أصبحت صادرات الغاز المسال القطري إلى آسيا مهددة، بعد مطالبات بخفض أسعار الإمدادات الجديدة على المدى الطويل؛ ما يعقّد المفاوضات في الآونة الأخيرة.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن جهود قطر لبيع الغاز المسال من مشروع توسعة حقل الشمال تتعقّد بسبب مطالبة المشترين الصينيين والهنود بأسعار أقل وشروط أكثر ملاءمة.
وتعمل قطر على تنفيذ برنامج توسعة ضخم لتعزيز قدرتها التصديرية بنسبة 85% من المستويات الحالية بحلول عام 2030؛ لتصل إلى 142 مليون طن سنويًا، من نحو 77 مليون طن الآن.
وتمضي شركة قطر للطاقة في مشروع حقل الشمال، بعد حفر آبار تقييمية في حقل الشمال -أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم- والعثور على كميات غاز إضافية ضخمة في الحقل، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج من المرحلة الأولى من التوسعة في عام 2026.
صادرات الغاز المسال القطري إلى الصين
التقى مسؤولون من شركة قطر للطاقة المملوكة للدولة بشركات صينية في وقت سابق من شهر فبراير/شباط الجاري، وعرضوا صفقات توريد الغاز المسال القطري تمتد لـ10 سنوات على الأقل، بأسعار تقترب من نسبة 13% ارتباطًا بمؤشر خام برنت.
وبدلًا من ذلك، سعى المشترون الصينيون إلى اتفاقيات في حدود 12% ارتباطًا بخام برنت، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وعلى عكس معظم مصدّري الغاز المسال في الولايات المتحدة، الذين يبيعون الغاز بسعر أعلى لمركز محلّي، فإن قطر لديها في الأساس صفقات طويلة الأجل بنسبة مئوية من النفط، وهي ممارسة صناعية تعود إلى سبعينيات القرن الـ20.
كما أن إصرار قطر على شروط العقد الصارمة، مثل فرض مواني تسليم محددة، جعل الصفقات أكثر صعوبة.
ومن ثم، فإن غياب العقود الطويلة الأجل قد يؤدي إلى زيادة العرض من الغاز المسال القطري غير المبيع؛ الأمر الذي قد يجبر الدوحة على بيع الوقود في السوق الفورية، وربما بحسم.
ورغم أن هذا خبر جيد للمستهلكين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار، فإنه قد يخاطر بتقليص الأرباح من مشروع توسعة حقل الشمال القطري.
وباعت الدوحة نحو 60% من حجم المرحلة الأولى من مشروع التوسعة الذي تبلغ تكلفته عدّة مليارات من الدولارات عبر عقود طويلة الأجل، و44% من المرحلة الثانية، وفقًا لحسابات بلومبرغ.
ولم يُبَع أيّ جزء من المرحلة الثالثة، التي تهدف إلى البدء بحلول نهاية هذا العقد، حتى الآن.
ووقّعت شركتا سينوبك وبتروتشاينا الصينيتان صفقات طويلة الأجل مع الدوحة في عامي 2022 و2023، لكن قطر ما تزال بحاجة إلى مشترين إضافيين.
وقد تضع خطة الشركات الصينية بعدم أخذ وقود إضافي من الولايات المتحدة -بعد التعرفات الجمركية الانتقامية على واردات الغاز المسال- الدولة الشرق أوسطية في موقف أقوى.
صفقات أخرى للغاز المسال القطري
يطلب المشترون في الهند -أيضًا- من قطر أسعارًا أقلّ قبل الموافقة على صفقات إضافية للغاز المسال، في حين تخطط باكستان لطلب خفض الأسعار عندما يحين موعد مراجعة عقدها العام المقبل (2026)، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وصرّح وزير النفط الباكستاني مصدق مالك، في وقت سابق من شهر فبراير/شباط 2025، بأن باكستان تخطط لإعادة التفاوض على صفقة توريد الغاز المسال القطري الطويلة الأجل، في ظل سعيها إلى خفض تكاليفها في مواجهة الطلب المتزايد على الطاقة مستقبلًا.
وقال مالك أمام لجنة برلمانية للطاقة في أوائل فبراير/شباط: "إن اتفاقية قطر مكلفة، وسنتفاوض على شروط أفضل العام المقبل"، بحسب التصريحات التي نقلتها منصة "ذا دون" (The Dawn).
وأوضح الوزير أنه كان يعرض تفاصيل العقود المختلفة التي أبرمتها باكستان بشأن الغاز المسال: "كان أحد البنود هو إمكان إعادة التفاوض على الأسعار في السنة العاشرة من اتفاقية الغاز المسال القطري"، مضيفًا أن باكستان لديها عام كامل "لتحديد خياراتها".
وقد وُقِّعَت أكبر اتفاقية للغاز المسال في باكستان عام 2016 بين شركة النفط الحكومية الباكستانية وشركة قطر غاز، لما يصل إلى 3.75 مليون طن من الغاز المسال سنويًا لمدة 15 عامًا، على الرغم من أن خيار الإلغاء يمكن أن يختصر الصفقة إلى 11 عامًا إذا فشل الطرفان في الاتفاق على سعر جديد.
موضوعات متعلقة..
- اتفاق توريد الغاز المسال القطري إلى باكستان في خطر.. ما علاقة أذربيجان؟
- أنس الحجي: الذكاء الاصطناعي يؤثر في أسواق الطاقة.. وهذا مصير الغاز المسال القطري (تقرير)
- الغاز المسال القطري أكثر موثوقية في آسيا.. وفرص الأميركي أقل
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تخطط لمناقصة نفط وغاز جديدة.. وهذه حكاية 240 اكتشافًا
- مصر والأردن يترقبان توسعة أكبر حقل غاز إسرائيلي.. 100 مليار متر مكعب صادرات
- مخزن سري لإمدادات الهيدروجين الطبيعي.. احتياطيات هائلة
- وليد فياض يكشف الكواليس لأول مرة: لبنان تأثر بوقف الدعم الخليجي.. وهؤلاء سبب أزمة الكهرباء (حوار)
المصادر:
- تعثر صادرات الغاز المسال القطري إلى آسيا من وكالة بلومبرغ.
- إعادة تفاوض باكستان بشأن عقود الغاز المسال القطري من منصة "ذا دون".
