
استأنف العراق عمليات التنقيب عن النفط في إحدى مناطق حقل شرق بغداد/الراشدية، إذ بدأت شركة نفط الوسط حفر بئر جديدة في محدد "آر - 7" (R7) بعد توقُّف دام 40 عامًا.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة إستراتيجية لتعزيز الإنتاج النفطي وزيادة الاحتياطيات المؤكدة، لا سيما بعد تحقيق اكتشافات ضخمة في الحقل خلال السنوات الأخيرة.
ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أكدت الشركة أن أعمال الحفر انطلقت بعد توقيع عقد مع شركة الحفر العراقية، إذ اتُّفِق على المباشرة بحفر البئر (ش.ب/106) في 5 مارس/آذار 2025.
ويكتسب هذا المشروع أهمية استثنائية كونه يمثل أول عملية حفر في هذه المنطقة منذ 4 عقود، كما سيسهم في تقييم المكامن النفطية الرئيسة مثل التنومة، والخصيب، والزبير.
وفي هذا الإطار، أشار المدير العام لشركة نفط الوسط، المهندس محمد ياسين حسن، إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود تعزيز قدرات العراق الإنتاجية، إذ تشرف هيئة الحقول في الشركة مباشرةً على تنفيذ المشروع، لضمان تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والاستفادة القصوى من الموارد النفطية المتاحة.
وتمثّل هذه البئر جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى تطوير التنقيب عن النفط في العراق، من خلال توسيع نطاق الحفر والاستكشاف في الحقول الواعدة، وزيادة الإنتاج لتلبية الطلب المحلي والعالمي على الطاقة.
التنقيب عن النفط في العراق
يُعدّ التنقيب عن النفط في العراق من المحاور الأساسية بالاقتصاد الوطني، إذ تمتلك البلاد بعض أكبر الاحتياطيات النفطية في العالم.
ويأتي حقل شرق بغداد في مقدمة الحقول الإستراتيجية، إذ تشير التقديرات إلى أن احتياطياته تصل إلى 15 مليار برميل، ما يجعله خامس أكبر حقل نفطي في البلاد.
ويعود الاهتمام المتزايد بحقل شرق بغداد إلى الاكتشافات الحديثة، إذ أعلنت شركة نفط الوسط، بالتعاون مع شركة "إي بي إس" الصينية (EBS)، في يناير/كانون الثاني 2025، إضافة أكثر من مليارَي برميل جديدة إلى المخزون النفطي للحقل.

ووفقًا لبيانات الحقل لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن هذا الاكتشاف يُعدّ الأكبر في وسط العراق منذ عقود، ويمثّل تحولًا إستراتيجيًا في عمليات تطوير الحقل.
ويمتد الحقل بطول 120 كيلومترًا، وعرض يتراوح بين 5 و7 كيلومترات، ويقع في منطقة تمتد من شرق مدينة الصويرة إلى منطقة النباعي، مرورًا بشرق بغداد، كما ينقسم جغرافيًا إلى ثلاثة أجزاء رئيسة، تضم الامتدادات الشمالية في النباعي، والمناطق السكنية في التاجي، إضافة إلى الجزء الجنوبي قرب نهر ديالى.
حقل شرق بغداد
يمثّل حقل شرق بغداد أحد أعمدة التنقيب عن النفط في العراق، إذ تعتمد عليه الحكومة في خططها لزيادة الإنتاج النفطي.
وشهدت السنوات الأخيرة جهودًا مكثفة للاستفادة من مكامنه الجيولوجية المعقّدة، التي تحتوي على تراكيب غنية بالنفط، رغم التحديات التقنية المرتبطة بالاستخراج.
وأكد المدير العام لشركة نفط الوسط، محمد ياسين حسن، أن الحقل شهد تطورًا كبيرًا خلال العقد الأخير، إذ تضاعفت احتياطياته من 7.5 مليار برميل عام 2018 إلى 15 مليار برميل بحلول عام 2025، نتيجة عمليات التقييم والحفر المتواصلة.
ووفقًا للمشرف على عمليات التطوير تحت السطحية، حيدر قيس محمود، فإن هذا النمو في الاحتياطي يعزز مكانة بغداد بين كبار المنتجين في منظمة أوبك.
دور الحقل في دعم قطاع الكهرباء
إلى جانب دوره في تعزيز إنتاج النفط الخام، يسهم حقل شرق بغداد في توفير الوقود لمحطات توليد الكهرباء وسط العراق وجنوبه.
وتصل معدلات الإنتاج الحالية إلى 50 ألف برميل يوميًا، يُخصص جزء منها لمحطة كهرباء القدس، بينما يُنقل الجزء الآخر إلى محطة الزبيدية الحرارية في واسط، إضافة إلى مصفاة الدورة لمعالجة النفط الخام وتحويله إلى مشتقات نفطية.
كما يُتوقع أن يؤدي تطوير الحقل إلى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الشراكات بين الشركات الوطنية والعالمية، إذ تعمل الحكومة العراقية على استقطاب المزيد من الاستثمارات في قطاع النفط والطاقة.
التركيب الجيولوجي لحقل شرق بغداد
من الناحية الجيولوجية، يتميز حقل شرق بغداد بطبيعة معقّدة، إذ يتكون من عدّة مكامن نفطية رئيسة، أبرزها مكامن التنومة والخصيب والزبير.
وتؤثّر الفوالق الطولية والعرضية في توزيع النفط داخل الحقل، ما يستدعي استعمال تقنيات متقدمة لاستخراجه بكفاءة عالية.
وبحسب تصريحات المسؤولين في شركة نفط الوسط، فإن عمليات التطوير المستمرة تُبشّر باكتشاف المزيد من الحقول النفطية في المنطقة، ما يعزز فرص العراق في تحقيق طموحاته في زيادة الإنتاج النفطي.
كما تسهم هذه الجهود في تعزيز مكانة بغداد داخل منظمة أوبك، إذ تُعدّ ثاني أكبر منتج للنفط داخل المنظمة بعد السعودية.
الخلاصة
يُمثّل استئناف عمليات الحفر في حقل شرق بغداد خطوة إستراتيجية تعزز قطاع التنقيب عن النفط في العراق، إذ يُتوقع أن يسهم هذا التطوير في زيادة إنتاج النفط وتعزيز مكانة العراق في سوق الطاقة العالمية.
ومع استمرار جهود الاستكشاف، يبدو أن العراق في طريقه إلى تحقيق مزيد من الاكتشافات، مما يدعم نمو الاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل جديدة لمواطنيه.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- حقل المبروك في ليبيا يستأنف إنتاج النفط بعد توقف 10 سنوات
- ارتفاع مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي خلال يناير
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع بأقل من المتوقع.. وانخفاض في البنزين والمقطرات
- إنتاج الجزائر من النفط يرتفع إلى أعلى مستوى منذ 14 شهرًا
المصادر..