التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

هل بلغ الطلب على الوقود في الصين ذروته؟

وتوقعات بانخفاضه في 2025

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • الطلب على الوقود في الصين يشهد استقرارًا
  • إجمالي استهلاك البنزين ووقود الطائرات والديزل يبلغ 8.1 مليون برميل يوميًا
  • نمو الطلب على النفط في الصين بات يرتكز على الصناعات البتروكيماوية
  • التراجع في الطلب على الوقود يؤثّر في ربح المصافي

دخل الطلب على الوقود في الصين مرحلة ركود، خاصة البنزين ووقود الطائرات والديزل، في إشارة واضحة إلى التحولات العميقة التي يشهدها ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ففي عام 2024، تراجع استهلاك البنزين ووقود الطائرات والديزل -أكثر الأنواع استهلاكًا-، مسجلًا 8.1 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 2.5% عن مستويات 2021، وبزيادة هامشية مقارنة بعام 2019 (قبل جائحة كورونا).

وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن استهلاك الوقود في الصين وصل إلى مستويات ثابتة، وهذا يدل على أن احتمالات زيادة الطلب على البنزين ووقود الطائرات والديزل في المستقبل أصبحت محدودة.

ووفقًا لذلك، توقّع التقرير انخفاض الطلب على الوقود في الصين -من الأنواع الـ3- خلال العام الجاري إلى 8 ملايين برميل يوميًا، بانخفاض 3.6% عن مستويات 2021.

الطلب على النفط في الصين

لم يعد نمو الطلب على النفط في الصين مدفوعًا بمحركات الاحتراق التقليدية، بل أصبحت الصناعات البتروكيماوية هي القوة الدافعة.

ففي عام 2024، قفز الطلب على النفط في قطاع البتروكيماويات بنحو 5%، مدفوعًا بالتوسع في المصانع الجديدة، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.

ورغم أن الصين كانت المحرك الأكبر للطلب العالمي على النفط بين عامي 2013 و2023، حيث أسهمت بأكثر من 60% من الزيادة العالمية، فإن حصتها من نمو الطلب العام الماضي تقلصت إلى أقل من 20%، في انعكاس مباشر لتباطؤ استهلاك الوقود.

فقد أدت السياسات الحكومية -التي تركز على أمن الطاقة وخفض الانبعاثات ودعم المركبات الكهربائية- إلى انخفاض الطلب على الوقود في الصين.

ورغم أن استهلاك وقود الطائرات ارتفع 12% مع تعافي حركة السفر، فإن إجمالي استهلاك الوقود في الصين انخفض العام الماضي، ومن المتوقع استمرار التراجع خلال 2025، مع تسارع وتيرته في السنوات اللاحقة، وفق ما طالعته وحدة أبحاث الطاقة.

وهذا الاتجاه، إذا استمر، سيؤدي إلى استقرار إجمالي الطلب على النفط في الصين بحلول نهاية العقد الجاري، رغم نمو الطلب في قطاع البتروكيماويات.

وخلال العام الجاري، تُقدِّر أحدث بيانات لمنظمة أوبك ارتفاع الطلب الصيني بنحو 0.31 مليون برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى 16.99 مليون برميل يوميًا، كما يوضح الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

توقعات نمو الطلب على النفط في 2025

 

أسباب تراجع الطلب على الوقود في الصين

يشهد الطلب على الوقود في الصين استقرارًا غير مسبوق، رغم كونها دولة ذات دخل متوسط ما تزال تحقق نموًا اقتصاديًا قويًا.

فقد قفز استهلاك الوقود في الصين بنسبة 75% بين عامي 2009 و2019، إلّا أن إجمالي الطلب على المنتجات الـ3 ما يزال أقل من استهلاك الولايات المتحدة للبنزين وحده، بينما الأسواق الناشئة الأخرى، مثل الهند والبرازيل، سجلت نموًا بنحو 4% في 2024.

ويبرز هذا التباين عند مقارنة استهلاك الصين مع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي -رغم امتلاكها عدد سكان مماثلًا للصين- استهلكت 4 أضعاف ما استهلكته بكين من هذه المنتجات في 2024.

ويرجع تباطؤ استهلاك الوقود في الصين إلى تغيرات هيكلية في الاقتصاد الصيني، إلى جانب التوسع السريع في تقنيات النقل البديلة.

وأشارت وكالة الطاقة إلى نمو إجمالي الناتج المحلي في الصين بنسبة 5% خلال 2024، مدفوعًا بالصناعات عالية التقنية والطاقة النظيفة، التي توسعت بنسبة 9% خلال العام ذاته، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

بينما شهد قطاع البناء -أحد أكبر مستهلكي الديزل الأحمر- تراجعًا حادًا، إلى جانب تباطؤ إنفاق المستهلكين، وهو عامل رئيس في الطلب على البنزين، ما جعل نمو إجمالي الناتج المحلي الأخير أقل اعتمادًا على استهلاك الوقود مقارنة بالماضي.

عامل داخل مصفاة نفط تابعة لشركة سينوبك تشهد انخفاض في الطلب على الوقود في الصين
عامل داخل مصفاة نفط تابعة لشركة سينوبك - الصورة من وكالة شينخوا

ثورة النقل في الصين تغير قواعد اللعبة

في عام 2024، استحوذت السيارات الكهربائية في الصين على 50% من مبيعات السيارات الجديدة، ما أدى إلى تراجع الطلب على الوقود بنسبة 3.5%، في حين تسبَّب استعمال الغاز المضغوط والمسال بقطاع الشحن البري في خفض إضافي بنسبة 2%.

ومنذ عام 2009، عززت بكين دعمها للسيارات النظيفة، وهو ما تُرجِم إلى قفزة نوعية في مبيعاتها، بينما يتزايد زخم الشركات الصينية في الأسواق العالمية، ويسهم ذلك في تعزيز التحول بعيدًا عن الوقود.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، نجحت الصين منذ عام 2019 في تفادي نمو الطلب على النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا، ومن المتوقع أن تتجنب 5% إضافية هذا العام، مدفوعة بانتشار المركبات الكهربائية.

وهذا التحول يفرض ضغوطًا على ربح المصافي التي تعتمد على المنتجات النفطية عالية الجودة، بينما يظل قطاع البتروكيماويات أكثر مرونة بفضل اعتماده على سوائل الغاز الطبيعي منخفضة التكلفة.

ورغم أنّ تغيُّر أنماط الطلب على الوقود في الصين يُربك حسابات المصافي، سواء محليًا أو عالميًا، ويؤثّر في إجمالي الطلب على النفط، فإنه يوفّر فرصة لنمو إنتاج سوائل الغاز الأميركية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. الطلب على الوقود في الصين من وكالة الطاقة الدولية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق