التقاريرتقارير الهيدروجينتقارير دوريةهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

مشروعات الهيدروجين الأزرق لن تفيد البيئة كثيرًا (دراسة)

قد تؤدي إلى زيادة في صافي الانبعاثات

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

كثرت الشكوك حول جدوى مشروعات الهيدروجين الأزرق في الولايات المتحدة، وسط مخاوف من ضعف تأثيراتها البيئية، رغم تبنّيها ضمن مسار تحول الطاقة في عديد من البلدان الغربية.

في هذا السياق، أظهرت نتائج دراسة تحليلية حديثة –حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة ومقرّها واشنطن- ضعف الجدوى البيئية لمشروعات الهيدروجين المشتق من حرق الوقود الأحفوري باستعمال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.

واستندت الدراسة في تقييمها إلى مشروع مجمع لويزيانا للطاقة النظيفة (LCEC) المخطط من قبل شركة إير برودكتس الأميركية (Air Products)، وهو أحد أكبر مشروعات الهيدروجين الأزرق تحت التطوير في الولايات المتحدة.

وتوصلت الدراسة إلى أن هذا المشروع سيولّد إيرادات عالية لصالح الشركة المنفذة، لكنه لن يحقق سوى فائدة بيئية ضئيلة، وسيكلف دافعي الضرائب مليارات الدولارات.

تفاصيل مشروع مجمع لويزيانا

تبلغ تكلفة مشروع مجمع لويزيانا للطاقة النظيفة قرابة 7 مليارات دولار، ومن المتوقع تشغيله تجاريًا في عام 2028، بطاقة إنتاجية تصل إلى 600 ألف طن متري من الهيدروجين الأزرق المشتق من الغاز الطبيعي.

بينما تبلغ قدرة احتجاز الكربون وتخزينه في المشروع قرابة 5 ملايين طن متري سنويًا، ما يؤهل الشركة المنفّذة –أير برودكتس- للحصول على ائتمانات ضريبية فيدرالية سخية بموجب القسم ( 45Q) من قانون خفض التضخم.

شاحنة نقل للهيدروجين الأزرق تابعة لشركة آير برودتكس الأميركية
شاحنة نقل للهيدروجين الأزرق تابعة لشركة آير برودكتس الأميركية - الصورة من موقع الشركة

استنادًا إلى هذا القسم، يمكن للشركة المطالبة بما يصل إلى 440 مليون دولار سنويًا بداية من عام 2025، ولمدة 12 عامًا، مقابل احتجاز وتخزين 5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا طوال هذه المدة.

ويبلغ إجمالي ما ستحصل عليه الشركة خلال الـ12 عامًا قرابة 5.28 مليار دولار، لكن هذا المبلغ قد تصل قيمته الحقيقية إلى 6.3 مليار دولار إذا عدل بالتضخم، بحسب تقديرات دراسة معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.

وبحسب الدراسة –التي حللت الإطار القانوني للائتمانات الضريبية- يمكن للشركة أن تحصل على هذه المبالغ سنويًا حتى لو لم تحقق أيّ انخفاض صافٍ في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ولا تلزم اللوائح الحالية مشروعات الهيدروجين الأزرق بتحقيق خفض في صافي الانبعاثات، بل لا تحدد أيّ عقوبات إذا أدى مشروع إلى زيادة صافية في الانبعاثات.

ويخشى معهد اقتصادات الطاقة من مخاطر استفادة الشركات من هذا الدعم السخي المموّل من دافعي الضرائب دون تحقيق أيّ عائد بيئي ملموس من هذا الاستثمار.

ويزيد من هذه المخاطر ترويج الشركات المطورة وعودًا مبالغ فيها حول كفاءة تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، خلافًا للدراسات التجريبية التي تشير إلى أن معدلاتها في الالتقاط ليست عالية.

جدوى مشروعات الهيدروجين الأزرق

تدّعي شركة آير برودكتس المطورة لمشروع مجمع لويزيانا لإنتاج الهيدروجين الأزرق أنها ستكون قادرة على التقاط ما بين 33% إلى 52% من انبعاثات الكربون على طول سلسلة قيمة المشروع، أي من المنبع إلى المصب أو من البئر إلى البوابة، على حدّ تعبيرها.

ويستند هذا إلى افتراض الشركة بأن كفاءة التقاط ثاني أكسيد الكربون في المنشأة ستصل إلى 95%، وهو ما يصطدم بالسجل التاريخي الضعيف لتقنيات الاحتجاز خلال 5 عقود، بحسب دراسة المعهد.

وبحسب السيناريو الواقعي الذي يميل إليه المعهد، فمن المرجّح أن يخفق مشروع مجمع لويزيانا في خفض الانبعاثات المخططة، بل قد ينتج عنه زيادة صافية قدرها 7.5 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

ويفترض هذا السيناريو معدلات التقاط كربون أقل من المأمول والمخطط، وانبعاثات أعلى من المتوقع للميثان في قطاع المنبع (تسرب الميثان من مواقع إنتاج الغاز الطبيعي).

وحتى في أفضل السيناريوهات، التي تفترض معدلات التقاط كربون عالية جدًا وانبعاثات ضئيلة من جميع المصادر الأخرى، فلن ينجح المشروع سوى في خفض طفيف في صافي الانبعاثات يقدر بنحو 200 ألف طن متري فقط من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا خلال دورة حياة المشروع.

إحدى منشآت شركة آير برودكتس لإنتاج الهيدروجين الأزرق
إحدى منشآت شركة آير برودكتس لإنتاج الهيدروجين الأزرق - الصورة من موقع الشركة

وهناك حالة واحدة فقط يمكن للمشروع فيها أن يحقق انخفاضًا ملموسًا في صافي الانبعاثات، لكنها تعتمد على زيادة قيمة الإعفاءات الضريبية الممنوحة من 85 دولارًا لكل طن محتجز من ثاني أكسيد الكربون إلى 100 دولارًا للطن.

إضافة إلى ذلك، تسود التخوفات البيئية من ارتفاع معدلات تسرب الميثان على طول سلسلة قيمة مشروعات الهيدروجين الأزرق، ما يشكّك في كونه نظيفًا أو منخفض الكربون، إلى جانب برامج دعمه الباهظة الممولة من دافعي الضرائب.

استنادًا إلى كل هذه الاعتبارات والمخاوف، تحذّر مؤلفة الدراسة والمحللة في معهد اقتصادات الطاقة أنيكا جون من إهدار مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب على مشروعات الهيدروجين الأزرق وتقنيات احتجاز الكربون المشكوك في فوائدها المناخية.

وتنصح المحللة بتوجيه هذه الأموال إلى مشروعات أكثر فعالية من حيث التكلفة، علاوة على منافعها البيئية المثبتة علميًا، مثل مشروعات البنية التحتية للطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة، والحدّ من تسرّب غاز الميثان من نظام الغاز الطبيعي الحالي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

تحليل جدوى مشروعات الهيدروجين الأزرق من معهد اقتصادات الطاقة

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق