تفكيك أول مفاعل نووي بحثي في أستراليا بعد 70 عامًا من التشغيل
محمد عبد السند

بدأت أعمال المرحلة الأولى من تفكيك أول مفاعل نووي بحثي في أستراليا كان قد أُغلِق في عام 2007، بعد ما يقرب من 50 عامًا من التشغيل، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتبلغ سعة مفاعل هاي فلكس أستراليان ريأكتور (High Flux Australian Reactor)، المعروف اختصارًا بـ"إتش آي إف إيه آر" (HIFAR) 10 ميغاواط، ويقع في منطقة لوكاس هايتس بالقرب من سيدني.
وتُعدّ المنظمة الأسترالية للعلوم والتكنولوجيا النووية إيه إن إس تي أو (ANSTO) المالك المرخص والمشغّل السابق للمفاعل الذي يُتوقع الانتهاء من تفكيكه كاملًا بحلول عام 2026.
وخلال عام من إغلاقه أُزيلَ وقود المفاعل ومبرد الماء الثقيل، وفي عام 2023 قدّمت "إيه إن إس تي أو" طلبًا إلى الوكالة الأسترالية للحماية من الإشعاع والسلامة النووية إيه آر بي إيه إن إس إيه (ARPANSA) لبدء المراحل المبكرة من إيقاف التشغيل.
ويُعدّ "إتش آي إف إيه آر" ثاني مفاعل أبحاث يُفكَّك بوساطة "إيه إن إس تي أو "، بعد إيقاف تشغيل وتفكيك مفاعل مواتا (Moata) بنجاح في عام 2012، بعد تشغيله لمدة 24 عامًا حتى عام 1995.
وتتناقض عمليات تفكيك المفاعلات في أستراليا مع تصريحات زعماء المعارضة التي كشفوا خلالها النقاب عن خطط طموحة لزيادة حصة الطاقة النووية في مزيج الكهرباء الوطني بحلول عام 2050، من خلال بناء وتشغيل 7 مفاعلات جديدة.
افتتاح المفاعل
افتُتِح أول مفاعل نووي بحثي في أستراليا في عام 1958 بوساطة رئيس الوزراء الأسترالي آنذاك السير روبرت مينزيس، وظل في الخدمة لمدة نحو 50 عامًا، قبل التوجّه إلى المفاعل البحثي الحالي أو بي إيه إل (OPAL) في عام 2007.
وبدأت عملية تفكيك المفاعل في أعقاب ترخيص صدر في أواخر عام 2024، بوساطة الوكالة الأسترالية للحماية من الإشعاع والسلامة النووية "إيه آر بي إيه إنس إس إيه"، للشروع في تنفيذ المراحل الأولية من التفكيك.
وتحدَّث الرئيس التنفيذي لمنظمة المنظمة الأسترالية للعلوم والتكنولوجيا النووية شوان جينكيسنون عن أهمية أول مفاعل نووي بحثي في أستراليا، قائلًا: "العصر النووي في أستراليا قد بدأ رسميًا مع تشغيل (إتش آي إف إيه آر) الذي ظل علامةً بارزة في سجل منظمة العلوم النووية والتكنولوجيا".
وأضاف جينكيسنون: "الإطار الفولاذي الدائري المميز ذو اللون الأبيض للمنشأة الموجود فيها المفاعل يُعدّ معلمًا بارزًا في لوكاس هايتس جنوب سيدني منذ قرابة 70 عامًا".
تفكيك المفاعل النووي
يُعدّ تفكيك مفاعل "إتش آي إف إيه آر" عملية معقّدة ومتعددة المراحل، ومن المقرر تنفيذها وفق أفضل الممارسات العالمية، بحسب معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وستؤدّي التجربة الواسعة التي تتمتع بها "إيه إن إس تي أو" في الوقاية من الإشعاع والسلامة والهندسة دورًا حاسمًا في ضمان عملية إعادة تفكيك آمنة وفاعلة.
وفي هذا الصدد قال الرئيس التنفيذي للمنظمة الأسترالية للعلوم والتكنولوجيا النووية شوان جينكيسنون: "بوصفه مفاعلًا متعدد الأغراض سعة 10 ميغاواط، كان (إتش آي إف إيه آر) رائدًا في مجال إنتاج الطب النووي وقدرات التشعيع بالسيليكون في أستراليا، كما أنه يضم أول أدوات بحث لحزمة النيوترون، وكلّها عوامل مهّدت السبيل أمام القدرات السيادية التي تمتلكها حاليًا منظمة العلوم النووية والتكنولوجيا".

مراحل تفكيك المفاعل
تقسم عملية تفكيك أول مفاعل نووي بحثي في أستراليا على مرحلتين، هما:
.المرحلة "أ": بدأت بالفعل، مع التركيز على إزالة أجهزة حزمة النيوترون، وغرفة التحكم، ومحطة تجميع الوقود، وغيرها من المعدّات الطرفية.
كما ستُزال دوائر المفاعل وكتلة التخزين رقم 1 في المراحل اللاحقة من تفكيك المفاعل، ومن المتوقع أن تكتمل المرحلة الأولى بحلول عام 2026.
.المرحلة "ب": تتضمّن إيقاف تشغيل قلب المفاعل، اعتمادًا على الموافقات الإضافية على الترخيص من الوكالة الأسترالية للحماية من الإشعاع والسلامة النووية، ومسار التخلص من النفايات الوطنية المحدد قبل المتابعة.
من جهته، ثمّن مدير مشروع تفكيك أول مفاعل نووي بحثي في أستراليا بريت ويلر التخطيط الدقيق الذي يستند إليه المشروع، قائلًا: "اشتمل مشروع إيقاف التشغيل الطويل الآجل على 10 سنوات من التخطيط والاستعدادات في المدة التي سبقت الحصول على موافقة الوكالة الأسترالية للحماية من الإشعاع والسلامة النووية".
ومنذ غلقه في عام 2007، حوفِظَ على المفاعل في حالة آمنة؛ إذ أزالت المنظمة الأسترالية للعلوم والتكنولوجيا النووية وقود المفاعل، وأذرع التحكم، والماء الثقيل في أثناء العام الأول من الغلق.
وتشتمل المرحلة الأولى من المشروع على تفكيك البنية التحتية الداخلية فقط، ومعها المكونات المشعّة داخل المنشأة البالغ طولها 21 مترًا.
موضوعات متعلقة..
- خبراء: الطاقة النووية في أستراليا كارثة وثقب مالي أسود
- اعتماد الطاقة النووية في أستراليا قد يرفع فواتير الكهرباء المنزلية (تقرير)
- الطاقة النووية في أستراليا.. استضافة المفاعلات بمحطات الكهرباء العاملة بالفحم تثير الجدل (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- ملاعب الغولف تتفوق على طاقة الشمس والرياح.. قصة دراسة صادمة
- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ من أبريل 2025
- خطة غامبيا للتنقيب وإنتاج النفط.. والتعاون مع قطر للطاقة (حوار)
المصادر: