التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

شحنات الديزل الروسية تتوالى على سوريا.. هل تحل أزمة الطاقة؟

على متن ناقلات تخضع للعقوبات

هبة مصطفى

تتوالى شحنات الديزل الروسية على ميناء بانياس في سوريا، سواء عبر بيانات معلنة لدى أنظمة تتبع السفن أو غير معلنة.

ويُعدّ تحميل الشحنات على متن ناقلات خاضعة للعقوبات الأميركية قاسمًا مشتركًا بين شحنتَيْن، حتى الآن.

واستقبل الميناء السوري شحنة مؤكّدة على متن الناقلة "بروسبيريتي" وشحنة أخرى على متن الناقلة "بروكسيما"، لم توردها بيانات تتبع السفن التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتكافح الإدارة الجديدة لدمشق لتلبية الطلب المحلي على الطاقة، خاصة في ظل متغيّرات ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، ومحاولات رفع العقوبات المفروضة على البلاد منذ سنوات.

شحنات الديزل الروسية

يمكن لشحنات الديزل الروسية أن تساعد في تلبية الطلب المُلحّ على الطاقة في سوريا.

وبينما تبدو خيارات دمشق محدودة في هذا الشأن، فإن اللجوء إلى مشغلي الناقلات الروسية الخاضعة للعقوبات قد يُعد أحد أبرز الحلول، خاصة إذا توافق هذا الاضطرار مع رغبة موسكو في ترسيخ أقدامها عسكريًا في الدولة الشرق أوسطية.

وكشفت بيانات شحن -خلال الأسبوع الأخير من فبراير/شباط 2025 الماضي، والأول من مارس/آذار الجاري- عن أن ناقلتَيْن روسيتَيْن خاضعتَيْن للعقوبات الأميركية والأوروبية في طريقهما إلى ميناء بانياس السوري.

1) شحنة الناقلة "بروسبيريتي" Prosperity:

تُعدّ شحنة الناقة "بروسبيريتي" الأكثر تأكيدًا حتى الآن، إذ انطلقت من ميناء "بريمورسك" الروسي ووصلت ميناء "بانياس" في 5 مارس/آذار.

وتقع الناقلة -التي تحمل علم "باربادوس"- تحت نطاق العقوبات الغربية المتوالية على روسيا في أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية، إذ لجأت موسكو بعدها إلى ما أُطلق عليه "أسطول الظل" من الناقلات المتهالكة والقديمة.

شحنة ديزل روسية
الناقلة بروسبيريتي المحمّلة بشحنة الديزل الروسية - الصورة من فيسيل فايندر

2) شحنة الناقلة "بروكسيما" Proxima:

يكتنف مسار الناقلة "بروكسيما" حالة من الغموض، إذ كشفت الزميلة الأولى في معهد واشنطن، المهتمة بمجال الطاقة وتتبع السفن نعام ريدان (Noam Raydan)، تفاصيل إضافية.

وقالت ريدان إن وجهة نظام التعريف الآلي الخاص بالناقلة تغيّرت من ميناء "مرسين" التركي إلى ميناء "بانياس" السوري خلال رحلتها من موسكو، في 23 فبراير/شباط الماضي.

وفي 26 من الشهر ذاته، عدّلت ناقلة الديزل الروسي وجهتها من "بانياس" إلى "مرسين" مرة أخرى، إلى أن وصلت قبرص في 8 مارس/آذار الجاري، واستقرت في انتظار الطلب، دون تأكيد تفريغ شحنتها في الميناء السوري.

وتخضع "بروكسيما" للعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية أيضًا، إذ تتبع شركة "فورناكس شيب مانغمنت" التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها، وتربطها أعمال بشركة "سوفكومفلوت" الروسية الحكومية.

أسطول ناقلات الظل

تنتمي كل من "بروسبيريتي" و"بروكسيما" إلى ما يُطلق عليه "أسطول ناقلات الظل" الذي نما في أعقاب العقوبات؛ لتوريد شحنات النفط الخام ومشتقاته إلى المشترين في آسيا "الصين والهند"، وتركيا.

وبالنظر إلى أن موسكو مورّد رئيس للديزل ووقود السيارات والشاحنات، فقد برزت حاجة سوريا إلى استيراد شحنات الديزل الروسية.

وسردت نعام ريدان، في مجموعة تغريدات على منصة "إكس"، تحديثات الناقلة "بروكسيما" المحملة بشحنة الديزل الروسية، بين الميناءين التركي والسوري.

وقالت إنه إذا صحت بيانات تتبع السفن فإن شحنة ديزل الناقلة "بروكسيما" ستكون الثانية في غضون أسبوعَيْن.

وأضافت أن سوريا في حاجة إلى شحنات الديزل، لكن العقوبات المفروضة عليها تثير مخاوف الموردين؛ ما يفسّر دور شحنات الناقلات الروسية.

وعلى الصعيد المحلي، كان ميناء بانياس يستقبل شحنات من النفط الخام والديزل والبنزين من إيران قبل سقوط بشار الأسد، إذ كانت طهران أكبر الموردين للخام ومشتقاته المنقولة بحرًا.

وتكافح دمشق حاليًا من أجل استئناف تشغيل مصفاتي التكرير "بانياس" و"حمص"، إذ تستورد شحنات غاز النفط المسال المستعمل في التدفئة والطهي من تركيا قبل سقوط النظام السابق وبعده.

ويبدو أن المعطيات الحالية تُشير إلى استفادة روسيا من الطلب السوري المحلي، خاصة أن العقوبات ما زالت مفروضة على الطرفَيْن.

الديزل الروسي يشق طريقه للأسواق الدولية
ناقلة تحمل الديزل الروسي - أرشيفية

الطلب السوري على الديزل

يسجّل الطلب السوري على الديزل نموًا، إذ يقتنص غالبية تقديرات الطلب على النفط المتوقعة قريبًا بنحو 100 ألف برميل يوميًا، وفق ما نقلته نعام ريدان، في تحليل لها نشرته على موقع معهد واشنطن.

وذكرت ريدان أن وكالة الأنباء السورية لم تكشف عن تفاصيل شحنة "المازوت" التي وصلت ميناء "بانياس" في 27 فبراير/شباط الماضي، في حين اكتفى وزير النفط، غياث دياب، بالإشارة إلى استيراد شحنات النفط من "شركات خاصة" لم يُسمها، وليست وفق عقود أو اتفاقيات.

وتنتهي مهمة الشركات الخاصة عند توريد النفط ومشتقاته وتفريغ الشحنات في ميناء بانياس، لكن مرحلة "التوزيع" ما زالت تثير التساؤلات.

وأكدت ريدان أن قطاع الطاقة السوري يحتاج في مرحلة ما بعد الأسد إلى توافر السيولة النقدية، والسلع والخدمات الرئيسة، مضيفة أن الإدارة الجديدة للبلاد يتعيّن عليها استيعاب مخاوف الموردين من العقوبات ومحاولة علاجها.

وحذّرت من نمو شبكة "محتكرين" في ظل إلحاح الطلب وغياب المنافسة، مشيرة إلى أن روسيا قد تستفيد من المشهد الحالي وتوقع صفقات واتفاقيات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق