رئيسيةتقارير الطاقة النوويةطاقة نووية

إنتاج اليورانيوم يترقّب استثمارات جديدة بفضل طفرة الطاقة النووية (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تتسارع وتيرة إنتاج اليورانيوم حاليًا بدعم من موارده الوفيرة
  • استأثرت 6 دول فقط بـ90% من إنتاج اليورانيوم عالميًا
  • ارتفعت موارد اليورانيوم المحتملة في الصين وناميبيا والنيجر وتركيا وأميركا
  • زادت الاستثمارات في الطاقة النووية بنسبة 50% تقريبًا
  • ستقفز سعة الطاقة النووية بنسبة 130% بحلول عام 2050

تُفسح الطفرة الحاليّة في توليد الطاقة النووية النظيفة بدعمٍ من جهود الحياد الكربوني، الطريق لزيادة وشيكة في استثمارات إنتاج اليورانيوم، وفق تقرير حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، على نسخة منه.

وفي عام 2022، استأثرت 6 دول فقط على 90% من إنتاج معدن اليورانيوم عالميًا، في حين استحوذت 9 دول على 99%، واحتلت روسيا والنيجر والصين والهند المراكز من الـ6 وحتى الـ9 على الترتيب في قائمة أعلى المنتجين.

وزادت موارد اليورانيوم المحتملة في الصين وناميبيا والنيجر وتركيا والولايات المتحدة، بفضل أنشطة الاستكشاف الجارية على قدمٍ وساق، ولامست موارد اليورانيوم المؤكدة القابلة للاستخراج عالميًا 7 ملايين و934 ألفًا و500 طن بدءًا من 1 يناير/كانون الثاني (2023).

وبالمقارنة مع إجمالي موارد اليورانيوم المتضمنة في نسخة التقرير المذكور الصادر في عام 2022، يمثّل هذا زيادة أقل من 0.5%.

استثمارات فورية

يتعيّن على العالم أن يضخ استثمارات فورية في قطاع إنتاج اليورانيوم لسد الطلب المتنامي بمعدلات مطردة على الطاقة النووية، وفق أحدث تقييم للصناعة يسلّط الضوء على النهضة الحالية التي يحقّقها مصدر الطاقة المحفوف بالمخاطر.

وستُستهلَك موارد اليورانيوم المحددة حاليًا بحلول العقد الثّامن من القرن الحالي بموجب سيناريو "النمو المرتفع" الذي يفترض أن ترتفع السعة النووية خلال السنوات الممتدة إلى عام 2050، ثم تظل على حالتها تلك، وفق ما قالته وكالة الطاقة النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرهما المشترك الذي يحمل اسم "الكتاب الأحمر" الصادر اليوم الثلاثاء 8 أبريل/نيسان الجاري.

وأضاف التقرير: "على الرغم من أن موارد اليورانيوم الكافية تُسهم بدعم هذا النمو في قطاع إنتاج اليورانيوم، فإن الاستثمارات في استكشافات وعمليات تعدين وتقنيات معالجة جديدة لا غنى عنه لسد الطلب المتنامي".

وتابع: "يتعيّن بدء الجهود فورًا لضمان وجود إمدادات يورانيوم كافية في المدى المتوسط"، وفق التقرير الذي طالعت نتائجه منصة الطاقة المتخصصة.

أبراج التبريد في محطة طاقة نووية
أبراج التبريد في محطة طاقة نووية - الصورة من scientificamerican

الطاقة النووية مصدر نظيف

تتطلّع الحكومات الوطنية والشركات الكبرى على حدٍ سواء بصورة متزايدة إلى الطاقة النووية بصفتها مصدر توليد كهرباء منخفض الكربون وموثوقًا.

وتعهدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية بمضاعفة سعة الطاقة النووية العالمية بحلول أواسط القرن الحالي، في إطار التزام حكومات تلك الدول خلال قمة المناخ كوب 28 الذي استضافته الإمارات.

كما تعزّز شركات أمثال مايكروسوفت وأمازون الأميركيتين استثماراتها في الطاقة النووية في ضوء رهاناتها على تلك التقنية النظيفة، لدعم بناء مراكز بيانات قوية جديدة تستهدف تشغيل نظم الذكاء الاصطناعي.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قالت الوكالة الدولية للطاقة آي إي إيه (IEA)، إن الطاقة النووية دخلت "عهدًا جديدًا"، مع بلوغ اهتمام حكومات البلدان بتطويرها إلى أعلى مستوياتها منذ أزمات النفط التي اندلعت في سبعينيات القرن الماضي.

وزادت الاستثمارات في الصناعة النووية بنسبة 50% تقريبًا على مدار السنوات الـ3 الممتدة من عام 2020، وفق "آي إيه إيه"، ومع ذلك يتعيّن أن يكون الطلب المرتفع على الطاقة النووية مقترنًا باستثمارات مرتفعة في قطاع إنتاج اليورانيوم، وهو المعدن المستعمَل في تصنيع الوقود النووي، بحسب "الكتاب الأحمر".

السعة النووية

ستقفز سعة الطاقة النووية بنسبة 130% بحلول عام 2050، مقارنةً بمستويات عام 2022، بموجب سيناريو النمو المرتفع المبيّن في التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

لكن من المرجح أن يكون ذلك أقل من التقديرات الحقيقية؛ لأنه يأخذ في الحسبان فقط السياسات والبيانات الحكومية حتى بداية عام 2023 قبل تزايد اهتمام الشركات وصناع السياسات مؤخرًا.

وحذّرت أرقام الصناعة من أن شركات الطاقة الغربية أضحت عُرضة بصورة متزايدة لمخاطر نقص إنتاج اليورانيوم في ضوء الطلب المتنامي.

وتبيع قازاخستان -وهي أكبر مورد لليورانيوم- كمياتٍ كبيرةً من المعدن إلى روسيا والصين خلال السنوات الأخيرة، في حين تقل مبيعاتها إلى كلٍ من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، علمًا بأن البلد الواقع في آسيا الوسطى استأثر بنسبة 43% من إجمالي الإنتاج العالمي في عام 2022،

وما تزال قازاخستان أكبر منتِج عالمي لليورانيوم بفارق كبير، بنسبة 43% من الإنتاج العالمي، وفي عام 2022، تجاوز إنتاج اليورانيوم في البلاد إجمالي إنتاج كندا وناميبيا وأستراليا وأوزبكستان، وهي الدول الـ2 والـ3 والـ4 والـ5 على الترتيب في قائمة أكبر الدول إنتاجًا لليورانيوم في ذلك العام.

ووفق تقرير "الكتاب الأحمر"، كان هناك قرابة 8 ملايين طن من موارد اليورانيوم "المؤكدة القابلة للاستخراج" في بداية عام 2023، التي من الممكن أن تنفد خلال القرن الحالي.

إلى جانب ذلك، هناك رواسب إضافية من اليورانيوم لم تُستكشَف بعد بصورة جيدة، ويتوقع الباحثون أن تكشف الاستثمارات في أنشطة التنقيب عن رواسب غير معروفة حاليًا.

حبيبات يورانيوم
حبيبات يورانيوم - الصورة من newscientist

تسارع الإنفاق

تسارعت وتيرة الإنفاق على أنشطة الاستكشاف وتطوير المناجم المحلية في جميع أنحاء العالم بصورة كبيرة في أعقاب فترة من التراجع بسبب ظروف السوق السيئة وجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وفي عام 2022، لامس حجم الإنفاق السنوي 800 مليون دولار أمريكي، قبل أن يرتفع هذا الرقم إلى 840 مليون دولار أميركي، وفق البيانات الأولية لعام 2023.

وزاد الإنتاج بنسبة 4% خلال المدة بين عامَي 2020 و2022، وفق "الكتاب الأحمر" الذي يرجح استمرارية الزيادة خلال السنوات القادمة.

وعالميًا تواصل أستراليا الهيمنة على موارد اليورانيوم في العالم بحصة تُقدّر بما بين 24% و28%، تليها قازاخستان بنسبة 14% وكندا بنسبة 10%.

ويُعزى وجود 68% من موارد اليورانيوم في أستراليا، و17% من الموارد العالمية المؤكدة، إلى موقع واحد، وهو رواسب "سد أولمبيك" في جنوب أستراليا، حيث يُستخرَج اليورانيوم بصفته منتجًا ثانويًا للنحاس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.إنتاج اليورانيوم يستعد لطفرة في الاستثمارات على خلفية تزايد الاعتماد على الطاقة النووية من تقرير "الكتاب الأحمر".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق