أعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار تشغيل أنبوب الغاز بين تركيا وأذربيجان، الذي يعدّ أحد أهم أوجه التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، والذي يمتد لنحو 80 كيلومترًا.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الأنبوب "أغدير ناخجوان"، الذي بُنِيَ بالتعاون بين شركتي بوتاش التركية وسوكار الأذربيجانية، قد جرى تشغيله، اليوم الأربعاء 5 مارس/آذار (2025)، بحضور الرئيس الأذربيجاني إلهاف عالييف.
وقال بيردقدار، إن بإمكان أنبوب الغاز بين تركيا وأذربيجان نقل كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، تبلغ نحو مليونَي متر مكعب يوميًا، مضيفًا: "هذه الخطوة التي اتخذناها في مجال الطاقة ليست مشروعًا للبنية التحتية فحسب، بل هي -أيضًا- واحدة من المؤشرات الملموسة على تفاهم دولتين وأمة واحدة".
وتابع: "بإنشاء أنبوب الغاز بين تركيا وأذربيجان، أصبح البلدان -اللذان أسهما في تأمين إمدادات الطاقة العالمية بمشروعات كبرى مثل "باكو-تبليسي-جيهان" و"تاناب" أقرب خطوة إلى أهدافهما التنموية المشتركة، من خلال ضمان وصول "ناخجوان" إلى الغاز الطبيعي دون انقطاع.
أنبوب أغدير - ناخجوان
قال وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار، إن أنبوب الغاز بين تركيا وأذربيجان، المعروف باسم "أنبوب أغدير – ناخجوان، يُعقَد عليه كثير من الآمال ليكون مفيدًا لكلا البلدين، لافتًا إلى أنه اجتمع مع وزير الطاقة الأذربيجان برويز شهابزوف، قبل افتتاح الخط، ثم أجريا عمليات تفتيش ميدانية.
ولفت الوزير إلى أنه -ونظيره الأذربيجاني- أجريا تقييمًا للتعاون الإستراتيجي والمشروعات المشتركة بين البلدين في مجال الطاقة، كما ناقشا الخطوات الجديدة التي من شأنها الإسهام في تأمين إمدادات الطاقة الإقليمية.
وأوضح ألب أرسلان أن أنبوب الغاز بين تركيا وأذربيجان يعدّ تعزيزًا للتعاون الوثيق بين البلدين في مجال الطاقة، وذلك انطلاقًا من مفهوم "دولتين وأمة واحدة"، لافتًا إلى أن هذه الشراكة ستتعزز أكثر بعد افتتاح خط الأنابيب.
وكان السفير التركي لدى باكو قد أعلن في ديسمبر/كانون الأول 2024 اكتمال أنبوب الغاز بين تركيا وأذربيجان، المعروف باسم "أغدير- ناخجوان"، وهو المشروع الذي ينهي اعتماد جمهورية ناخجوان ذات الحكم الذاتي على الغاز الإيراني.
في الوقت نفسه، يحرم الأنبوب -الذي بدأ تشغيله اليوم- طهران من حق الحصول على نسبة 15% من الغاز في هذه المنطقة، إذ يمتد بطول 120 كيلومترًا من مدينة أغدير التركية، إلى غرب ناخجوان، بالقرب من الحدود مع أرمينيا.
وبإمكان الخط توصيل ما يزيد على 700 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، من جمهورية أذربيجان إلى تركيا، ومن جورجيا إلى ناخجوان، ، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
الغاز الأذربيجاني إلى إيران
بموجب اتفاقية مبادلة موقّعة بين البلدين، سُلِّمَت 450 مليون متر مكعب من الغاز الأذربيجاني إلى إيران على مدى العقدين الماضيين عند حدود "أستارا"، إذ حسمت طهران 15% من هذا حقَ مبادلة، لتسليم الغاز إلى ناخجوان في منطقة جلفا الحدودية.
ولكن بعد استعادة أذربيجان لمنطقة "ناغورنو قره باغ" في عام 2020، توترت علاقاتها مع إيران، لتقرر باكو -قبل عامين- التعاون مع أنقرة في بناء أنبوب الغاز بين تركيا وأذربيجان " أغدير – ناخجوان"، والاستغناء عن خدمات طهران.
يشار إلى أن أذربيجان وقّعت اتفاقية للحصول على الغاز من تركمانستان، حصلت بموجبها خلال العام الماضي 2024 على 1.5 مليار متر مكعب من الغاز، عبر مبادلة مع إيران، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت باكو قد رفعت إنتاجها من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي بمقدار مليارَي متر مكعب، ليصل إلى أكثر من 38 مليار متر مكعب خلال الأشهر الـ10 الأولى، لذلك لم يعد هناك مكان للغاز التركمانستاني أو الروسي، وبيعه للعملاء الغربيين.
يُذكر أن صادرات الغاز الأذربيجاني كانت قد بلغت خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الماضي 2024 نحو 21 مليار متر مكعب، بزيادة 5% على المدة المماثلة من العام السابق له 2023، وسُلِّمَ نصف هذه الصادرات إلى أوروبا، في حين حصلت جورجيا وتركيا على النصف الأخر.
موضوعات متعلقة..
- تركيا وأذربيجان.. تعاون إستراتيجي للهيمنة على سوق الطاقة في المنطقة
- تركيا تتفاوض لتمديد اتفاقية استيراد الغاز التركمانستاني
اقرأ أيضًا..
- في دولة عربية.. حكاية 4 آبار مهدت الطريق لاكتشاف 267 مليار برميل نفط
- رحلة المركز السعودي لكفاءة الطاقة.. تجربة رائدة عالميًا في الترشيد والاستدامة
- احتياطيات النفط والغاز في الدول العربية وحصتها عالميًا (6 رسوم بيانية)
المصادر..
