تتفاوض مصر في الوقت الحالي لتصدير الغاز القبرصي إلى إحدى الدول الأوروبية، بينما تبحث في الوقت ذاته إمكان استئجار سفينة "وحدة إعادة تغويز عائمة"، لدعم طاقة تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي من أجل الاستعمال المحلي.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، التقى وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، اليوم الثلاثاء 11 مارس/آذار (2025)، المدير العام لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وأمن الطاقة والبنية التحتية للغاز والهيدروجين بوزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي الألمانية، فيليب شتاينبرغ.
وتطرَّق اللقاء -الذي عُقِد على هامش مشاركة الوزير المصري، في أسبوع "سيراويك 2025" المنعقد بين 10 و14 مارس/آذار الجاري بمدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية- إلى إمكان تصدير الغاز القبرصي إلى ألمانيا.
كما تناول اللقاء سبل تعزيز ودعم التعاون لتحقيق أمن الطاقة بين البلدين الصديقين، وذلك بحضور وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية لقطاع الاستكشاف والاتفاقية الجيولوجي الدكتور سمير رسلان.
الغاز القبرصي إلى مصر
بحث وزير البترول المهندس كريم بدوي مع المسؤول الألماني إمكان شراء ألمانيا كميات من الغاز القبرصي، في إطار الاتفاق المُبرم مؤخرًا بين القاهرة ونيقوسيا قبرص لنقل الغاز القبرصي إلى مصر، عبر مرافق الإسالة لدى الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش الطرفان استغلال القاهرة لطاقات التغويز الفائضة لدى الجانب الألماني، من خلال استئجار إحدى وحدات التغويز العائمة التي تعمل حاليًا في ميناء موكران الواقع على سواحل بحر البلطيق في ألمانيا.
واتفق وزير البترول مع المسؤول الألماني على ترتيب زيارة لوفد من المختصين من الجانب المصري إلى ألمانيا بنهاية شهر مارس/آذار الجاري لإتمام البنود التعاقدية الخاصة باستغلال الوحدة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وإلى جانب تصدير الغاز القبرصي المصدر إلى مصر، ومنها إلى ألمانيا، تطرَّق الجانبان إلى التعاون في مجال الهيدروجين وسبل نقل الخبرات والتقنيات الألمانية في هذا المجال، لا سيما أن الهيدروجين يعدّ قطاعًا واعدًا في المستقبل القريب.
وناقش الجانبان هذا التعاون، في ضوء الخبرات الألمانية الكبيرة في تنفيذ مشروعات الهيدروجين، والإمكانات الواعدة لدى القاهرة في مجال إنتاج وتوليد الهيدروجين الأخضر، كما بحثا سبل التعاون بين القاهرة وبرلين، بمجال تخزين وتجارة وتداول الكربون واستعراض المعايير والضوابط التي تنظّم عمل أسواقه.
يشار إلى أن هذا اللقاء يأتي ضمن جهود متابعة مستجدات تنفيذ إعلانَي النوايا، الموقَّعَين في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بين وزارتي البترول والثروة المعدنية والكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، ووزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي الألماني للتعاون في مجالات الغاز المسال والهيدروجين الأخضر.
مصر بوابة قبرص إلى أوروبا
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 2024، قال وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو، إن مصر ستكون بوابة قبرص إلى أوروبا، من خلال إرسال الغاز القبرصي إلى الأسواق الأوروبية من خلال بوابة القاهرة، بحسب التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وجاءت التصريحات، خلال معرض ومؤتمر أديبك 2024 في الإمارات، إذ أوضح أن غاز بلاده سيدخل أوروبا عبر القاهرة، التي ستوجهه عبر خطوط الأنابيب الموجودة تحت سطح البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى محطات إسالة الغاز.
وكانت قبرص قد توصلت إلى اكتشافات ضخمة من الغاز الطبيعي، باحتياطيات تبلغ 15 تريليون قدم مكعبة، بما في ذلك حقل أفروديت، الذي يبلغ حجم احتياطياته نحو 3.6 تريليون قدم مكعبة، لذلك تسعى الدولة إلى الاستفادة بقوة من هذه الإمكانات.
ولا تعدّ هذه التصريحات هي الأولى من نوعها، إذ سبق أن صرّح مسؤول بوزارة البترول في أغسطس/آب الماضي بأن الشركات المنقبة عن الغاز القبرصي تسعى لربط خطوط إنتاجها مع الحقول المصرية البحرية لنقل الغاز لمحطات الإسالة بالقاهرة.
موضوعات متعلقة..
- مصر بوابة الغاز القبرصي للعبور إلى أوروبا.. ومفاوضات جديدة
- الغاز القبرصي يقترب من مصر.. تطورات قصة الـ15 تريليون قدم مكعبة
- اتفاق الغاز المصري القبرصي تحول إستراتيجي ترقبه قوى عظمى.. ورسالة لـ"ترمب" (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- 3 اكتشافات نفط وغاز في مصر مع بداية 2025
- إنتاج الهيدروجين عبر الطاقة الشمسية.. 7 دول عربية تنافس عالميًا
- 4 حقول نفط في العراق تشهد صفقة مهمة.. احتياطياتها تتجاوز 9 مليارات برميل
المصادر..
