التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة المتجددة في أفريقيا.. التكاليف المرتفعة تعرقل تبنّي التقنيات الخضراء (تقرير)

نوار صبح

يُعدّ ارتفاع تكاليف الطاقة المتجددة في أفريقيا أحد الأسباب التي تعرقل تبنّي التقنيات الخضراء على الرغم من وفرة المعادن الحيوية وسطوع الشمس وهبوب الرياح في بلدان القارة السمراء.

وتتحول الاقتصادات الأفريقية، حاليًا، إلى الصناعة في وقت يتخلى فيه العالم عن الوقود الأحفوري ويتجه نحو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تجدر الإشارة إلى أن أفريقيا تحتوي على 60% من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم، إلّا أنها تمتلك 1% فقط من أنظمة الطاقة الشمسية المركبة في العالم.

وعلى الرغم من أن قدرة الطاقة المتجددة تضاعفت تقريبًا خلال العقد الماضي، فإن 2% فقط من الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة ذهبت إلى أفريقيا.

التصنيع الأخضر

ترى رئيسة مركز السياسات العامة في جامعة بريتوريا بجنوب أفريقيا، الدكتورة نارا مونكام، أن التصنيع الأخضر قد يكون الحل لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الصناعية على المدى الطويل دون الإضرار بالبيئة.

وتشير الدكتورة نارا مونكام إلى أنه في أغلب البلدان الأفريقية تُعد الطاقة المتجددة أكثر تكلفة من الوقود الأحفوري، الذي يتوفر بسهولة في العديد من أجزاء القارة.

وتُعدّ أفريقيا واحدة من أفقر مناطق العالم، ولا تستطيع بسهولة تحمُّل تكاليف التقنيات الخضراء، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

توربينات الرياح في محطة غودا بجنوب أفريقيا
توربينات الرياح في محطة غودا بجنوب أفريقيا – الصورة من بلومبرغ

لذلك، فإن القضية الرئيسة في التنمية الاقتصادية تتمثل في طريقة تحفيز الإنتاجية الصناعية الخضراء.

ويمكن للتمويل الأخضر (التمويل من البنوك والمستثمرين خصوصًا للمشروعات الصديقة للبيئة) أن يموّل الابتكارات الخضراء، وتشمل هذه الحلول تقنيات الطاقة المتجددة، وتصميمات المباني الموفرة للطاقة، أو المركبات الكهربائية.

وعملت الدكتورة نارا مونكام مع فريق من الباحثين لدراسة تأثير التمويل الأخضر في التصنيع بأفريقيا.

أثر ارتفاع تكاليف معدات الطاقة المتجددة في أفريقيا

قالت رئيسة مركز السياسات العامة في جامعة بريتوريا بجنوب أفريقيا، الدكتورة نارا مونكام، إن التحول إلى الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية يؤدي إلى تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ويساعد في التخفيف من تداعيات تغير المناخ.

وأوضحت أن ارتفاع تكاليف معدّات الطاقة المتجددة في أفريقيا قد يضرّ بالنمو الصناعي.

وحلّل الباحثون إحصاءات الاقتصاد الكلي والطاقة والتمويل الأخضر والتصنيع من 41 دولة أفريقية بين عامي 2000 و 2020.

وتوصلت الأبحاث إلى أن التمويل الأخضر يوفر فرص تمويل للتقنيات النظيفة والمبتكرة، ويخلق فرص عمل جديدة في القطاعات الخضراء.

رغم ذلك، فإن إمكانات التمويل الأخضر في دفع عجلة التصنيع من خلال الابتكار الأخضر (مثل مشروعات الطاقة المتجددة) لم تتحقق بعد.

ويرجع ذلك إلى أن الطاقة المتجددة تأتي بتكاليف عالية، ولا يتوفر عدد كافٍ من الأشخاص ذوي المهارات اللازمة لإدارة المشروعات الخضراء.

محطة كهرباء تعمل بالفحم في مقاطعة مبومالانغا، بجنوب أفريقيا
محطة كهرباء تعمل بالفحم في مقاطعة مبومالانغا، بجنوب أفريقيا – الصورة من بلومبرغ

على صعيد آخر، هناك نقص في الطرق المناسبة أو الاتصال أو خطوط النقل لربط الطاقة المتجددة بالشبكة الرئيسة، وتُعدّ الظروف الأساسية للنمو الصناعي من خلال الطاقة المتجددة غير متوفرة.

وترى الدكتورة نارا مونكام أنه ينبغي للحكومات في أفريقيا أن تجد السبل الكفيلة بجعل الابتكار الأخضر فعالًا، وهذا يعني أن المجتمع سيكون قادرًا على الاستفادة من فوائد المشروعات الجديدة الصديقة للبيئة.

زيادة الوصول إلى مشروعات الطاقة المتجددة

دعت رئيسة مركز السياسات العامة في جامعة بريتوريا بجنوب أفريقيا، الدكتورة نارا مونكام، الحكومات الأفريقية إلى التركيز على زيادة الوصول إلى مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا.

ولكي يحدث هذا، يتعين عليهم ضخ المزيد من التمويل والجهد في تطوير البنية التحتية للطاقة المتجددة. يجب أن تكون تقنيات الطاقة المتجددة في أفريقيا متاحة وبأسعار معقولة.

في المقابل، فإن التعليم وبناء القدرات يُعدّان أمرين ضروريين، خصوصًا في المجتمعات الريفية.

على سبيل المثال، توفر مشروعات الشبكات الشمسية الصغيرة في المجتمعات المحلية للسكان المهارات اللازمة لإدارة ورعاية أنظمة الطاقة المتجددة.

وقالت الدكتورة نارا مونكام، إن على الحكومات دعم التصنيع المحلي لمكونات الطاقة المتجددة، وعندما تُنتَج هذه المنتجات محليًا، فإن هذا من شأنه أن يساعد في تسخير إمكانات الابتكار الأخضر للتصنيع وخلق فرص العمل.

ويتعين على البلدان الأفريقية التعاون على المستوى الإقليمي في مجال الابتكار الأخضر، وهذا يعني تبادل أفضل الممارسات، وتجميع الموارد، وبذل جهود منسّقة نحو التصنيع الأخضر.

وأضافت الدكتورة نارا مونكام: "توصلت أبحاثنا إلى أنه سيكون من المفيد إنشاء مراكز إقليمية للتميز بالبحث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة".

وأشارت إلى أن التحالفات الإقليمية ضرورية، حتى تتمكن البلدان من العمل معًا للتفاوض على شروط أفضل للتمويل الأخضر.

ومن شأن هذا أن يعزز رحلة أفريقيا نحو النوع من التصنيع الأخضر الذي يتميز بالفعالية من حيث التكلفة والاستدامة بمرور الوقت.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق