التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

تطورات الطاقة الحرارية الأرضية في 2024.. السعودية تبدأ تجارب واعدة (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة الحرارية الأرضية تلبي 1% فقط من الطلب العالمي على الكهرباء
  • إعلان 11 مشروعًا تجريبيًا و3 مشروعات تجارية حول العالم خلال 2024
  • تقييم بعض الآبار التجريبية في السعودية خلال 2024 يبشّر بإمكانات واعدة
  • الاستثمارات الحكومية في الطاقة الحرارية الجوفية تجاوزت ملياري دولار
  • شركات مراكز البيانات توسّع خياراتها المستقبلية، لتشمل الطاقة الحرارية الأرضية

ما زالت موارد الطاقة الحرارية الأرضية غير مستغلة إلى حدّ كبير في أغلب المناطق حول العالم، مع استحواذ المصادر المتجددة الأخرى -خاصة الشمس والرياح- على الاهتمام الأكبر في مبادرات تحول الطاقة العالمية.

ورغم ضعف الاهتمام بالطاقة الحرارية الجوفية، فإن استغلال مواردها الموجودة عالميًا يمكن أن يلبي 15% من احتياجات الطاقة العالمية بحلول عام 2050، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشطن.

وفي الوقت الحالي، تلبي الطاقة الحرارية الأرضية أقل من 1% من الطلب العالمي على الكهرباء، كما ينحصر استغلالها في عدد قليل من البلدان، أبرزها، الولايات المتحدة وأيسلندا وإندونيسيا وتركيا وكينيا وإيطاليا.

وتتميز الطاقة الحرارية الأرضية بكونها مصدرًا نظيفًا موثوقًا لإمدادات الكهرباء على مدار الساعة، بعكس مصادر الطاقة المتجددة الأخرى ذات التوليد المتقطع حسب ظروف الطقس والتغيرات الموسمية، كما يختلف نسبيًا عن الطاقة الكهرومائية المعرضة للتقلبات حسب ظروف الجفاف.

علاوة على ذلك، فإن اكتشاف هذا المصدر ليس حديثًا، بل كان موجودًا منذ أكثر من 100 عام، ويعتمد على الأدوات والتقنيات نفسها، التي طُوِّرَت في صناعة النفط والغاز.

تطورات الطاقة الحرارية الأرضية في 2024

ازدهرت صناعة الطاقة الحرارية الأرضية في عام 2024، على عدّة مستويات، أبرزها تزايد أنشطة الحفر وصفقات الدمج والاستحواذ بين الشركات الفاعلة في الصناعة، ما يشير إلى الثقة الاستثمارية المتزايدة للتوسع في هذا القطاع.

وتوسعت هذه الأنشطة في مناطق جديدة خلال العام الماضي، أبرزها الشرق الأوسط، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وذلك عبر إعلان 14 مشروعًا جديدًا، 3 منها على نطاق تجاري و11 مشروعًا تجريبيًا.

كما تزايد نشاط حفر الآبار الجوفية الحرارية بوتيرة سريعة، مع إعلان المشغّلين خططًا لحفر 146 بئرًا حرارية جديدة، منها 53 بئرًا كان من المقرر حفرها في 2024، وأُنجِز 34 منها في موعده، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث وود ماكنزي.

وكانت السعودية من أبرز دول الشرق الأوسط، التي أعلنت مشروعات لحفر آبار تجريبية لاستكشاف موارد الطاقة الحرارية الأرضية في البلاد خلال العام الماضي.

وحفرت المملكة بئرًا حرارية استكشافية بالقرب من منطقة حرة رهاط شرق المدينة المنورة، كما حفرت بئرًا ثانية في حرم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في فبراير/شباط 2024.

وتشير التقييمات الأولية للموارد الجوفية بالمملكة إلى أنها قد تكون قادرة على توليد 1 غيغاواط من الطاقة الحرارية الجوفية بحلول عام 2035، بحسب دراسة صادرة عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك".

على الجانب الآخر، كانت الفلبين من أبرز دول آسيا التي أعلنت مشروعات حفر جديدة في القطاع، حيث تحتل البلاد المركز الخامس في قائمة أكبر الدول المطورة للطاقة الحرارية الأرضية عالميًا، كما يوضح الرسم التالي، الّذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

أكثر 10 دول تطويرًا لمشروعات الطاقة الحرارية الأرضية

استثمارات الطاقة الحرارية الأرضية

واصلت استثمارات الطاقة الحرارية الأرضية النمو في عام 2024، مع تخصيص الحكومات أكثر من ملياري دولار لمبادرات القطاع، وُجِّهَ 21% منها نحو تقنيات الجيل الثاني في الصناعة.

وتضم تقنيات الجيل الثاني كلًا من أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية المتقدمة (AGS)، والطاقة الحرارية الصخرية فائقة الحرارة (SHR)، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وجاء معظم التمويل الحكومي من أوروبا بقيادة هولندا وبولندا وألمانيا، بينما خصصت الولايات المتحدة 18 مليون دولار لنشر أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية.

على الجانب الآخر، نجحت الشركات التي تستعمل تقنيات الجيل الثاني في جمع 790 مليون دولار أميركي من جولات التمويل واستثمارات الأسهم والمنح الحكومية خلال العام الماضي.

وعلى المستوى القانوني والتنظيمي، كانت هناك مؤشرات داعمة وبيئة سياسية مواتية في بعض الدول التي أقرت خططًا خمسية لتطوير موارد الطاقة الجوفية، مثل إندونيسيا ونيوزيلندا، كما أقرّت 4 دول تشريعات جديدة داعمة، أبرزها الولايات المتحدة وألمانيا.

مراكز البيانات توقع اتفاقيات طويلة الأجل

شملت الخطط المعلنة في قطاع الطاقة الحرارية الجوفية خلال عام 2024، إعلان 4 مشروعات جديدة في الولايات المتحدة لتشغيل قواعد عسكرية.

كما تضمنت هذه الخطط عددًا من المشروعات المقترحة في مقاطعة كوينزلاند الأسترالية لتشغيل مراكز البيانات، وهو استعمال جديد قد يتزايد الطلب عليه خلال السنوات المقبلة.

وتستهلك مراكز البيانات كميات كثيفة من الكهرباء، كما يتطلب تشغيل أنظمتها مصادر موثوقة من الطاقة على مدار الساعة؛ ما يجعل الطاقة الحرارية الأرضية خيارًا مثاليًا لتشغيلها، بحسب وود ماكنزي.

إحدى محطات الطاقة الحرارية الجوفية في أيسلندا
إحدى محطات الطاقة الحرارية الجوفية في أيسلندا - الصورة من power technology

وتفاضل شركات مراكز البيانات -حاليًا- بين مصادر الطاقة النووية والغاز الطبيعي لاستعمالها في توليد الكهرباء اللازمة لتشغيل عملياتها، لكن بعضها وسّع خياراته المستقبلية -مؤخرًا- باتجاه الطاقة الحرارية.

وتشير بيانات وود ماكنزي إلى أن شركات التقنيات الكبرى وقّعت خلال عام 2024 اتفاقيات طويلة الأجل لشراء 360 ميغاواط من شركات متخصصة في قطاع الطاقة الحرارية الجوفية.

فعلى سبيل المثال، وقعت شركة ميتا اتفاقية شراء كهرباء بقدرة 150 ميغاواط مع شركة ساج جيوسيتسمز (Sage Geosystems)، كما دخلت شركة مايكروسوفت في شراكة لاستثمار مليار دولار في كينيا تشمل إنشاء مركز بيانات يعمل بالطاقة الحرارية الأرضية هناك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تطورات الطاقة الحرارية الأرضية في 2024 من وود ماكنزي.
  2. تقييم قدرات الطاقة الحرارية الجوفية في السعودية من مركز كابسارك.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق