العراق يُنتج 4 ملايين برميل نفط يوميًا ثم يستورد الغاز لتشغيل الكهرباء
ياسر نصر

في الوقت الذي يُعد فيه العراق ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، إلا أن احتياطياته الضخمة من الهيدروكربونات لم تمكّنه من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.
وتحدّث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء 9 أبريل/نيسان (2025)، عن المفارقة التي تعانيها بلاده خلال استقباله وفد غرفة التجارة الأميركية.
وقال السوداني، في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن): "نُنتج 4 ملايين برميل نفط يوميًا، لكن الغاز المصاحب يُحرق، وفي الوقت نفسه نستورد الغاز لتشغيل محطات الكهرباء".
وأضاف أن حكومته وضعت رؤية للعديد من المشروعات، وبدء تنفيذ عقود مع شركات عالمية تمهيدًا للتوقف عن حرق الغاز مطلع 2028.
حرق الغاز في العراق
ينفّذ العراق مشروعات ضخمة للتوقف عن حرق الغاز، في إطار مساعيه لخفض الانبعاثات وتأمين احتياجات محطات الكهرباء من الوقود الذي توفّره الدولة حاليًا من خلال الاستيراد من إيران؛ إذ تستهدف حكومة بغداد الوصول إلى نسبة "صفر" للغاز المحترق خلال الأعوام الـ3 المقبلة.
ونجح العراق خلال عام 2023 في خفض كمية حرق الغاز، بمقدار 200 مليون متر مكعب، ولكنه ظلّ بالمركز الثالث في قائمة أكثر 10 دول حرقًا للغاز في العالم؛ إذ تراجعت عمليات الحرق إلى 17.7 مليار متر مكعب خلال 2023، مقابل 17.9 مليار متر مكعب في عام 2022.

ويسعى العراق إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2028، من خلال استثمار الغاز المصاحب وتطوير مشروعات لإنتاج الغاز في إطار مساعيه لسدّ متطلبات إنتاج الكهرباء.
وتراجع حرق الغاز في العراق من 47% في عام 2021 إلى نحو 33% بنهاية عام 2024، وهو ما يُعدّ مؤشرًا جيدًا على الجهود المبذولة.
وتستهدف الحكومة زيادة نسبة استثمار الغاز المحترق إلى 70% بنهاية العام الجاري (2025)، في حين ظلّ الحرص على توفير مصادر الطاقة اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء، ولا سيما المحطات العاملة بالغاز الطبيعي.
احتياطيات الغاز في العراق
قال السوداني، خلال استقباله وفدًا اقتصاديًا كبيرًا من غرفة التجارة الأميركية، وعددًا من رؤساء الشركات والمستثمرين الأميركيين، إن العراق من الدول الـ10 الأولى في العالم بمخزون الغاز الطبيعي.
وتبلغ احتياطيات الغاز في العراق 3.7 تريليون متر مكعب بنهاية 2023، دون تغيير منذ عام 2022، بحسب تقديرات أويل آند غاز جورنال، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
وبحسب بيانات معهد الطاقة البريطاني، يمتلك العراق 3.5 تريليون متر مكعب من احتياطيات الغاز المؤكدة بنهاية عام 2020، دون تغيير عن العامَيْن السابقَيْن له، وتوجد ثلاثة أرباع الاحتياطيات في حقول النفط.
ويرصد الرسم البياني الآتي، احتياطيات الغاز في العراق بين عامي 1980 و2023:
وكان إنتاج العراق من الغاز قد ارتفع إلى 9.9 مليار متر مكعب عام 2023، مقارنة بـ9.3 مليار متر مكعب في 2022، ارتفاعًا من 0.7 مليار متر مكعب في عام 1970، وفقًا لبيانات معهد الطاقة.
وفي عام 2023، بلغ استهلاك الغاز الطبيعي في البلاد 18.7 مليار متر مكعب، مقابل 18.4 مليار متر مكعب عام 2022؛ ما يعني أن العراق يضطر إلى استيراد الغاز لتلبية احتياجاته.
ويوضح الرسم البياني الآتي، استهلاك الغاز الطبيعي في العراق منذ عام 1965 حتى 2023:
وأوضح السوداني أن بلاده شهدت دخول شركات استثمارية عديدة لتنفيذ مشروعات في مجالات الطاقة والسكن والصناعة والزراعة، وبلغت قيمة الإجازات الاستثمارية 88 مليار دولار.
وأشار إلى أن العراق يمتلك معادن لم تُستثمر حتى الآن، وهو البلد الأول في احتياطي الكبريت، والثاني في الفوسفات على مستوى العالم.
وشدّد السوداني على أنّ الشعب العراقي أنجز الكثير في مواجهة الإرهاب وإرساء أسس نهضته التنموية، مشيرًا إلى أهمية العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة وإدامتها، لا سيما أنّ بغداد اليوم تُعد نموذجًا ديمقراطيًا متميزًا في المنطقة.
وكشف عن أن الميزان التجاري لبلاده لا يعاني العجز، والمطلوب إصلاح الاختلال في هيكل الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
موضوعات متعلقة..
- خطة لخفض حرق الغاز في العراق إلى 20% خلال 2025.. وهذا موعد التوقف نهائيًا
- خسائر حرق الغاز في العراق تتجاوز 12 مليار دولار سنويًا
اقرأ أيضًا..
- انخفاض أسعار الغاز المسال فرصة ذهبية لمصر والكويت قبل صيف 2025
- اكتشاف 14 حقل نفط وغاز في السعودية
- ممر الطاقة الخضراء.. طريق أوروبا لاستيراد الكهرباء النظيفة من أذربيجان (مقال)