التقاريرتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

شبكات توزيع الكهرباء العالمية في مأزق.. أزمات الأسعار والإمدادات تهدد التوسع

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

تقف شبكات توزيع الكهرباء العالمية عند مفترق طرق، بين طموحات تسريع النمو وموجة متصاعدة من التحديات التي تهدد قدرتها على تلبية ارتفاع الطلب.

فمع تسارع التحول نحو عصر الكهرباء، وتوقعات بنمو الطلب على الكهرباء عالميًا 4% بحلول 2027، نتيجة اعتماد المركبات الكهربائية والمضخات الحرارية ومراكز البيانات، تتزايد الضغوط على البنية التحتية لتوزيع الكهرباء.

ورغم مساعي الدول ومطوري الشبكات إلى تطوير البنية التحتية لتعزيز أمن الطاقة، تصطدم هذه الجهود بعوائق ضخمة، أبرزها ارتفاع أسعار المكونات الأساسية واضطرابات سلاسل التوريد منذ 2021، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

فعلى مدار العقد الماضي، أُنشِئ 1.5 مليون كيلومتر من خطوط النقل الجديدة عالميًا، إلّا أنها غير كافية لحلّ مشكلات البنية التحتية، وبات ذلك عائقًا أمام استغلال إمكانات الطاقة المتجددة.

بالإضافة إلى ذلك، ما يزال 750 مليون شخص حول العالم يعيشون في الظلام، ويتركز نحو 80% منهم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

استثمارات شبكات توزيع الكهرباء العالمية

أظهر التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية أن استثمارات شبكات توزيع الكهرباء العالمية تتسارع، لكن العقبات ما تزال تعرقل التوسع المطلوب.

ففي عام 2023، ارتفعت الاستثمارات بنسبة 10%، لتصل إلى 140 مليار دولار، وسط هيمنة الاقتصادات المتقدمة والصين على 80% من إجمالي الاستثمارات العالمية.

وتشير التقديرات إلى أن الإنفاق السنوي على شبكات النقل سيحتاج إلى تجاوز 200 مليار دولار بحلول منتصف 2030، وقد يصل إلى 250-300 مليار دولار في السيناريوهات التي تستهدف تحقيق الأهداف الوطنية والعالمية للحدّ من الانبعاثات.

وبينما تقود أوروبا، والولايات المتحدة، والصين، والهند، وأجزاء من أميركا اللاتينية، الاستثمار في شبكات توزيع الكهرباء العالمية، ما يزال العديد من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية -باستثناء الصين- بحاجة إلى زيادات كبيرة في الإنفاق على البنية التحتية.

وبحسب التقرير، ما يزال تأخير التصاريح العقبة الرئيسة أمام تطوير شبكات توزيع الكهرباء العالمية، بخاصة الاقتصادات المتقدمة، لكن تحديات سلاسل الإمدادات أصبحت عاملًا حاسمًا في عرقلة التوسع، وتؤثّر في تأخير ربط 1650 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية والرياح بالشبكة.

إحدى شبكات توزيع الكهرباء العالمية
محطة لتوزيع الكهرباء - الصورة من سي إم بلو إنرجي

أسباب تباطؤ تطوير شبكات توزيع الكهرباء العالمية

وفقًا لمسح أجرته وكالة الطاقة الدولية، تستغرق عمليات شراء الأسلاك الكهربائية من 2-3 سنوات، وما يصل إلى 4 سنوات لمحولات الكهرباء الضخمة، أي ضعف المدة مقارنة بعام 2021، بينما تستغرق بعض المكونات الدقيقة، مثل أسلاك التيار المستمر المستعملة في النقل لمسافات طويلة، أكثر من 5 سنوات للتوريد.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار الأسلاك بمقدار الضعف منذ 2019، بينما زادت أسعار المحولات بنحو 75%، كما ارتفعت أسعار المواد الأساسية، مثل النحاس والألومنيوم.

وأشار تقرير وكالة الطاقة إلى أن زيادات التكلفة، إلى جانب التأخير في التوريد، باتت تشكّل عبئًا إضافيًا على ميزانيات المشروعات، وتنعكس سلبًا على سرعة تنفيذها.

وفي مواجهة هذه الأزمة، بدأت الشركات المصنّعة بضخّ استثمارات لتعزيز القدرة الإنتاجية، إلّا أن هذه الجهود تحتاج إلى وقت طويل قبل أن تؤتي ثمارها، وسط حالة من عدم اليقين بشأن الطلب المستقبلي وتوفُّر العمالة الماهرة.

وحاليًا، يعمل 8 ملايين شخص في بناء شبكات توزيع الكهرباء العالمية وتشغيلها وصيانتها، لكن لتلبية ارتفاع الطلب، سيتطلب الأمر ارتفاع عدد العمالة بنحو 1.5 مليون بحلول 2030 وفقًا للسياسات الحالية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

خطوط تستعمل في شبكات توزيع الكهرباء العالمية
خطوط لنقل الكهرباء - الصورة من ناشيونال غريد

8 إجراءات للتصدي لتحديات شبكات توزيع الكهرباء العالمية

قدّم التقرير 8 توصيات قابلة للتنفيذ لدعم الحكومات والمنظمين والمطورين في مواجهة هذه التحديات، وأبرزها:

  • تسليط الضوء على الطلب المستقبلي من خلال خطط واضحة على المستويين الوطني والإقليمي.
  • تحسين الحوار بين الجهات المعنية لضمان تنسيق فعال بين الحكومات والمشغّلين والمنظّمين والمطورين.
  • تشجيع الاستثمار الاستباقي في الشبكة لتجنّب الاضطرابات وتأخير المشروعات.
  • تصميم أطر فاعلة للمشتريات من خلال عقود طويلة الأجل تضمن استقرار الأسعار وإمدادات المكونات الأساسية.
  • تسهيل إجراءات التصاريح لتسريع تنفيذ المشروعات.
  • الاستفادة من البنية التحتية الحالية عبر التقنيات الرقمية وتحسين الأداء التشغيلي للشبكات.
  • تعزيز سلاسل إمداد متنوعة ومستدامة لتقليل الاعتماد على عدد محدود من المورّدين، خاصة في الدول النامية والناشئة.
  • ضمان توفر العمالة الماهرة من خلال برامج تدريب متخصصة تلبي احتياجات شبكات توزيع الكهرباء العالمية، بداية من التصميم، إلى التشغيل والصيانة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تحديات تواجه شبكات توزيع الكهرباء العالمية وكيف يمكن تجنبها من وكالة الطاقة الدولية.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق