خط ينقل 5% من النفط الأميركي يُغرّم منظمة بيئية عالمية ويهدد بإفلاسها
هبة مصطفى

تسبَّب خط أنابيب ينقل النفط الأميركي بتغريم منظمة بيئية عالمية ملايين الدولارات، في خطوة تعكس استمرار حالة الصراع بين شركات الطاقة الداعمة للوقود الأحفوري ونشطاء المناخ.
وعقب مُضي ما يتراوح بين 8 و9 سنوات على تصاعد الاحتجاجات ضد بناء خط "داكوتا أكسس Dacota Access"، أقرّت هيئة للمحلفين بتغريم منظمة غرينبيس (Greenpeace) ما يزيد على 660 مليون دولار.
ووفق قاعدة بيانات خطوط نقل النفط العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يمتد الخط بين ولايات أميركية عدّة، وبدأ تشغيله عام 2017.
وطالت عملية التغريم كلًا من: منظمة "غرينبيس" الدولية التي تتخذ من هولندا مقرًا لها، وفرع المنظمة في أميركا، وصندوق التمويل الملحق بالمنظمة "غرينبيس فاند".
الاحتجاجات ضد خط داكوتا أكسس
امتدت الاحتجاجات ضد خط داكوتا أكسس على مدار عامَي 2016 و2017، لمنع بنائه وتشغيله.
ويبدو أن هذه الاحتجاجات لم تنجح في هدفها؛ إذ بدأ الخط نقل الخام بما يعادل 5% من إنتاج النفط الأميركي يوميًا، عام 2017.
وانضم سكان محليون إلى المحتجّين ضد الخط؛ لما قد يسبّبه من مخاطر على إمدادات المياه وأضرار للبيئة والأراضي، ونصبَ المتظاهرون خيامًا لأشهر طويلة في نقطة التقاء الخط بنهر ميسوري.

ووجّهت شركة إنرجي ترانسفير (Energy Transfer) وشركتها الفرعية "داكوتا أكسس" المعنية بتشغيل الخط، اتهامات للمنظمة العالمية وفرعها الأميركي وصندوق التمويل.
وتشمل الاتهامات: القذف والتشهير، والتعدي على الممتلكات، والإزعاج، وغيرها.
ورفض نشطاء البيئة والمناخ المحاكمة، وعقب جدل قضائي داخل أروقة المحاكم، أدانت هيئة المحلفين فرع "غرينبيس" الأميركي بالتهم السابق ذكرها، وحمّلت هيئة المحلفين المنظمة العالمية وصندوق تمويلها المسؤولية عن بعض التهم.
وقررت المحكمة إلزام الأطراف المعنية بدفع 666.9 مليون دولار أميركي، بنسب متفاوتة طبقًا للمسؤولية عن الاتهامات: (غرينبيس أميركا 404 ملايين دولار، والمنظمة العالمية 131 مليون دولار، وغرينبيس فاند 131 مليون دولار)، طبقًا لما أورده موقع أسوشيتد برس.
وانتقد المدافعون عن حرية التعبير والبيئة المحاكمة، قائلين، إن الدعوى القضائية كانت تهدف إلى إسكات الاحتجاجات وتهدف إلى إفلاس المعارضين.
إفلاس غرينبيس
انتقدت منظمة غرينبيس المحاكمة وقرار هيئة المحلفين، مؤكدةً أن تغريمها وإلزامها بدفع مبالغ ضخمة للشركة المشغلة للخط يعرّضها للإفلاس.
وجدّدت كبيرة المستشارين القانونيين في غرينبيس "ديبا بادمانابها" التزام المنظمة باستمرار عملها، معلنةً الاستئناف ضد قرار التغريم.
ومقابل ذلك، رحّبت شركة "إنرجي ترانسفير" بالحكم الذي وصفته بأنه "انتصار للأميركيين" ضد تدريب "غرينبيس" للمتظاهرين بهدف إثارة القلق، بحسب ما نقله موقع فوكس نيوز عن بيان للشركة.

وقالت مستشارة المنظمة الدولية "كريستين كاسبر"، إن الحرب ضد شركات النفط الكبرى لم تنتهِ بعد، كاشفةً ان محكمة هولندية ستنظر في دعوى ضد شركة "إنرجي ترانسفير" في يوليو/تموز المقبل.
وتضمنت الاتهامات ضد "غرينبيس" منح المنظمة أموالًا لأشخاص من خارج ولاية داكوتا الشمالية للمشاركة في الاحتجاجات، والتشهير بالمشروع في محاولة لوقفه، وهي اتهامات نفتها المنظمة بالكامل.
ورفض سكان محلّيون بناء خط أنابيب "داكوتا أكسس" الذي ينقل 5% من إنتاج النفط الأميركي، خوفًا من تعرُّض إمدادات المياه في نهر ميسوري للتلوث.
موضوعات متعلقة..
- إدارة ترمب الجديدة تترقب سياسة هيمنة الطاقة.. هل تخدم مصالح أميركا؟ (تقرير)
- انخفاض إنتاج النفط في داكوتا الشمالية لأدنى مستوى منذ بداية 2024
- أنصار دونالد ترمب يرسمون سياسات المناخ.. سيناريو الـ3 نقاط
اقرأ أيضًا..
- حافلات الهيدروجين.. بديل متسرع ينهار في أوروبا (مقال)
- ناقلة غاز مسال حائرة في البحر الأحمر.. هل تذهب لدولة عربية؟
- قطاع الكهرباء في سوريا يحتاج 40 مليار دولار.. ودولتان عربيتان في مقدمة الداعمين (حوار)
المصادر:
- الاحتجاجات ضد خط نقل النفط الأميركي "داكوتا أكسس" وموعد تشغيله، من فوكس نيوز
- تفاصيل قرار هيئة المحلفين في داكوتا الشمالية ضد منظمة غرينبيس، من أسوشيتد برس