هل هدد ترمب بفرض عقوبات على العراق.. وما علاقة إيران؟ أنس الحجي يجيب
أحمد بدر

في 21 فبراير/شباط 2025، نشرت رويترز خبرًا اعتبرته حصريًا، بشأن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات صارمة وحظر اقتصادي على العراق، في حالة عدم ضخ نفط إقليم كردستان، إلى ميناء جيهان التركي.
وقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أنبوب جيهان التركي قديم، وجرى توقيع عقده في سبعينيات القرن الماضي، وكان يضخ من شمال العراق، وتوقف لفترات مختلفة بسبب الحروب والعقوبات.
ولكن، ما حدث أنه كانت هناك أزمة بين العراق وتركيا في مارس/آذار 2023، نتج عنا أن قررت الحكومة التركية الضخ في الأنبوب، الذي توقف منذ عامين بالضبط، والآن تريد الحكومة الأميركية برئاسة دونالد ترمب أن تجبر العراق على الضخ في الأنبوب.
وأضاف: "خبر رويترز غير طبيعي أو معقول، إذ إن العارفين بهذا المجال يدركون تمامًا أنه لا يوجد سبب يدفع إدارة ترمب إلى هذا التهديد، وهذا يعني أن علينا أن نفهم أن الشركات المنتجة في كردستان أميركية وبريطانية، وأن حكومة كردستان مدعومة أميركيًا، وتركيا حليفة لأميركا وعضو في الناتو".
والسؤال هنا: لماذا تهدد الإدارة الأميركية العراق، وهو لا علاقة له بالموضوع؟ موضحًا أنه إذا أرادت الولايات المتحدة التأثير فيما يحدث، فهي تمتلك كل شيء، ويمكنهم التحكم في كل شيء.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، الذي يقدمه الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا) يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وجاءت تحت عنوان "النفط بين ترمب وكردستان والعراق وألمانيا".
نفط كردستان العراق
أكد أنس الحجي أن خبر التهديد الأميركي بفرض عقوبات في حالة عدم تصدير نفط كردستان العراق ثبت أنه غير صحيح وغير معقول كذلك، إذ نفت الحكومة الأميركية في اليوم التالي وجود مثل هذا التهديد، كما نفته الحكومة العراقية.
ولكن ما حدث، هو أنه بسبب توقف الضخ في أنبوب النفط إلى تركيا، قامت كردستان بإشراف الشركات الأميركية والبريطانية بإنتاج النفط على كل الحالات، وتهريب هذا النفط إلى العراق وكذلك إلى إيران.
وأوضح خبير اقتصادات الطاقة أن الحكومة الأميركية اكتشفت أن النفط الذي يذهب إلى إيران، يذهب إلى ميناء إيراني ومنه يتم تحميله في سفن وبيعه في الأسواق العالمية -غالبًا في الصين- كما اكتشفوا أيضًا أن طهران تضيف نفطًا إيرانيًا وتخلطه بالنفط الكردستاني، وتبيعه على أنه نفط عراقي.
وأضاف: "تشتري إيران هذا النفط، نحو 300 أو 400 صهريج أو شاحنة، وتنقله على الطرق حتى يصل إلى الميناء الإيراني يوميًا، وبالطبع كل هذا يمكن مشاهدته في الأقمار الصناعية ومتابعته على الأرض، ولكن يباع بثمن بخس".
وتابع: "بعبارة أخرى، يشتري الإيرانيون هذا النفط بسعر بسيط جدًا، ثم يبيعونه في الأسواق العالمية بأسعار قد تكون أكثر من ضعف الأسعار التي يدفعونها إلى إقليم كردستان العراق".
لذلك، هناك قوتين في أميركا الآن تضغطان لضخ النفط في الأنبوب، القوة الأولى هي المجموعة التي كلفت ترمب بالضغط بقوة على إيران ومحاولة قطع الموارد المالية عنها، إذ اكتشفت أن هذا النفط أحد هذه الموارد، وهم في هذه الحالة قدموا خلال نقاشاتهم مع الحكومة العراقية البديل.
والبديل هو فتح الخط، ومن ثم يتحول النفط من إيران إلى تركيا، وبهذا ينهي إيرادات طهران، وفي هذا الحديث قالوا: "هناك عقوبات بالفعل على إيران وعقوبات على كل من يدعمها، وبالتالي العراقيون الذين يدعمون إيران بإرسال النفط لها تقع عليهم العقوبات".

ومن هنا، وفق أنس الحجي، جاءت فكرة التهديد، ومن هنا يبدو أن صحفي رويترز فهم مسألة التهديد خطأ، فالتهديد جاء من ناحية أن العقوبات موجودة، وأن ما يتم تهريبه من قبل العراقيين يخضع للعقوبات، وبالتالي العراقيين الذين يقومون بهذه العمليات يخضعوا لهذه العقوبات".
5 أعضاء في الكونغرس
قال أنس الحجي إن هناك مجموعة أخرى تريد الضخ في الأنبوب، مكونة من 5 أعضاء في الكونغرس الأميركي، وكلهم جمهوريين من جماعة ترمب، وهم يشكلون اللوبي الكردي، وضد تركيا والحكومة العراقية وإيران والعرب وأوبك، وهذه المجموعة نشطه جدًا.
وأضاف: "تطالب هذه المجموعة الحكومة الأميركية بإجبار الحكومة العراقية والحكومة التركية على تشغيل الأنبوب، حتى وصل الأمر إلى مطالبة إدارة ترمب باعتقال المسؤولين والوزراء العراقيين بتهم مختلفة، للضغط على الحكومة في بغداد".

القصة الآن، وفق مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أن هناك مباحثات بين الأميركيين والعراقيين لوقف إرسال هذا النفط إلى إيران للضغط عليها، والبديل هو إرسال هذا النفط شمالًا، بسبب إجراءات متعددة، منها الاتفاق على قانون الميزانية وغيرها من المدفوعات لكردستان.
وتابع: "تم الاتفاق بين الحكومة العراقية وحكومة كردستان على إنتاج النفط وضخه في الأنبوب، وأخر اتفاق حدث منذ يومين، كانت نتيجته أن تنتج حكومة الإقليم 300 ألف برميل يوميًا، تضخ 185 ألفًا منها في الأنبوب، وتستهلك نحو 115 ألف برميل محليًا".
ولفت إلى شائعة تقول إن الـ185 ألف برميل للاستهلاك محليًا داخل العراق، وليس شرطًا أن يتم ضخها في الأنبوب، ولكن لا أحد يعلم حقيقة هذا الأمر، ولكن هذه الأخبار التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط والضبابية حول الأمر، جعلت مسؤولي أوبك+ يتحدثون مع رئيس الوزراء العراقي.
وأردف: "دارت مكالمة تليفونية بين وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونائب رئيس الوزراء الروسي، وأمين عام أوبك ورئيس الوزراء العراقي، ولا أحد يعرف مجرى الحديث بالضبط، ولكن بعد انتهائها تعهد العراق بالالتزام بعضويته في أوبك+ والحصص الإنتاجية".
بالإضافة إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء العراقي ووزير النفط في حكومته، أنهما سيقدمان إلى تحالف أوبك+ خططًا جديدة للتعويض عن الزيادات في الإنتاج سابقًا.
وأشار إلى أن هذه التصرفات كلها تدل على أن المكالمة كانت ساخنة، وكانت هناك ضغوط شديدة وتخوف من أن الضخ للشمال سيزيد إنتاج العراق، في وقت يجب عليه فيه خفض إنتاجه، والتعويض عن الزيادات في الماضي.
موضوعات متعلقة..
- 8 أسباب قد تُحبط خطة ترمب للاستحواذ على المعادن في أوكرانيا
- هل يستطيع ترمب زيادة المخزون الإستراتيجي.. وكيف خدع دول الخليج؟ (تقرير)
- ما علاقة ترمب برفض المصافي الأميركية للنفط المكسيكي؟ أنس الحجي يجيب
اقرأ أيضًا..
- انخفاض جودة النفط المكسيكي يهدد المصافي الأميركية.. ارتفاع نسبة الماء والملح
- صادرات الجزائر من الغاز المسال تسجل انخفاضًا تاريخيًا بسبب دولتين
- نتائج أعمال أدنوك للتوزيع في 2024 تصعد بالأرباح إلى 725 مليون دولار
المصادر..