
تسعى شركة شيفرون الأميركية إلى إيجاد بدائل لإمداداتها من النفط الفنزويلي، بعد أن أمرت إدارة الرئيس دونالد ترمب بإلغاء ترخيص الشركة لإنتاج النفط؛ ما من شأنه أن يغيّر خريطة الواردات النفطية بشكل كبير.
وأمرت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الثلاثاء (11 مارس/آذار 2025)، بتقليص أنشطة شيفرون في فنزويلا في غضون الـ30 يومًا المقبلة، بعد أن اتهم ترمب نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بعدم إحراز تقدُّم في الإصلاحات الانتخابية وعودة المهاجرين.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كانت شيفرون تشحن معظم هذه الإمدادات إلى ساحل الخليج الأميركي، حيث تُعدّ المصافي مُجهزةً لإنتاج النفط الخام الثقيل.
ومن ثم، من المتوقع أن تشعر مصافي النفط الثقيل الأميركية بضربة سحب الترخيص، الذي يحدث في الوقت نفسه الذي يفرض فيه ترمب رسومًا جمركية على كندا والمكسيك، أكبر مصدّري النفط للولايات المتحدة.
بدائل النفط الفنزويلي
صرّح رئيس شيفرون لعمليات التكرير والنقل والتخزين والكيماويات، آندي والز، بأن الشركة تستعمل في الغالب النفط الفنزويلي الثقيل في مصفاة باسكاغولا التابعة لها في ولاية ميسيسيبي، وستبحث عن مواد خام بديلة بمجرد انتهاء مدة تصفية الأعمال بعد نحو شهر.
وقال والز في مقابلة خلال مؤتمر سيرا ويك (CERAWeek) المنعقد في هيوستن، يوم الأربعاء (12 مارس/آذار 2025): "نبحث أساسًا عن بديل ثقيل.. قد يكون من أميركا اللاتينية، أو الشرق الأوسط، ربما المكسيك، وذلك بناءً على ما ستؤول إليه الأمور بشأن الرسوم الجمركية".
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن خطة الرئيس ترمب لفرض رسوم على النفط المكسيكي والكندي تزيد من تعقيد جهود المصافي لاستبدال النفط الفنزويلي ذي الخصائص المماثلة.
وقال والز، إن شيفرون ستدرس مجموعة من أنواع النفط الخام حول العالم لتحديد الأكثر جاذبية، موضحًا أن البرازيل والمنطقة المقسومة المشتركة بين السعودية والكويت -حيث تعمل شيفرون أيضًا- خيارات فعّالة، بحسب التصريحات التي نقلتها وكالة بلومبرغ.
وأضاف والز: "خضعت فنزويلا لعقوبات لعدّة سنوات في ظل الإدارة السابقة، واستوردنا النفط الخام من أماكن أخرى.. سنلتزم بالقواعد".

صادرات النفط الفنزويلي في فبراير 2025
في سياقٍ متصل، أظهرت بيانات مراقبة السفن أن صادرات فنزويلا من النفط الخام والوقود ارتفعت في فبراير/شباط 2025 إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في الوقت الذي استعدت فيه الولايات المتحدة لإنهاء ترخيص شركة شيفرون.
وبحسب الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، صدّرت شركة النفط الوطنية الفنزويلية بتروليوس دي فنزويلا (PDVSA) وشركاؤها في المشروعات المشتركة الشهر الماضي ما متوسطه 934 ألفًا و465 برميلًا يوميًا من النفط الخام والوقود.
وظلّت الصين أكبر سوق للنفط الفنزويلي، حيث استلمت نحو 503 آلاف برميل يوميًا، وفقًا للبيانات التي نقلتها وكالة رويترز.
وكانت الولايات المتحدة ثاني أكبر متلقي للنفط الفنزويلي بواقع 239 ألف برميل يوميًا، تليها أوروبا بواقع 69 ألفًا و200 برميل يوميًا، ثم الهند بواقع 68 ألف برميل يوميًا.

وانخفضت صادرات شيفرون إلى الولايات المتحدة ووجهات أخرى من مشروعاتها المشتركة إلى 252 ألف برميل يوميًا في فبراير/شباط 2025، مقارنةً بـ294 ألف برميل يوميًا في شهر يناير/كانون الثاني السابق.
وتلقّت كوبا -الحليفة السياسية لفنزويلا، التي تُكافح للحفاظ على إمداداتها من النفط خلال أزمة طاقة حادّة- نحو 42 ألف برميل يوميًا من النفط الخام والوقود.
كما صدّرت فنزويلا 315 ألف طن متري من المنتجات النفطية الثانوية والبتروكيماويات، بما في ذلك الميثانول واليوريا، بانخفاض عن 360 ألف طن شُحنت في يناير/كانون الثاني 2025.
وأظهرت البيانات أن البلاد استوردت 86 ألف برميل يوميًا من الوقود من خلال عمليات مقايضة مع شركاء شركة بتروليوس دي فنزويلا، بانخفاض عن 132 ألف برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني 2025.
موضوعات متعلقة..
- النفط الفنزويلي ينجو من العقوبات الأميركية.. والصادرات عند أعلى مستوى
- العقوبات على النفط الفنزويلي تثير جدلًا في أميركا
- قطاع النفط الفنزويلي يخسر الترخيص الأميركي.. ومادورو يعلق: خطأ فادح
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب على النفط.. وتحذر من التوترات التجارية
- قطر تعزز أسطولها من ناقلات الغاز المسال بـ8 سفن جديدة
- التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي.. انطلاق برنامج حفر جديد في أميركا
- إنتاج الهيدروجين عبر الطاقة الشمسية.. 7 دول عربية تنافس عالميًا
المصادر:
- شيفرون تبحث عن بدائل النفط الفنزويلي من وكالة بلومبرغ
- ارتفاع صادرات النفط الفنزويلي في فبراير من وكالة رويترز