صيانة محطات الكهرباء في أستراليا ترفع الأسعار وتقطع التيار (تقرير)
نوار صبح

تتسبب أعمال الصيانة في محطات الكهرباء بأستراليا برفع الأسعار وانقطاع التيار، خصوصًا في أوقات ازدياد الطلب.
في 3 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، حدث خطأ في شبكة الكهرباء بولاية نيو ساوث ويلز، باستثناء انقطاع التيار الكهربائي، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويُعدّ هذا مثالًا لطريقة تأثير الهوامش الدقيقة وسلوك شركات الطاقة الكبيرة في حجم فواتير الكهرباء المنزلية.
وكان ذلك اليوم حارًا وسط توقعات بأن يكون الطلب أعلى من المتوسط، لكن ربع (2 غيغاواط) سعة توليد الكهرباء في أستراليا، وتحديدًا التوليد بالفحم في نيو ساوث ويلز، لم يكن متاحًا بسبب انقطاعات استثنائية، حيث تعطلت المولدات لأسباب مختلفة، وكان هناك 1.2 غيغاواط أخرى مفقودة بسبب الصيانة المخطط لها.
إمدادات الكهرباء منخفضة السعر
تفاقمت مشكلة انقطاع الكهرباء في أستراليا، حيث كان خطّان لنقل الكهرباء مقيّدينِ بشدّة بأعمال الصيانة المعتادة، ما يعني أن أكثر من 1.2 غيغاواط من إمدادات الكهرباء منخفضة السعر لم تتمكن من إيجاد طريقها إلى أكبر مراكز الأحمال في الولاية حول سيدني.
وأشارت أحدث مراجعة لهيئة تنظيم الطاقة الأسترالية بشأن أوقات الأسعار المرتفعة على الشبكة الرئيسة، أنه في نحو الساعة 11.30 صباحًا، اختفت كمية كبيرة من توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بسبب السُّحب العابرة، وحُوِّلَت بعض القدرة الأخرى نحو أسواق التحكم في التردد بواسطة أنظمة السوق.
وكان من المفترض أن يكون الأمر قابلًا للمعالجة، لكن أحد مولدات الكهرباء بالفحم التي كان من المفترض أن يكون لديه سعة احتياطية، محطة "فيلز بوينت" بمنطقة سنترال كوست، لم يتمكن من زيادة (الاستجابة) بسرعة كافية.

ولم تتمكن شركة سنووي هيدرو الأسترالية Snowy Hydro من بدء تشغيل مولد الغاز "السريع" لديها في ضاحية كولونغرا بسرعة كافية لإحداث فرق في مدة التداول في الساعة 12 ظهرًا.
وقد أدى ذلك إلى إخراج 400 ميغاواط من المعادلة، وفقًا لهيئة تنظيم الطاقة، المعنية بقطاع الكهرباء في أستراليا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
الكهرباء منخفضة السعر
ازداد الأمر سوءًا، حيث سحبت شركة دلتا إلكتريستي (Delta Electricity) إجمالي 225 ميغاواط من الكهرباء منخفضة السعر في محطة فايلز بوينت "بسبب مشكلات تقنية"، وفقًا لهيئة تنظيم الطاقة الأسترالية.
بدورها، سحبت شركة إيه جي إل إنرجي الأسترالية (AGL Energy) 45 ميغاواط من القدرة منخفضة السعر في محطة بايزووتر بسبب "حدود غير متوقعة للمحطة".
وبعد ذلك بوقت قصير، حوّلت إيه جي إل إنرجي 65 ميغاواط من القدرة في محطة بايزووتر من 36 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة إلى سقف السعر البالغ 17 ألفًا و500 دولار/ميغاواط/ساعة، بسبب "تغيير في أسعار التوقعات".
وبعد دقيقتين، رُفِع حدّ المحطة وقُدِّمَت 20 ميغاواط إضافية، ولكن 5 ميغاواط فقط كانت منخفضة السعر، والباقي كان مرتفع السعر.
"لقد أسهم التأثير المشترك لإعادة العطاءات الـ3 من قبل شركة إيه جي إل إنرجي بارتفاع الأسعار في 11.45 صباحًا و 11.50 صباحًا،" حسبما أفادت هيئة تنظيم الطاقة الأسترالية.

دور شركات توليد الكهرباء الكبرى
حدَّد أحدث تقرير من هيئة تنظيم الطاقة الأسترالية 67 مدة مختلفًة مرتفعة السعر في هذا الربع، مع ما يقرب من نصفها يُعزى مباشرة إلى إعادة العطاءات من جانب الشركات الكبرى لتوليد الكهرباء في أستراليا، وبعض الشركات الأصغر حجمًا.
وكان لهذا تأثير كبير في المستهلكين، وشهدت ولاية نيو ساوث ويلز 13 ارتفاعًا في الأسعار تعادل بضع ساعات فقط، ما دفع متوسط سعر الجملة للكهرباء للرُّبع إلى الارتفاع بمقدار 46 دولارًا أميركيًا/ميغاواط/ساعة.
وفي ولاية كوينزلاند، التي تعتمد على توليد الكهرباء من الفحم بالقدر نفسه، بلغ تأثير بضع ساعات فقط من الأوقات ذات الأسعار المرتفعة 26 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، موزعة على جميع أوقات التداول في الربع.
وفي ولاية أستراليا الجنوبية، التي ما تزال تحت رحمة شركات توليد الغاز عندما تحدّ قيود الشبكة من العرض والمنافسة، بلغ التأثير 5 دولارات لكل ميغاواط/ساعة.
ومن المرجح أن تنعكس هذه التأثيرات على فواتير المنازل والصناعة في المستقبل، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
وقد تحدث ظروف العرض الشحيحة لعدد من الأسباب؛ فمن ناحية الطلب، عادةً ما يكون ذلك مدفوعًا بدرجات الحرارة المرتفعة وحاجة الكثيرين إلى تشغيل مكيفات الهواء، ما يزيد من حمل الشبكة.
ومن ناحية العرض، قد يتراوح ذلك بين ظروف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المنخفضة (التي يمكن التنبؤ بها في الغالب)، وقيود الشبكة، وانقطاعات الحمل الأساسي المخطط لها وغير المخطط لها، وفشل مولدات الكهرباء من الغاز "القابلة للإرسال السريع"، التي تُثبِت في هذه المناسبات أنها قليلة الجدوى.
موضوعات متعلقة..
- انخفاض تكلفة بطاريات تخزين الكهرباء في أستراليا
- أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أستراليا تشهد توسعات جديدة
- أكبر مناقصة لتخزين الكهرباء في أستراليا تواجه تحدي المشروعات الهجينة
اقرأ أيضًا..
- سيمنس تصنع أكبر توربين غازي في العالم داخل السعودية
- أكبر مصنع هيدروجين أخضر في العالم.. استثمار ضخم بدولة عربية
- شمس اصطناعية لتوليد الكهرباء في الصين.. ما القصة؟
المصادر..
"انقطاع التيار الكهربائي الأساسي وإعادة طرح المناقصات للمولدات" من منصة رينيو إكونومي