الغاز الإيراني إلى العراق.. مسؤول يكشف حقيقة إلغاء الإعفاء الأميركي
أحمد بدر

على مدى الأيام الأخيرة، كان الغاز الإيراني إلى العراق محورًا للجدل بشأن إلغاء الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترمب الإعفاء الممنوع إلى بغداد لاستيراد الغاز الطبيعي من طهران، لتشغيل محطات الكهرباء لديها.
من جانبه، قال مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية، فرهاد علاء الدين، في تصريحات متلفزة، اليوم الأربعاء 12 مارس/آذار (2025)، إن الإعفاء الممنوح من جانب الولايات المتحدة لبلاده لم يُلغَ، وما يزال ساريًا.
وأوضح علاء الدين أن الغاز الإيراني إلى العراق لم يُلغَ الإعفاء الخاص به، بينما الإعفاء المتعلق باستيراد الكهرباء هو الذي أُلغي، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولفت المسؤول بمجلس الوزراء إلى أن معظم محطات الكهرباء في البلاد تعتمد على صادرات الغاز الإيراني إلى العراق، إذ يُولَّد ما يصل إلى 43% من كهرباء البلاد من الغاز المستورد من جارتها الشرقية.
تنويع مصادر الغاز
قال مستشار رئيس الوزراء العراقي فرهاد علاء الدين، إن الإدارة الأميركية تشجع بغداد على تأمين مصادر الغاز البديلة، من خلال الاستيراد من جهات أخرى، وعدم الاعتماد على الغاز الإيراني إلى العراق وحده.
وأضاف: "تقول الإدارة الأميركية: نوّعوا مصادر استيرادكم، واتجهوا إلى دول أخرى"، في إشارة إلى مطالبة الولايات المتحدة للعراق بعدم الاكتفاء بالاعتماد على واردات الغاز القادمة من طهران، ضمن جهود أميركا لمحاصرة إيران لإجبارها على التفاوض.
وكانت الولايات المتحدة قد لوحت بقرار جديد، يقضي بإنهاء الإعفاء لشراء الإمدادات من طهران، ما وضع بغداد في مواجهة خطر انقطاع الكهرباء المتكرر، لا سيما أن قطاع الكهرباء يعتمد بدرجة كبيرة على واردات الغاز الإيراني إلى العراق.

وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت في 8 مارس/آذار الجاري 2025 إلغاء إعفاء كان يسمح للعراق بدفع ثمن الكهرباء لإيران، جزءًا من حملة "الضغط الأقصى" ضد طهران، لإجبارها على التفاوض مع الرئيس دونالد ترمب، وكذلك للضغط على بغداد لتصدير نفط كردستان إلى تركيا.
يشار إلى أن الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة تسعى إلى زيادة المعروض في أسواق النفط العالمية، وكذلك الغاز والكهرباء، بهدف إبقاء الأسعار تحت السيطرة، وهو ما قد يمنحها مساحة أكبر لخنق صادرات النفط الإيرانية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
المفاوضات العراقية لشراء الغاز
فيما يبدو وكأنه استجابة للمطالب الأميركية، تتواصل المفاوضات العراقية لشراء الغاز من مصادر بديلة، إذ كشفت مصادر حكومية أن بغداد تتفاوض مع دولتين عربيتين لإتمام صفقتي غاز مسال، من خلال التوصل إلى عقود طويلة الأجل.
وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن هذه الخطوة تأتي ضمن عدد من الحلول التي لجأت إليها الحكومة، بعد أزمة توقُّف ضخ الغاز الإيراني إلى العراق.
وقال مسؤول بوزارة الكهرباء العراقية، إن الحكومة تسعى بقوة لحل أزمة الغاز الإيراني إلى العراق، بجانب التعامل مع قرارات الحكومة الأميركية الخاصة بإلغاء الإعفاء الممنوح لبغداد لاستيراد الطاقة من طهران، وهي (الكهرباء والغاز).
يشار إلى أن طهران كانت قد أوقفت ضخ الغاز إلى العراق في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بزعم إجراء عمليات صيانة لمدة 15 يومًا، لكن منذ ذلك الحين ما تزال الإمدادات مقطوعة، بينما تتواصل المباحثات مع قطر والجزائر لاستيراد الغاز المسال، بعد اكتمال تجهيزات البنية التحتية المطلوبة.
وكان العراق قد أعلن في فبراير/شباط 2022 التفاوض مع قطر لاستيراد الغاز المسال بموجب عقود طويلة الأجل، بينما صرّح متحدث وزارة الكهرباء أحمد موسى لمنصة الطاقة بأن "الاتفاق المبدئي، أن تزوّد قطر العراق بنحو 1.5 مليون طن سنويًا من الغاز المضغوط المسال.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز الإيراني إلى العراق تتراجع.. وهذا موقف الضخ من تركمانستان
- خفض صادرات الغاز الإيراني إلى العراق.. ما القصة؟
- العراق يضع سيناريوهات لمواجهة أزمة الغاز الإيراني
اقرأ أيضًا..
- معدن نادر في المغرب يتهافت عليه العالم يشهد صفقة استحواذ
- 6 مشروعات هيدروجين أخضر في المغرب تنطلق قريبًا باستثمارات 33 مليار دولار
- حرائق السيارات الكهربائية تسبّب السرطان.. و5 معادن في قفص الاتهام
المصادر..