محاولة لحل أزمة انقطاعات التيار وإغلاق مصانع الأسمدة والكيماويات لنقص الغاز.

واللافت للنظر أن بيانات الشراء والأسعار للعام الماضي تُشير إلى شراء القاهرة الشحنات الـ17 -للتسليم على ظهر السفينة- بعلاوة تصل إلى 10.90 دولارًا فوق سعر الغاز في مؤشر تي تي إف الهولندي.

ويكشف الرسم أدناه -من إعداد منصة الطاقة- الدول المصدرة للغاز المسال إلى مصر في 2024:

واردات مصر من الغاز المسال في 2024 حسب الدول المصدّرة

ويمكن ألا تضطر البلاد إلى دفع هذه العلاوات حال استفادتها من انخفاض أسعار الغاز المسال حاليًا.

وتزامن ذلك مع وصول سفينة إعادة تغويز إلى العين السخنة، منتصف يونيو/حزيران الماضي.

وقبل ذلك، استوردت مصر شحنتي غاز مسال بكمية إجمالية 140 ألف طن في 10 من الشهر ذاته، وتستعد الدولة حاليًا لاستقبال سفينة إعادة تغويز جديدة ضمن الاستعدادات الاستباقية لصيف 2025.

وشدد وزير البترول المصري، المهندس كريم بدوي، على ضرورة ضمان كفاءة التشغيل والاستعداد بإجراءات احتياطية لتجنّب أي مشكلات طارئة تعطّل العمل، في حين تتبع القاهرة إجراءات تأهيل وتجهيز المواني والخطوط المعنية باستقبال واردات الغاز المسال.

وخلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بلغت واردات مصر من الغاز المسال أعلى مستوياتها في غضون 4 أشهر، إذ ارتفعت بنسبة 14.6% مسجلة 414 ألف طن.

واستوردت مصر شحنات غاز مسال خلال العام الماضي بمعدل يقترب من 2.5 مليون طن، وفق بيانات نشرتها وحدة أبحاث الطاقة.

مشتريات الكويت من الغاز المسال

واجهت شبكة الكهرباء الكويتية زيادة في الأحمال تزامنًا مع تسجيل درجات الحرارة ارتفاعات قياسية في 19 يونيو/حزيران 2024، ما أدّى إلى انقطاع التيار عن 40 منطقة وخروج وحدة التوليد في محطة الزور الجنوبية (بقدرة 300 ميغاواط) عن الخدمة.

وفي منتصف أغسطس/آب الماضي، أعلنت الكويت تخفيف الأحمال بعد توقف وحدات معالجة الغاز إثر عطل مفاجئ.

وخلال الشهر ذاته بدأت الدولة الخليجية التفاوض مع شركة قطر للطاقة على صفقة غاز مسال ضخمة لمدة 15 عامًا، بما يعادل 3 ملايين طن متري سنويًا.

وبلغت واردات الكويت من الغاز المسال القطري خلال النصف الأول من العام الماضي 1.89 مليون طن.

ويبدو أن هذه الإمدادات المتاحة آنذاك تكون كافية لتجنّب قطع التيار، إذ اضطرت البلاد إلى قطع الكهرباء وتخفيف الأحمال عن 18 منطقة سكنية وصناعية وزراعية.

ويكشف الرسم التالي ذروة استيراد الكويت للغاز المسال العام الماضي:

واردات الكويت من الغاز المسال بنهاية نوفمبر

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلت الأزمة برأسها من جديد، إذ قررت وزارة الكهرباء قطع الإمدادت 4 ساعات يوميًا ولمدة أسبوع ضمن إجراءات صيانة المحطات.

واستمر قطع التيار لمدة 4 ساعات خلال العام الجاري 2025 أيضًا، وأعلنت البلاد منتصف فبراير/شباط الماضي إخضاع عدد من المحطات للصيانة، وهو الأمر الذي تكرر في أبريل/نيسان الجاري.

وزادت واردات الكويت من الغاز المسال العام الماضي بنسبة 12.2%، مسجلة 6.89 مليون طن.

وتحصل الكويت -أكبر سوق لواردات الغاز المسال في الشرق الأوسط- على ما يزيد على نصف وارداتها من قطر، تليها: نيجيريا وأميركا وروسيا وأنغولا، حسب بيانات تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024"، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.

وتملك البلاد محطة استقبال في منطقة الزور، تتسع لنحو 22 مليون طن سنويًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق