
بدأت أول شحنة نفط في سوريا، وتحديدًا من المنطقة الخاضعة لسيطرة الأكراد شمال شرق البلاد، تتدفّق إلى العاصمة دمشق، وفق قواعد بيانات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتُمثّل الشحنة المذكورة أول تبادل معروف من نوعه مع الحكومة المركزية الجديدة في دمشق منذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ ومن الممكن أن يمثل هذا بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين الأطراف السورية.
ولم تتضح حتى الآن أي تفاصيل بشأن أول شحنة نفط موردة من شمال شرق سوريا إلى دمشق، وهي تأتي في أعقاب مناقشات داخل أروقة الاتحاد الأوروبي لتعليق عقوبات عديدة مفروضة على صناعة الخام في البلد العربي.
وقبل اشتعال فتيل الثورة السورية في عام 2011، بلغ إنتاج النفط المحلي قرابة 385 ألف برميل يوميًا، غير أن هذا الرقم انهار ليصل إلى ما دون 30 ألف برميل يوميًا خلال السنوات الأخيرة.
تطور إيجابي
في تطور إيجابي داخل قطاع الخام السوري، شرعت السلطات التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد في توريد النفط من الحقول المحلية التي يشرفون على إدارتها إلى الحكومة المركزية في دمشق ، وفق ما أعلنه الناطق باسم وزارة النفط السورية أحمد سليمان، في تصريحات إلى وكالة رويترز.
وتُعد تلك أول شحنة نفط تورد من شمال شرق سوريا الغني بالنفط إلى أول حكومة سوريا بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال سليمان إن الشحنة جاءت من الحقول الواقعة في محافظات الحسكه ودير الزور، غير أنه لم يعلن أي تفاصيل إضافية في هذا الخصوص، بما في ذلك كمية الخام المسلمة أو حتى شروط الاتفاق المبرم.
ووفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، لامست صادرات سوريا من الخام 380 ألف برميل يوميًا في عام 2010، أي قبل عام من اندلاع فتيل الثورة السورية التي استمرت قرابة 14 عامًا، أصابت تداعياتها الاقتصاد المحلي بالشلل، ودمرت البنية التحتية للطاقة، بما فيها النفط.
وتبدلت السيطرة على حقول النفط مرات عدة؛ إذ هيمنت قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد في نهاية المطاف على الحقول الرئيسة في شمال شرق البلاد، على الرغم من أن العقوبات الأميركية والأوروبية جعلت الصادرات والواردات المشروعة صعبة.
وفي شهر يناير/كانون الثاني الماضي، منحت الولايات المتحدة الأميركية سوريا إعفاءً من العقوبات لمدة 6 أشهر؛ ما يمنح الضوء الأخضر لإنجاز بعض معاملات الطاقة؛ ويُتوقع أن يعلق الاتحاد الأوروبي عقوباته المفروضة على قطاعات الطاقة والنقل وإعادة الإعمار في سوريا.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج سوريا من النفط الخام خلال المدة من عام 2010 إلى عام 2024:
استيراد النفط
تسعى سوريا إلى استيراد النفط عبر وسطاء محليين في أعقاب فشل أولى عطاءاتها للاستيراد بعد رحيل الأسد في جذب اهتمام كبير من جانب كبار التجار نتيجة العقوبات والمخاطر المالية، وفق ما صرحت به مصادر تجارية مختلفة إلى رويترز.
وتُعد تجارة النفط الداخلية كذلك جزءًا رئيسًا من المباحثات الدائرة بين منطقة شمال شرق سوريا المتمتعة بحكم شبه ذاتي وبين الحكومة الجديدة في دمشق، التي ترغب في توحيد كل المناطق في البلاد تحت الحكم المركزي.
ووفق مصادر، فإنه من المرجح أن تحتاج قوات سوريا الديمقراطية إلى التخلي عن سيطرتها على إيرادات النفط في إطار أي تسوية.
وفي شهر يناير/كانون الثاني الماضي قال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، إن قواته منفتحة على تسليم المسؤولية عن موارد النفط إلى الحكومة الجديدة شريطة أن توزع ثروات الخام بالتساوي على كل المحافظات.
إنتاج النفط في سوريا
قبل الثورة على نظام الأسد كان قطاع النفط في سوريا يُسجل نموًا ملحوظًا؛ إذ بلغ الإنتاج ذروته في عام 2000، متجاوزًا نصف مليون برميل يوميًا، وفق آخر تحديثات بيانات الصناعة لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وواصل الإنتاج مساره الصعودي، ليصل إلى 386 ألف برميل يوميًا في عام 2010، وفقًا لأرقام صادرة عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
وفي أثناء تلك المدة، كان قطاع النفط في سوريا واقعًا تحت هيمنة الحكومة؛ قبل أن يبدأ في مساره الهبوطي تدريجيًا عقب اندلاع الثورة في 2011.
وخلال المدة من 2013 إلى 2023، تراوح إنتاج النفط في سوريا بين 70 و40 ألف برميل يوميًا، قبل صعوده إلى 89 ألف برميل يوميًا في 2024.
ومن الممكن تفسير هذا الانخفاض في إنتاج الخام السوري بتعليق شركات النفط الأجنبية عملياتها في البلاد والعقوبات الدولية، إلى جانب انقسام السيطرة على حقول النفط بين النظام وفصائل الثوار.
موضوعات متعلقة..
- حصري - أول حوار مع وزير النفط السوري: تلقينا وعودًا من بعض الدول لإرسال وقود.. وهذا حجم إنتاجنا من النفط
- تحديات إنتاج النفط في سوريا.. هل ينجح حلم تحقيق 15 مليار دولار إيرادات سنويًا؟
- صفقة مرتقبة لتأمين احتياجات مصافي النفط في سوريا.. هل يحل الأكراد أزمة نقص الوقود؟
اقرأ أيضًا..
- حفر ثاني أعمق بئر نفط وغاز في العالم.. حققت 5 أرقام قياسية
- مشروع غاز عملاق مهدد بالإلغاء.. احتياطياته 7 تريليونات قدم مكعبة
- أول عبارة كهربائية في العالم.. كم تبلغ وفوراتها الكربونية خلال 10 أعوام؟
المصدر: