رئيسيةطاقة متجددةمقالات الطاقة المتجددة

الوجه الآخر لمشروعات الطاقة الكهرومائية.. كيف يُشكل سد النهضة تهديدًا سياسيًا وبيئيًا؟

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة الكهرومائية حظيت بالاهتمام بصفتها بديلًا أخضر واعدًا للوقود الأحفوري
  • المشروعات التي يمكنها الحد من انبعاثات الكربون قد تؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي
  • النخب الحضرية تميل إلى الاستفادة بشكل أكبر من الطاقة الكهرومائية بينما يتحمل الآخرون التكاليف.
  • التشابك بين السياسة والنزاعات على المياه عبر الحدود يؤدي إلى تفاقم المخاطر البيئية والاجتماعية

تتسبّب مشروعات الطاقة الكهرومائية على الأنهار العابرة للحدود في إثارة التوترات الجيوسياسية والمخاوف البيئية.

ولكونها أقدم أشكال الطاقة المتجددة، حظيت الكهرباء المولدة من الماء بالاهتمام بصفتها بديلًا أخضر واعدًا للوقود الأحفوري، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

في المقابل، أثارت مشروعات الطاقة الكهرومائية على الأنهار العابرة للحدود النزاعات الإقليمية والاضطرابات الاجتماعية.

وتكشف مخاطر الكهرباء المولدة من الماء عبر الحدود عن التعقيدات والصراعات المتأصلة في السعي إلى مستقبل طاقة أنظف.

سد النهضة الإثيوبي

على الرغم دور سد النهضة، وهو مشروع للطاقة الكهرومائية على النيل الأزرق، في تحسين مستويات المعيشة في إثيوبيا والمساهمة بالتنمية المستدامة للبلاد؛ فقد كانت آثار سد النهضة في موارد المياه في دول المصب (السودان ومصر) مصدر قلق.

يأتي ذلك لأن موارد المياه في حوض نهر النيل معرّضة لخطر مشروعات التغيير الهيدرولوجي، حسبما أفادت دراسة نشرتها منصة "ساينس غيت" باستعمال 8 أنواع من بيانات ومنتجات الاستشعار عن بُعد لتقييم آثار عملية ملء خزان سد النهضة على موارد المياه السطحية في إثيوبيا والسودان ومصر.

وعلى وجه التحديد، فُحص التباين المكاني الزمني في مساحة السطح والحجم وهطول الأمطار وتخزين المياه لـ5 خزانات تقع في إثيوبيا (سد النهضة) والسودان (الروصيرص ومروي) ومصر (بحيرة ناصر وتوشكا) للمدة 2013-2022.

ويرى المحللون أنه يجب على دول المنبع إعطاء الأولوية للحوار المفتوح والتعاون مع جميع الأطراف ذات الصلة في وقت مبكر لتجنب المشكلات في المستقبل.

سد النهضة
سد النهضة - الصورة من رويترز

من ناحيتها، أشارت رئيسة قسم حوكمة المياه في معهد "آي إتش إي ديلفت للتربية المائية" سوزان شماير، إلى معارضة مصر والسودان والصومال لسد النهضة الإثيوبي، التي أشعلها غياب التواصل في أثناء التخطيط.

وقالت سوزان شماير إن اتخاذ تدابير وقائية، مثل تقديم الإخطار المسبق وإجراء تقييمات الأثر عبر الحدود، "يقلل من تأثير المفاجأة، الذي نعلم من أبحاث الصراع أنه يقلل من عدم الثقة والصراع".

وعلى الرغم من أن التحرك إلى ما هو أبعد من السيادة سيكون تحولًا صعبًا؛ إذ "أصبح التفكير السياسي في جميع أنحاء العالم قصير الأمد وأحادي الجانب"، تؤكد شماير أن دول المنبع يجب أن تدرك أهمية "الفوائد الناتجة عن التعاون في المراحل المبكرة".

يمكن للأطر القانونية المصممة خصيصًا لأحواض الأنهار المحددة أن تعمل على تحسين الحلول، في حين أن الرقابة الأقوى من قبل الهيئات الدولية يمكن أن تساعد في ضمان عدم تصرف الدول بشكل أحادي الجانب على حساب جيرانها.

وألمحت شماير إلى أن المؤسسات والأطر الدولية "لن تكون لديها كل الإجابات"، حسبما يتضح من "اتهام دول المصب لمفوضية نهر الميكونغ بأنها مؤيدة بشكل مفرط لدول المنبع، في حين زعمت دول المنبع العكس".

وفي الوقت نفسه؛ "كانت هناك منصة للدول للتعاون وتبادل المعلومات، وهذا في حد ذاته أحدث فرقًا كبيرًا، مقارنة بالصراعات التي نشأت بسبب سد النهضة أو سد روغون في طاجيكستان".

تنظيم الموارد المائية المشتركة

تساعد الأطر القانونية الدولية مثل اتفاقية الأمم المتحدة للمجاري المائية في تنظيم الموارد المائية المشتركة، مثل فرض التزامات العناية الواجبة بعدم التسبب في ضرر كبير للدول المجاورة.

وتؤدي المعاهدات والمنظمات على مستوى الحوض الغرضَ نفسه بالنسبة للأنهار المحددة.

بدورها، توفر القوانين الناعمة، مثل المبادئ التوجيهية للصناعة التابعة لرابطة الطاقة الكهرومائية الدولية، إرشادات إضافية، في حين تساعد مؤسسات مثل محكمة العدل الدولية في حل النزاعات.

أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم

تخطط الصين لبناء سد عملاق على نهر يارلونغ تسانغبو في التبت (المعروف باسم نهر براهمابوترا)، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وخلال الوقت الذي تتباهى فيه الصين بخططها لبناء أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم؛ فإن جيرانها الهند وبنغلاديش، وكذلك سكان منطقة التبت أنفسهم، يخشون عواقبها المحتملة.

وتشير التقديرات إلى أن السد العملاق في الصين سيولد 3 أمثال الطاقة التي يولدها أكبر مرفق للطاقة الكهرومائية في الوقت الحالي.

سد الخوانق الـ3 على نهر يانغتسي في الصين
سد الخوانق الـ3 على نهر يانغتسي في الصين - الصورة من إنرجي مونيتور

على الرغم من الفوائد الهائلة للطاقة الكهرومائية من حيث تغير المناخ وأمن الطاقة؛ فإن واقع تطويرها أكثر تعقيدًا.

وتكمن وراء مكانة الطاقة الكهرومائية البيئية والاقتصادية بعض مخاطر التي تهدد الاستدامة، وقد تؤدي المشروعات نفسها التي يمكنها الحد من انبعاثات الكربون إلى تفاقم التدهور البيئي، مثل تعطيل النظم البيئية وإزالة الغابات، إذا لم تدَر بشكل مسؤول.

وقالت رئيسة قسم حوكمة المياه في معهد "آي إتش إي ديلفت للتربية المائية" سوزان شماير: "تميل النخب الحضرية إلى الاستفادة بشكل أكبر من الطاقة الكهرومائية، في حين يتحمّل الآخرون التكاليف".

وأوضحت أن "الصراع على المياه جزء لا يتجزأ من صورة أكبر للنزاعات الحدودية بين الصين والدول المجاورة لها"، مشيرة إلى أن السد الضخم يمثّل بؤرة توتر في السياق الجيوسياسي للمنطقة.

وأكدت أن التشابك بين السياسة والنزاعات على المياه عبر الحدود يؤدي إلى تفاقم المخاطر البيئية والاجتماعية؛ حيث إن الدول الواقعة في المنبع أكثر استعدادًا لإعطاء الأولوية لمصالحها الخاصة على حساب أي تكاليف خارج الحدود "في غياب اتفاق مسبق".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق