رئيسيةتقارير النفطنفط

النفط الإيراني يراهن على السفن الصغيرة لتفادي "تصفير الصادرات" (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • شاركت قرابة 150 سفينة بنقل النفط الإيراني في 2024
  • النفط الإيراني يراهن على السفن الصغيرة لتفادي العقوبات الأميركية
  • تواجه تجارة الخام غير الشرعية ضغوطًا جراء العقوبات الأميركية
  • أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب سياسة "الضغط القصوى" على إيران
  • تمتلك ناقلات الخام العملاقة سعة نقل الخام تصل إلى مليوني برميل

أصبحت السفن الصغيرة فرس الرهان لتجارة النفط الإيراني مع الصين في ظل العقوبات الأميركية التي تستهدف وقف تجارة الخام غير الشرعية في إيران، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وارتفعت تدفقات الخام الإيراني إلى الصين في شهر فبراير/شباط المنصرم لتصل إلى 1.74 مليون برميل يوميًا؛ صعودًا بنسبة 86% عن نظيراتها في الشهر السابق، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول (2024).

ويُعزى ارتفاع صادرات النفط الإيراني خلال المدة المذكورة إلى الزيادة في عمليات النقل من سفينة إلى سفينة، إضافةً إلى استعمال محطات استقبال بديلة.

وخلال 2024 شاركت قرابة 150 سفينة في نقل الخام الإيراني؛ أُدرِج أكثر من 100 منها على قائمة الناقلات الخاضعة للعقوبات بوساطة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية.

ومع استهداف ناقلات النفط الإيراني منذ الربع الأول من عام 2024ه، هبطت شحنات صادرات الخام إلى قرابة 1.5 مليون برميل يوميًا، نظير 1.76 مليون برميل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وربما تتراجع الصادرات بواقع الثلث عن مستواها الحالي بحلول مايو/أيار أو يونيو/حزيران (2025).

ضغوط متنامية

تؤدّي السفن الصغيرة دورًا مهمًا في نقل النفط الإيراني إلى الصين، في الوقت الذي تواجه فيه تجارة الخام غير الشرعية ضغوطًا متنامية جراء العقوبات الأميركية.

وأصبحت سفن أفراماكس (Aframax) وسويزماكس (Suezmax) أكثر نشاطًا على الطرق الحسّاسة الواصلة بين إيران والصين، وفق أحدث بيانات تتبُّع السفن، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

واستلمت 8 من السفن المذكورة النفط الإيراني من ناقلات عملاقة عبر نظام النقل من سفينة إلى سفينة في شهر فبراير/شباط المنصرم، مع توجُّه أغلب تلك الشحنات إلى الصين، مقارنةً بناقلتين في شهري ديسمبر/كانون الأول (2024) ويناير/كانون الثاني (2025)، بحسب أرقام صادرة عن شركة تزويد البيانات كبلر.

وأثار استعمال السفن الصغيرة في التجارة بين إيران والصين، التي تهيمن عليها عادة ناقلات النفط الخام الضخمة في إل سي سي (VLCC)، اهتمام شركات الشحن.

ومن المرجَّح أن يُعزى هذا التحول إلى قدرة ناقلات النفط الضخمة على تفريغ النفط في الأرصفة الصينية الضحلة -مثل دونغ ينغ- التي تُستعمَل على نحو متزايد لاستقبال شحنات الخام الإيرانية والروسية، بحسب محللين ووسطاء في مجال السفن.

كما أصبحت المحطات الكبيرة التي تستقبل الحاويات وشحنات التزود بالوقود أكثر تحوطًا من العقوبات الثانوية، وفق المحللين.

مصفاة نفط إيرانية
مصفاة نفط إيرانية - الصورة من tehrantimes

عقوبات أميركية

أدّى تغليظ العقوبات الأميركية من قبل إدارة بايدن وتعهُّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستعمال سياسة "الضغط القصوى" ضد طهران إلى إدراج العشرات من السفن في القائمة السوداء بالأشهر الأخيرة؛ ما أثّر في ناقلات النفط الخام العملاقة الأكثر استعمالًا بشكل أكبر من فئات السفن الأخرى.

وأدّت القيود الأكثر صرامة على استعمال ناقلات النفط العملاقة والحذر من جانب بعض المواني الصينية بشأن التعامل مع النفط الإيراني إلى زيادة حجم عمليات نقل الخام من سفينة إلى سفينة في البحر، واستعمال ناقلات أفراماكس وسويسماكس.

وتتطور الإستراتيجيات لإعادة تشكيل سلاسل الإمدادات بهدف التأكد من أن النفط الإيراني ما يزال قادرًا على التدفق إلى الصين، في مواجهة العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

وفي الوقت الذي كانت فيه صادرات الخام الإيرانية من موانٍ -مثل جزيرة خرج- تعتمد في السابق على ناقلات النفط الخام الضخمة المملوكة لإيران، التي أبحرت مباشرةً من الخليج العربي إلى الصين، أدى التدقيق والقيود إلى مزيد من عمليات نقل الخام بنظام من سفينة إلى سفينة في مواقع قبالة السواحل الماليزية والفجيرة؛ بهدف إخفاء أصول الشحنات.

وقبل شهر فبراير/شباط (2025)، كانت معظم عمليات نقل النفط بنظام من سفينة إلى سفينة تُنفَّذ قبالة السواحل الماليزية بين ناقلات الخام العملاقة، بحسب بيانات كبلر.

ناقلات النفط العملاقة

تمتلك ناقلات الخام العملاقة سعة نقل خام تصل إلى قرابة مليوني برميل، بينما يمكن لسفن من طراز أفراماكس نقل مليون برميل، ومن طراز سويزماكس 700 ألف برميل من الخام.

ومن الممكن أن تضيف عمليات نقل متعددة مع استعمال ناقلات النفط الصغيرة إلى إجمالي تكاليف النقل، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي شهر فبراير/شباط المنصرم، نقلت ناقلة النفط العملاقة الخاضعة لعقوبات لان جينغ (Lan Jing) -التي كان اسمها في السابق وين ياو (Wen Yao)- النفط الإيراني في 3 عمليات منفصلة بنظام من سفينة إلى سفينة إلى سفن ريستون (Reston) وبرافا ليك (Brava Lake) وشون تاي (Shun Tai) قبالة السواحل الماليزية، وفق بيانات كابلر.

وكانت السفن متجهة إلى مواني هوانغداو ودونغ ينغ وتشوشان على الترتيب.

وفي المدة نفسها، أفرغت ناقلة الخام العملاقة الإيرانية "دريا" شحنتها إلى سفينتي "سويزماكس أفينتوس 1" و"أفراماكس فيولا"، وكانت الشحنات في طريقها إلى دونججياكو ودونغ يينغ، وفق بيانات صادرة عن بلومبرغ.

النفط الإيراني

صادرات صفرية

في فبراير/شباط (2025)، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب سياسة "الضغط القصوى" على إيران، التي تستهدف الوصول بصادرات طهران من الخام إلى الصفر، وإعادة فرض سياسة واشنطن الصارمة على طهران التي كانت قائمة في أثناء مدة رئاسة ترمب الأولى.

ويبرز النفط رافدًا رئيسًا للإيرادات في إيران، وتعوّل واشنطن على تقييد صادرات البلاد في تجفيف منبع أموال تستغله طهران لتطوير برامجها النووية.

وبموجب سياسة الضغط القصوى الأميركية، يُحظَر على أيّ أفراد أو كيانات أميركية تنفيذ أيّ عمل تجاري مع الأهداف، وتجميد أيّ أصول مملوكة للولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأميركي قد دفع صادرات النفط الإيراني إلى ما يقرب من الصفر في أثناء مدة ولايته الأولى، بعد إعادة فرض العقوبات، غير أنها انتعشت خلال مدة ولاية جو بايدن، بعد أن نجحت طهرت حينها في التحايل على العقوبات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا.

المصدر:

1.السفن الصغيرة فرس رهان النفط الإيراني لتفادي العقوبات الأميركية من تقرير نشرته بلومبرغ.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق