تحويل بطاريات السيارات الكهربائية القديمة إلى منجم معادن بتكاليف أقل

حققت مساعي إعادة تدوير مواد بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا إنجازًا جديدًا يُبشّر بخفض الاعتماد على الواردات الباهظة مع الامتثال للوائح الجديدة.

وفي هذا الصدد، أعلنت شركتان بريطانية وألمانية تقدمًا من شأنه أن يقلل التكاليف والانبعاثات بنسبة 20% و70% على الترتيب، مقارنةً باستعمال مواد بطاريات جديدة.

ووفق منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن أهم المواد المستعملة في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية هي الليثيوم والكوبالت والنيكل والمنغنيز.

تقول محكمة المدققين الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي يعتمد بشدة على واردات المواد الخام من الصين للحصول على الغرافيت والكوبالت من الكونغو الديمقراطية والمنغنيز من جنوب أفريقيا والغابون والليثيوم من أستراليا.

إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية

تتسارع وتيرة إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية بعد إعلان الاتحاد الأوروبي لوائح جديدة تقضي بإلزام الشركات باستعمال المعادن المُعاد تدويرها بدءًا من أغسطس/آب (2030).

وتفصيليًا، يجب أن تصل نسبة معدني الليثيوم والنيكل المعاد تدويرهما في البطاريات الجديدة 6% والكوبالت المعاد تدويره 16%، ثم تترفع تلك النسب في عام 2035.

وللّحاق بالركب، أعلن رئيس العمليات في شركة "ألتيليوم" البريطانية المتخصصة في إعادة تدوير البطاريات (Altilium) كريستيان مارستون أن مواد البطاريات التي أعادت تدويرها شركته الناشئة تقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 70%، كما تقلل التكاليف بنسبة 20% عند المقارنة باستعمال مواد جديدة.

وعلاوة على ذلك، عزّز بحث أجراه باحثو جامعة إمبريال كولدج لندن، موقف الشركة بالقول، إن أداء بطارياتها الصغيرة المصنّعة من مواد الكاثود المعاد تطويرها كان مماثلًا أو أفضل من المصنوعة من مواد جديدة مستوردة من الصين.

وبحسب منصة الطاقة المتخصصة، الكاثود هو الطرف الموجب من البطارية، ويصنع من الليثيوم والمنغنيز والنيكل والكوبالت.

وتعليقًا على ذلك، يقول مارستون، إن النتائج "إنجاز تقني حقيقي" يساعد حقًا في تقليل مخاطر استعمال مصنّعي السيارات لمواد البطاريات المعاد تدويرها.

يُشار هنا إلى أن شركة ألتليوم تتعاون مع ذراع شركة تاتا موتورز لإنتاج خلايا بطاريات السيارات الكهربائية من سيارة جاغوار الكهربائية "آي بيس" (i-Pace) "جيه إلى آر" (JLR).

إعادة تدوير الغرافيت

تستهدف شركة "تو زيرو" الألمانية (tozero) إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية لاستخراج معدن الغرافيت المسؤول عن 40% من البصمة الكربونية لبطاريات الليثيوم أيون.

لكن الجديد هنا أن الشركة الناشئة -التي تتخذ من ميونخ مقرًا لها- تستهدف إنشاء مصنع تجريبي لإعادة تدوير الغرافيت باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.

ولذلك، جمعت 17 مليون يورو (17.56 مليون دولار) من مستثمرين عالميين، على رأسهم شركة هوندا الكورية الجنوبية.

كما تُجري الشركة محادثات مع شركات تصنيع السيارات الكهربائية العالمية لتزويد تلك الشركات بالغرافيت عند إنشاء المصنع بعد عامين من الآن، ثم التوسع في الإنتاج.

وتستعمل الشركة تقنية التعدين المائي لإزالة الانبعاثات من عملية إعادة تدوير الغرافيت باستعمال الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح.

وبحلول عام 2027، تستهدف الشركة إنتاج ألفي طن تقريبًا من الغرافيت سنويًا، وهو ما يكفي لإنتاج 50 ألفًا من بطاريات السيارات الكهربائية.

سوق إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية

تتوقع شركة الأبحاث "ماركتس آند ماركتس" أن تصل القيمة السوقية لإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية عالميًا إلى 23.72 مليار دولار بحلول عام 2035، من 540 مليون دولار في العام الماضي (2024).

وعلى نحو خاص، تتوقع الشركة نمو سوق إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا إلى 5.2 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب قدره 58.8%.

وتقود منطقة آسيا المحيط الهادي الحصة الكبرى في سوق إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية بدعم من شركات رائدة في الصين واليابان وكوريا الجنوبية، مثل "كاتل" الصينية الذين يمتلكون تقنيات متطورة لإعادة التدوير واستثمارات ضخمة في مجال الاقتصاد الدائري.

وفي الصين، ثمة قواعد حكومية صارمة لضمان أمن المعروض من المعادن وتحفيز إعادة التدوير لتقليل الانبعاثات المضرّة للبيئة.

وبحسب بحث جديد، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، تتزايد أهمية إعادة تدوير البطاريات وسط تشريعات حكومية صارمة لتقليل النفايات وتعزيز الاقتصاد الدائري مع التوجّه لاستعمال السيارات الكهربائية بديلًا عن نظيرتها العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي تحقيقًا لأهداف مكافحة تغير المناخ.

يأتي ذلك في ظل نمو الطلب على المعادن الحيوية مع رغبة الدول الكبرى لتقليل الاعتماد على الخارج، وتعدين مواد جديدة التي تتطلب تكاليف أعلى وينتج عنها انبعاثات أكبر.

وإلى ذلك، حققت تقنيات التعدين المائي وإعادة التدوير المباشر تقدمًا في تحسين الكفاءة والفعالية من حيث التكاليف، وهو ما حفّز نمو السوق.

كما يسعى مصنّعو السيارات والبطاريات إلى تحقيق أهداف الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية والاقتصاد الدائري من خلال إعادة التدوير.

موضوعات متعلقة..

• أداء بطاريات السيارات الكهربائية في البرد.. ومقارنة بين 18 ألف مركبة كهربائية
• سوق بطاريات السيارات الكهربائية 2024.. خريطة الشركات الـ10 الكبار وحصصها السوقية (تقرير)
• تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.. شركة بريطانية تستعيد 97% من الليثيوم

اقرأ أيضًا..

• بمشاركة المغرب.. طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر تنفذ مهمة غير مسبوقة (فيديو)
• أكبر مزرعة رياح بحرية عائمة في العالم تهدد الأمن القومي.. ما قصتها؟
• حقل يادافاران الإيراني.. 30 مليار برميل نفط تلبي الاستهلاك والتصدير
• ما علاقة ترمب برفض المصافي الأميركية للنفط المكسيكي؟ أنس الحجي يجيب

المصادر:

1. إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا من "انترستينغ إنجينيرينغ"
2. توقعات سوق إعادة تدوير البطاريات في 2035 من "ماركتس آند ماركتس"