التقاريرتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

محطات الكهرباء بالغاز في أميركا تخاطر بخسائر مليارية.. هل يخدعها الذكاء الاصطناعي؟

المشروعات المقترحة تواجه خطر الأصول العالقة بقيمة 85 مليار دولار

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • قدرة مشروعات الكهرباء العاملة بالغاز والنفط في أميركا تضاعفت خلال 2024
  • عدم تحقق الطلب المتوقع من الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خطر الأصول العالقة
  • "ديب سيك" يثير شكوكًا حول توقعات الطلب على الكهرباء في المستقبل
  • الطاقة المتجددة مع التخزين أكثر تنافسية لتلبية الطلب من نظيرتها العاملة بالغاز

تشهد محطات الكهرباء بالغاز في أميركا موجة تطوير غير مسبوقة، مدفوعة بآمال متزايدة في تلبية الطلب المتوقع من مراكز البيانات العملاقة وطفرة الذكاء الاصطناعي.

وتأتي الولايات المتحدة بالمركز الثاني عالميًا -بعد الصين- من حيث مشروعات التوليد بالنفط والغاز قيد التطوير، لكن وراء هذه الطفرة، تلوح مخاطر مالية ضخمة قد تهدد استثمارات تُقدَّر بـ85 مليار دولار، إذا تراجع الطلب المتوقع.

وحذَّر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، من أن المبالغة في تقديرات الطلب قد تترك الولايات المتحدة أمام أصول عالقة، لا سيما أن أغلب هذه المشروعات ما تزال في مراحلها الأولية.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه خطط محطات الكهرباء بالغاز في أميركا تحديات متزايدة مع تسارع نمو الطاقة المتجددة والتشريعات البيئية الصارمة، إذ تشير الدراسات إلى أن مصادر الطاقة المتجددة المدعومة بتقنيات التخزين أصبحت أكثر جدوى لتلبية الطلب.

طفرة تطوير محطات الكهرباء بالغاز في أميركا

تضاعفت قدرة محطات توليد الكهرباء بالغاز والنفط في أميركا قيد التطوير -سواء في مرحلة الإعلان أو قبل الإنشاء أو قيد الإنشاء- خلال عام 2024، لتتجاوز 85 غيغاواط، بحسب التقرير الصادر عن منصة غلوبال إنرجي مونيتور.

ومن المتوقع تشغيل معظم المحطات العاملة بالغاز قيد التطوير بين عامي 2025 و2030، حيث لم يدخل سوى خُمس المحطات المقترحة حيز البناء، في حين ما يزال نحو 50% منها في مرحلة الإعلان، و35% في مرحلة ما قبل التشييد.

وحال اكتمال جميع المشروعات، سينمو إجمالي المحطات العاملة في البلاد بنحو 15%، باستثمارات تتجاوز 85 مليار دولار، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

بيْدَ أن هذه القدرة الجديدة لمحطات الكهرباء بالغاز في أميركا مهددة بالإغلاق المبكر أو التشغيل المحدود، إذا لم تتحقق توقعات الطلب من الذكاء الاصطناعي.

وحاليًا، تتصدر الولايات المتحدة المشهد بامتلاكها أكثر من ربع محطات الكهرباء العاملة بالنفط والغاز عالميًا بقدرة 556 غيغاواط.

في الوقت نفسه، تشهد الولايات المتحدة اندفاعًا غير مسبوق نحو بناء مراكز بيانات عملاقة، تقوده ولايات فيرجينيا وأوهايو وجورجيا وتكساس وإلينوي، التي تمثّل قرابة ثلثي مشروعات مراكز البيانات الضخمة قيد التطوير في البلاد.

ويستعرض الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور مزيج الكهرباء في أميركا من 2012 إلى 2024:

تطور مزيج الكهرباء في أميركا(2012-2024)

الطلب على الكهرباء في أميركا

وسط الطفرة الهائلة في الذكاء الاصطناعي، تتسارع خطط بناء محطات الكهرباء بالغاز في أميركا؛ لتلبية الطلب على الكهرباء، لكن الغموض ما يزال يكتنف مدى الحاجة الفعلية لهذا التوسع.

وتشير دراسة حديثة ممولة من وزارة الطاقة الأميركية إلى أن الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات قد يتضاعف 3 مرات في غضون 3 سنوات، ما قد يرفع حصتها من الاستهلاك إلى 12%، وسيستلزم ذلك إضافة ما بين 33-91 غيغاواط من القدرة التوليدية الجديدة بحلول 2028.

توليد الكهرباء بالغاز في الهند

كما وجدت دراسة أجرتها "غريد ستراتيجيز" أن معدل نمو الحمل الكهربائي خلال 5 سنوات قد ارتفع بمقدار 5 أضعاف خلال العامين الماضيين، مع توقُّع زيادة الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة بنسبة 16% بحلول عام 2029.

ووسط هذا المشهد المتغير، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب حالة "الطوارئ الوطنية في قطاع الطاقة"، متعهدًا بتسريع محطات كهرباء متكاملة مع مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يمهد الطريق لتخفيف -أو إلغاء- بعض اللوائح البيئية لصالح الوقود الأحفوري.

وكشف مشروعًا استثماريًا ضخمًا بقيمة 500 مليار دولار يحمل اسم "ستارغيت"، بمشاركة عمالقة التقنيات مثل "أوبن إيه آي" و"أوراكل" و"سوفت بنك"، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كيف يقلب "ديب سيك" والطاقة المتجددة الموازين؟

في غضون ذلك، جاءت شركة "ديب سيك" الصينية لتقلب التوقعات، بعدما أعلنت نموذج ذكاء اصطناعي يوفر أداء مماثلًا بتكلفة واستهلاك كهرباء أقل من منافسيه.

وهذا التطور المفاجئ أدى إلى هبوط حادّ في أسهم شركات التقنية والكهرباء، وأثار تساؤلات حول مدى الحاجة الفعلية إلى كميات كبيرة من الكهرباء لتشغيل الذكاء الاصطناعي.

ورغم هذه الشكوك، تتسابق الشركات الكبرى نحو الاستثمار في تطوير محطات توليد الكهرباء بالغاز، حيث أعلنت "نيكست إيرا إنرجي" عن شراكة مع "جي إي فيرنوفا" لإنشاء محطات تعمل بالغاز مخصصة لمراكز الذكاء الاصطناعي، في حين تتجه عمالقة النفط، مثل إكسون موبيل وشيفرون، إلى بناء محطات لتوفير الإمدادات لمراكز البيانات.

من جهة أخرى، حذّرت دراسة صادرة عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي من مخاطر الإفراط في بناء البنية التحتية للغاز، وذلك إذا لم يتحقق الطلب المتوقع من مراكز البيانات.

ونتيجة لذلك، أشار تقرير غلوبال إنرجي مونيتور إلى أن مصادر الطاقة المتجددة القابلة للنشر السريع والتوسع في تخزين البطاريات أصبحا الخيار الأمثل لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء من مراكز البيانات، خاصة أن محطات الغاز الجديدة تواجه تحديات متزايدة، مثل ارتفاع التكاليف، وطول مدة البناء، والقيود على سلاسل التوريد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. طفرة لتطوير محطات الكهرباء بالغاز في أميركا بسبب الذكاء الاصطناعي من منصة غلوبال إنرجي مونيتور.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق