4 ناقلات نفط تصل إلى سوريا في أقل من أسبوع.. و7 ملايين برميل قريبًا
سامر أبووردة

وصلت إلى سوريا، خلال أقل من أسبوع، 4 ناقلات نفط محمّلة بكميات كبيرة من الخام الروسي، في خطوة تهدف إلى تخفيف أزمة الطاقة التي تعانيها البلاد.
وأفرغت الناقلات شحناتها في ميناءي بانياس وطرطوس، على أن تبدأ مصفاتا حمص وبانياس العمل خلال ساعات لمعالجة هذه الكميات الكبيرة؛ إذ تبلغ السعة الإجمالية للمصفاتين نحو 240 ألف برميل يوميًا بواقع 133 ألف برميل يوميًا لمصفاة تكرير بانياس، و107 آلاف برميل يوميًا لمصفاة حمص.
وتُظهر بيانات تتبع السفن لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن الناقلة سكينة، المحمّلة بمليون برميل من النفط الخام الروسي الثقيل، وصلت إلى سوريا يوم الثلاثاء 25 مارس/آذار الجاري، وذلك بعد يوم واحد فقط من تفريغ ناقلة أخرى، وهي "أكواتيكا"، شحنتها البالغة نحو 722 ألف برميل من النفط القطبي الروسي الخفيف في ميناء بانياس.
وأوضحت مصادر خاصة إلى منصة الطاقة أن النفط الذي حملته الناقلة "أكواتيكا" من النوع الخفيف ويمكن تكريره في مصفاة بانياس، أما النفط الموجود في الناقلة سكينة فهو ثقيل؛ لذا سيُنقل إلى مصفاة حمص عبر الأنبوب الواصل بين بانياس وحمص.
وأشارت تقارير إلى الحصول على الشحنات عبر شركات خاصة، وليس عبر اتفاقيات حكومية مباشرة؛ إذ أكد مدير العلاقات العامة بوزارة النفط السورية أحمد سليمان، أن سوريا تتعامل مع شركات فازت بمناقصات لتوريد النفط والمشتقات النفطية، وليس مع دول معينة.
وأعلنت الوزارة، يوم الأربعاء 26 من مارس/آذار الجاري، عن مناقصة لشراء 7 ملايين برميل نفط خام، من النوع الخفيف، للتوريد على 3 مراحل، تنتهي آخرها يوم 20 يونيو/حزيران المقبل.
واردات سوريا من النفط
شهدت واردات سوريا من النفط نشاطًا ملحوظًا، خلال الأيام القليلة الماضية؛ إذ وصلت شحنتان كبيرتان من النفط الروسي إلى البلاد، بجانب شحنتين أصغر حجمًا خلال الأسبوع نفسه.
وأفرغت الناقلة العملاقة سكينة، التي يبلغ وزنها 106 آلاف طن، شحنتها الضخمة في ميناء بانياس، الثلاثاء الماضي 25 مارس/آذار 2025، بعد رحلة استغرقت عدة أيام، أوقفت خلالها أجهزة التتبع أمام سواحل قبرص، وهي خطوة تُستعمل عادة من قِبل الناقلات الخاضعة للعقوبات الدولية للتمويه على وجهتها الحقيقية.

أما الناقلة أكواتيكا؛ فقد أفرغت شحنتها، يوم الإثنين الماضي 24 مارس/آذار 2025، وتُعد من الناقلات الخاضعة للعقوبات الأميركية؛ إذ أظهرت بيانات التتبع أنها كانت تبث إشارات خاطئة تشير إلى وجهات مختلفة قبل وصولها إلى سوريا.
إلى جانب هاتين الشحنتين الكبيرتين، وصلت إلى ميناء طرطوس ناقلة صغيرة مُحمّلة بشحنة تبلغ نحو 20 ألف برميل، وناقلة أخرى تسمى "جيوياميا" تحمل 33 ألف برميل من المازوت، كانت قد أعلنت وجهتها طرابلس في لبنان قبل أن ترسو في سوريا؛ ما يثير تساؤلات حول مصدر الشحنة التي قد تكون من اليونان أو رومانيا أو حتى روسيا.
تأثير العقوبات في تجارة النفط
تواجه واردات سوريا من النفط تحديات عديدة بسبب العقوبات الدولية المفروضة على موسكو ودمشق، إذ تضطر الناقلات الروسية إلى استعمال أساليب مختلفة للتهرب من أنظمة التتبع، مثل تغيير مسارها المعلن أو إيقاف إشارات التتبع في أثناء رحلاتها عبر البحر المتوسط.
وتعتمد دمشق على روسيا في تأمين احتياجاتها النفطية، ولا سيما بعد توقف الإمدادات الإيرانية منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، عقب سقوط نظام بشار الأسد، وهو ما أدى إلى إغلاق مصفاة بانياس مؤقتًا بسبب نقص الخام.
ومع وصول هذه الشحنات الجديدة، من المقرر بدء العمل في مصفاتي حمص وبانياس، خلال الساعات المقبلة، حسبما ذكرت مصادر إلى منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات مشددة على قطاع النفط الروسي، بما في ذلك الشركات المالكة لناقلات النفط ووحدات التخزين مثل "أومبا" و"كولا"، التي تُستعمل لنقل النفط الخام من القطب الشمالي إلى الأسواق المختلفة.
ورغم هذه العقوبات؛ فلا تزال دمشق تتلقّى شحنات منتظمة من النفط الروسي من خلال شركات خاصة تسعى للتحايل على القيود الدولية.
أنواع النفط الوارد إلى سوريا
وفقًا للمصادر؛ فإن النفط القادم على متن الناقلة أكواتيكا، والذي يقدر بنحو 722 ألف برميل، سيُكرَّر في مصفاة بانياس؛ نظرًا إلى كونه من النوع الخفيف الحلو.
أما النفط الثقيل الذي حملته الناقلة "سكينة"، فسيُنقل إلى مصفاة حمص عبر الأنبوب الواصل بين الميناء والمصفاة؛ إذ يتناسب مع قدرات التكرير هناك.
وتُشير التقديرات إلى أن دمشق ستواصل استيراد النفط الروسي خلال المدة المقبلة لتعويض نقص الإمدادات من مصادر أخرى.
ومع تشغيل مصفاتي بانياس وحمص مجددًا، يُتوقع أن تخف حدة أزمة الوقود مؤقتًا، لكن استمرار هذه الإمدادات يعتمد بشكل كبير على قدرة الشركات الروسية على تفادي العقوبات الأميركية والأوروبية.
وبينما تحاول موسكو إيجاد أسواق بديلة لنفطها، تبقى سوريا واحدة من الوجهات الرئيسة لهذه الشحنات، رغم التحديات القانونية واللوجستية التي تواجه عمليات النقل والتكرير.
موضوعات متعلقة..
- مليون برميل نفط روسي جديدة تصل إلى سوريا.. ومصادر تكشف أين تذهب
- تفاصيل أول شحنة نفط ضخمة تصل إلى سوريا.. ومليون برميل في الطريق
- سوريا تبحث عن "وسطاء" لتوريد النفط بعد عزوف الشركات الكبرى
اقرأ أيضًا..
- حقيقة تورط دولة عربية في بيع النفط الإيراني.. أول رد رسمي
- ابتكار يمنع انفجار بطاريات الليثيوم أيون.. مستشعر متطور
- أفضل المواقع في العالم لتوليد طاقة المحيطات (دراسة)
المصدر..