حقول النفط والغازرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل مناقيش الكويتي.. احتياطيات عملاقة تنتظر استغلالًا أكبر

أحمد بدر

في عام 1955، اتجهت أنظار الشركات النفطية العالمية إلى دولة الكويت، مع إعلان اكتشافات مهمة، بينها حقل مناقيش النفطي، الذي كشف احتياطيات عملاقة من النفط الخام في غرب البلاد.

وبحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هذا الاكتشاف المهم تزامن مع إعلان الكويت توصُّلها إلى اكتشاف عملاق آخر في جنوب البلاد، وهو حقل الروضتين، الذي فجّر آمال الكويتيين في إرواء عطشهم للماء والنفط معًا.

وعلى الرغم من اكتشافه في منتصف خمسينيات القرن الماضي، فإن جهود تطور حقل مناقيش النفطي لم تثمر إنتاج أول كميات تجارية من النفط الخام، إلّا بحلول عام 1959، أي قبل تحقيق دولة الكويت استقلالها بنحو عامين.

يشار إلى أن اكتشاف حقل مناقيش عزّز آمال الكويت في الحصول على كميات إنتاجية ضخمة، إذ تصاعدت عمليات التطوير، في مقابل تراجع عمليات الاستكشاف، إذ تشير بيانات شركة نفط الكويت إلى أن المدة بين عامي 1960 و1990، شهدت تراجعًا للأنشطة الاستكشافية، في حين زادت أنشطة التطوير.

معلومات عن حقل مناقيش الكويتي

بدأت أنشطة الاستكشاف في منطقة حقل مناقيش الواقعة في غرب الكويت، عام 1951، واستمرت نحو 4 سنوات قبل التوصل إلى وجود احتياطيات كبيرة يمكن استغلالها تجاريًا، لتبدأ عمليات التطوير التي أسفرت عن خروج أول كميات تجارية في عام 1959.

وبعد ذلك بنحو عام واحد، بدأت الشركات النفطية الكويتية توجيه أغلب جهودها إلى عمليات التطوير، بعيدًا عن البحث والاستكشاف، وذلك بهدف تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الحقول المكتشفة، وكانت حينها "برقان" و"المقوع" و"الروضتين" و"مناقيش"، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني لشركة نفط الكويت.

شعار شركة نفط الكويت
شعار شركة نفط الكويت - الصورة من موقعها الإلكتروني

ويعدّ حقل مناقيش واحدًا من أهم الحقول النفطية التي تشير الدراسات إلى إمكان تحقيقه طفرة إنتاجية كبيرة في قطاع النفط الكويتي، لا سيما مع تحقيق اكتشافات نفطية أخرى فيه، في مارس/آذار عام 2016، عززت التطلعات لزيادة إنتاج الدولة إلى 4 ملايين برميل يوميًا.

وبحسب دراسة صدرت في أبريل/نيسان من عام 2016، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن حقلَي الخفجي المشترك مع المملكة العربية السعودية، ومناقيش الجديد، يمكنهما زيادة إنتاج الكويت النفطي بدرجة كبيرة.

وجاء في نص الدراسة أنه من المفروض أن ينتعش إنتاج دولة الكويت، بعد قرارها -مع السعودية- إعادة الإنتاج بحقل الخفجي بالمنطقة المشتركة، وتحقيق الاستفادة من حقل المناقيش الجديد غرب البلاد، وهو ما قد يدعم أهدافها الإنتاجية، بحسب ما نشرته صحيفة "الوطن" الكويتية حينها.

يشار إلى أن النفط الخام الموجود في حقل مناقيش من النوع الثقيل، الذي تعتمد عليه الدولة في زيادة إنتاجها، إذ أسست منذ عام 2015 "مشروع النفط الثقيل"، الذي يعدّ إحدى الخطوات الرئيسة في تنفيذ إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية، لزيادة إنتاج النفط الخام.

إنتاج النفط الكويتي

احتياطيات حقل مناقيش وإنتاجه

على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية صادرة عن شركة نفط الكويت، أو مؤسسة البترول الكويتية، بشأن حجم احتياطيات النفط الخام في حقل مناقيش، فإن بعض التقديرات غير الرسمية أشارت إلى أنها تبلغ 1.11 مليار برميل، وفق الأرقام التي نشرتها منصة "غلوبال إنرجي مونيتور" (Global Energy Monitor).

وعلى الرغم من احتياطياته الكبيرة، ما زالت إمكانات حقل مناقيش غير مستغلة بشكل كبير، إذ إن ما تمّ استغلاله على مدى 40 عامًا لا يتجاوز 10% من احتياطياته، وفق ما نشرته منصة "جيو أرابيا" (Geo Arabia)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويبلغ حجم الإنتاج من الحقل النفطي العملاق نحو 90 ألف برميل يوميًا، بينما تتواصل خطط مؤسسة البترول الكويتية وشركة نفط الكويت لزيادة القدرة الإنتاجية منه على مدى السنوات المقبلة، وفق أرقام نشرتها منصة "غلوبال إنرجي أوبزرفيشن" (Global Energy Observation).

مقر مؤسسة البترول الكويتية
مقرّ مؤسسة البترول الكويتية - الصورة من موقعها الإلكتروني الرسمي

يشار إلى أن حقل المناقيش، الواقع في غرب الكويت، عبارة عن طية محدبة، تتجه من الشمال إلى الجنوب، وتحتوي على النفط والغاز في 6 خزّانات رئيسة، يتراوح قِدَمُها من العصر الجوراسي المبكر إلى العصر الطباشيري المتأخر.

والخزّان الرئيس في الحقل هو "تكوين أوليت المناقيش" الذي يعود إلى العصر الطباشيري المبكر، ويحتوي على نحو 84% من احتياطيات الحقل الإجمالي، كما أسهم بأكثر من 80% من إنتاجه، بجانب كونه المحور الرئيس لخطط التطوير المستقبلية، التي تدعو إلى زيادة الإنتاج.

يُذكر أن حقل مناقيش إحدى الحلقات المهمة في إستراتيجية الدولة لزيادة إنتاجها النفطي إلى نحو 3.5 مليون برميل يوميًا بحلول العام المقبل 2025، ثم زيادة الإنتاج إلى نحو 4.75 مليونًا بحلول 2040، مما أعلنته مؤسسة البترول الكويتية.

موضوعات متعلقة..

نرشح لكم..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق