الطاقة المتجددة في أفريقيا تستفيد من موارد النفط والغاز الوفيرة
نوار صبح

تمثل موارد النفط والغاز الوفيرة داعمًا أساسيًا لانتشار الطاقة المتجددة في أفريقيا وتوفير الكهرباء لملايين السكان.
وبالنظر إلى المستقبل الواعد للطاقة المتجددة الأفريقية، تسعى القارة إلى تحقيق التوازن بين اعتمادها الحالي على الوقود الأحفوري والمصادر النظيفة، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
وسيبدأ الاعتماد بشكل أساسي على الطاقة المتجددة في أفريقيا، مثلما تسعى بقية دول العالم إلى ذلك، ولكن وفقًا لجدولها الزمني الخاص، وليس جدول الدول الغربية، التي استفادت لقرون من استغلال الوقود الأحفوري.
ولتحقيق مستقبل محايد كربونيًا، تتطلع دول القارة إلى تطوير البنية التحتية الأساسية لجعل انتشار الطاقة المتجددة في أفريقيا ممكنًا.
حصص النفط والغاز والطاقة المتجددة في أفريقيا
أورد تقرير توقعات غرفة الطاقة الأفريقية لعام 2025 بشأن مشاركة الطاقة المتجددة في أفريقيا والوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، كما يلي:
يمثل الوقود الأحفوري 72% من توليد الكهرباء في أفريقيا، وتُعد جنوب أفريقيا ومصر من أكبر المنتجين في أفريقيا، وستستمر هيمنتهما في العقد المقبل.
وتمثل مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 27% من توليد الكهرباء في أفريقيا، ومن المتوقع أن تزيد إلى 43% بحلول نهاية هذا العقد.
وتمثل أفريقيا 3.3% من توليد الكهرباء العالمي، بإجمالي يزيد على 980 تيراواط/ساعة.
وتوجد قدرة 13 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح على نطاق المحطات قيد الإنشاء؛ حيث تمثل جنوب أفريقيا ومصر والمغرب وإثيوبيا والجزائر أكثر من 75% من هذه القدرة.

تحديات قطاع الكهرباء
يواجه قطاع الكهرباء في أفريقيا عدة تحديات؛ حيث إن العديد من المناطق الريفية في جميع أنحاء أفريقيا تعاني نقص الخدمات وتفتقر إلى البنية التحتية للكهرباء اللازمة للوصول إلى أي الكهرباء.
ومن بين 685 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون دون كهرباء، يوجد 590 مليونًا (86%) في أفريقيا.
وعلى العكس من ذلك، حتى في المناطق التي تتمتع بخدمات جيدة؛ فإن الكهرباء ليست رخيصة وموثوقة؛ حيث تجاوز نمو السكان والتحضر نمو البنية التحتية للكهرباء؛ ما يضع ضغوطًا إضافية على أنظمة الكهرباء الحالية.
في المقابل، لا يزال العديد من الأسر الأفريقية تعتمد على مصادر طاقة بديلة أقل كفاءة مثل الكتلة الحيوية والكيروسين وما إلى ذلك للتدفئة والطهي.

الاستثمار الغربي
سوف يساعد الاستثمار الغربي، الذي يوفر الأموال والتكنولوجيا، في توسيع البنية الأساسية القائمة في المناطق المحرومة من الخدمات وتسخير الموارد الطبيعية، وسيسهم في تحسين الظروف الاقتصادية بمختلف أنحاء القارة.
وسوف يعمل هذا بدوره على تحسين القدرة على تحمل تكاليف الطاقة بالنسبة للعديد من الأفارقة مع اتساع توافرها ورخص ثمنها.
وأشار تقرير توقعات غرفة الطاقة الأفريقية لعام 2025 بشأن حالة الطاقة الأفريقية إلى أن أغلب بلدان شمال أفريقيا تشهد معدلات وصول إلى الكهرباء تبلغ 90%، وهي تتطلع إلى تعزيز قطاعات الكهرباء لديها مع الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ومن المؤكد تقريبًا أن الجزء الأكبر من الزيادة في حصة الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد سوف يكون في هذه المنطقة.
الطاقة الكهرومائية
وجد تقرير توقعات غرفة الطاقة الأفريقية لعام 2025 بشأن حالة الطاقة الأفريقية أن الطاقة الكهرومائية لا تزال تهيمن على منطقة شرق أفريقيا، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتضم هذه المنطقة بعضًا من أكبر السدود في العالم وتنتج 19% من إجمالي توليد الكهرباء في أفريقيا وتوفر ما يصل إلى 90% من الكهرباء المتاحة لدول مثل إثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
يقترب أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، سد النهضة الإثيوبي، من الاكتمال، ومن المتوقع أن يولد 15 ألفًا و760 غيغاواط ساعة سنويًا عند تشغيله بالكامل.
وتشير مشروعات أخرى جارية حاليًا مثل سد جيبي الثالث في إثيوبيا (1870 ميغاواط)، وسد كاريبا في زامبيا وزيمبابوي (1830 ميغاواط)، وسد أكوسومبو في غانا (1020 ميغاواط)، إلى فرص نمو وتنمية مستقبلية واعدة.

الطاقة الشمسية
تُقدم الطاقة الشمسية العديد من الفرص؛ نظرًا إلى مستويات السطوع العالية في أفريقيا؛ حيث يتمتع ما يقرب من 80% من القارة بأكثر من 2 ميغاواط/ساعة لكل متر مربع.
وهذا يعادل إمكان إنتاج مليون تيراواط/ساعة من الطاقة الشمسية الكهروضوئية سنويًا وإمكان إنتاج أكثر من 500 ألف تيراواط/ساعة من الطاقة الشمسية الحرارية (وتُعد تيراواط/ساعة واحدة كافية لإضاءة أكثر من مليون منزل لمدة عام).
وحتى الآن، لا تولد أفريقيا سوى أكثر من 35 تيراواط/ساعة و3.3 تيراواط/ساعة من الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية على التوالي.
وهناك أكثر من 13 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح قيد الإنشاء حاليًا، مع مئات الغيغاواط الأخرى من القدرة في مرحلة التصميم.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في أفريقيا.. التكاليف المرتفعة تعرقل تبنّي التقنيات الخضراء (تقرير)
- استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا ترتفع إلى مستوى قياسي (تقرير)
- وظائف الطاقة المتجددة في أفريقيا تواجه تحديات مع ضعف الاستثمارات
اقرأ أيضًا..
- شبكة الغاز الرئيسة في السعودية.. محطات تاريخية تعود للسبعينيات
- واردات مصر من الغاز المسال ترتفع لأعلى مستوى منذ 4 أشهر
- رسوم ترمب الجمركية.. أنس الحجي يكشف تفاصيل "الهلع" داخل البيت الأبيض
المصدر..