التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

صناعة الصلب في الصين قد تواجه فائضًا 250 مليون طن بحلول 2035

وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

تبرز صناعة الصلب في الصين كونها من أكثر القطاعات المثقلة بالتحديات، التي تنذر بمستقبل معقّد، وتهدد بفقدان توازن السوق.

فالقطاع يواجه منعطفًا حرجًا بعدما بلغت الصادرات ذروتها عند 110 ملايين طن في عام 2024؛ إذ يُتوقع أن تنخفض إلى مستوياتها المعتادة البالغة 75 مليون طن خلال مدة من 6 إلى 8 أرباع سنوية، نتيجة لموجة من القيود التجارية.

وكشف تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، عن أن القطاع يعاني فائض إنتاج هائلًا يصل إلى 50 مليون طن في الوقت الراهن، وسط توقعات بانكماش الطلب بنسبة 8% بحلول 2035، ليتضاعف الفائض إلى 250 مليون طن.

بالإضافة إلى ذلك، ثمة تحدٍّ آخر يلوح في الأفق؛ فالتحول إلى "الصلب الأخضر" أصبح ضرورة ملحّة في مواجهة الضغوط البيئية العالمية، ولا يمكن لصناعة الصلب في الصين أن تظل بمنأى عن هذه التغييرات، إلا أن التقدم المحرز لا يزال بطيئًا.

وستكون السنوات المقبلة حاسمة في رسم مستقبل القطاع على المستوى المحلي والعالمي والأهداف المناخية؛ إذ يقف اليوم في مواجهة ثلاثية: فائض الإنتاج، خطط إزالة الكربون، تغير أنماط الطلب.

مستقبل صناعة الصلب في الصين

بحسب التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي؛ فإن صناعة الصلب في الصين تشهد تحولات جذرية في ديناميكيات الطلب.

وتوقّع تراجع حصة قطاع البناء من الطلب على الصلب من ذروتها البالغة 60% إلى 48% خلال العقد المقبل، في حين ستنخفض حصة قطاع الإسكان من 40% في 2020 إلى 23% على المدى الطويل.

في المقابل، ستشهد قطاعات تحول الطاقة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، تحولًا لافتًا في الطلب على الصلب؛ حيث يُتوقع أن تمثل 10% من إجمالي الطلب بحلول عام 2030.

ترى وود ماكنزي أن الموجة المقبلة للطلب على الصلب ستكون مدفوعة بالتحولات الكبرى في قطاعات الكهربة والطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي، وهي مجالات تستهلك كميات قليلة من هذا المعدن.

ويشير ذلك إلى أن الطلب العالمي على الصلب في 2050 سيستقر عند قرابة ثلثي مستوى ذروة 2020، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

مصنع يدعم صناعة الصلب في الصين
مصنع لإنتاج الصلب - الصورة من بلومبرغ

كما سلّط التقرير الضوء على اقتراب 75% من سعة أفران الصهر من منتصف عمرها التشغيلي بحلول عام 2030؛ ما يضع صناع القرار أمام خيارين؛ إما صيانة وتجديد هذه الأفران والإبقاء على الانبعاثات الكربونية لـ20 عامًا مقبلة، وإما تبنّي أفران القوس الكهربائي بتكلفة أعلى، ولكن بأثر بيئي أقل، وسيتطلب تحقيق التكافؤ الاقتصادي بين المسارين مضاعفة أسعار الكربون الحالية في الصين.

وتشير التقديرات إلى أن هذه الأسعار سترتفع تدريجيًا لتسجل 80 دولارًا للطن بحلول 2050، بمتوسط 45 دولارًا خلال المدة بين 2035 و2050.

وتوقع التقرير موجة من إعادة الهيكلة والدمج داخل القطاع؛ إذ تسهم أكبر 10 شركات صينية -حاليًا- بنسبة 44% من إجمالي الإنتاج، وهي نسبة لا تزال بعيدة عن الهدف الحكومي البالغ 60% في 2025.

تحديات صناعة الصلب الأخضر في الصين

من جهة أخرى، تواجه صناعة الصلب الأخضر في الصين العديد من التحديات التي تعوق تحقيق الأهداف الطموحة في البلاد.

فلا تزال صناعة الصلب في الصين مسؤولة عن انبعاث 2.2 غيغاطن من الكربون سنويًا، ولا سيما مع وجود 200 شركة و360 مصنعًا ومجموعة من الأفران لا يتجاوز عمرها 12 عامًا في المتوسط.

بالإضافة إلى ذلك، لا تملك بكين سوى 15% من إجمالي المشروعات العالمية لإنتاج الصلب الأخضر، التي يتجاوز عددها 250 مشروعًا.

مصنع يدعم صناعة الصلب في الصين
منشأة لتخزين الصلب - الصورة من رويترز

وأشار التقرير إلى أن أفران القوس الكهربائي القائمة على صهر الخردة يمثل فرصة لحل معضلة الكربون في الصين، لكن تقدم هذه التقنية كان بطيئًا في السنوات الأخيرة؛ حيث استقر الإنتاج عند 9-10% فقط خلال السنوات الـ5 الماضية.

ومن المتوقع أن يصل إنتاج أفران القوس الكهربائي في الصين إلى 18% بحلول عام 2035، و32% بحلول عام 2050، بفضل تحسن إمدادات الخردة وتطبيق سعرًا للكربون قدره 60 دولارًا للطن، الذي سيُسهم في تقليص الفجوة بين تكلفة الصلب الناتج عن الأفران الكهربائية والأفران التقليدية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تحديات صناعة الصلب في الصين من وود ماكنزي.
  2. صادرات الصلب في الصين من وود ماكنزي.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق