مصر توقع صفقات غاز لاستغلال 15 تريليون قدم مكعبة

ياسر نصر

2025-02-17

0 8٬191

وقّعت مصر وقبرص صفقات غاز من شأنها تسريع وتيرة استغلال احتياطيات من موارد شرق المتوسط، تصل إلى نحو 15 تريليون قدم مكعبة.

وشهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس، اليوم الإثنين 17 فبراير/شباط (2025)، مراسم توقيع اتفاقيتين بشأن استغلال موارد الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط.

ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تأتي الاتفاقيتان في إطار إستراتيجية وزارة البترول لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز الطبيعي وتداوله، من خلال استقبال الغاز المنتَج من اكتشافات شرق المتوسط وتوجيهه إلى السوق المحلية وإعادة تصديره إلى أوروبا.

وتعدّ الاتفاقيتان خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين مصر وقبرص في مجال الطاقة، ويمثّل ذلك بداية لتطوير الاكتشافات القبرصية باستعمال التسهيلات المصرية، في حين تستمر المفاوضات لجلب المزيد من الغازات القبرصية إلى مصر.

وحققت قبرص 5 اكتشافات غاز كبيرة من مواردها البحرية، باحتياطيات إجمالية تصل إلى 15 تريليون قدم مكعبة، منذ عام 2011 حتى الآن.

حقل أفروديت

ركّزت الاتفاقية الأولى، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، حول استغلال موارد حقل أفروديت، إذ وقّعتها كل من قبرص ومصر، بالإضافة إلى شركة شيفرون الأميركية، وشركة نيوميد إنرجي الإسرائيلية، ومجموعة بي جي المملوكة لشركة رويال داتش شل.

ووقّع الاتفاقية الأولى وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، ووزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي جورج باباناستاسيو، ورئيس شركة شيفرون العالمية لأنشطة الاستكشاف والإنتاج كلاى نيف .

واكتُشِف حقل غاز أفروديت في عام 2011، ويُعدّ أول اكتشاف بحري من نوعه في قبرص؛ إذ يحوي ما يتراوح بين 3.6 تريليونًا و6 تريليونات قدم مكعبة من الغاز.

أحد الاكتشافات في حقل أفروديت - الصورة من صحيفة "كاثيريميني" اليونانية

وبحسب الحكومة القبرصية، فإن اتفاقية حقل أفروديت تضع الإطار للتسويق الفعال للغاز الطبيعي الذي سيأتي من الحقل العملاق.

وتعزز الاتفاقية طموح القاهرة للتحول إلى مركز طاقة إقليمي، ومن المقرر ضخ الغاز المُنتَج من حقل أفروديت الذي يُتوقع أن تلامس سعته القصوى 800 مليون قدم مكعبة يوميًا من خلال 4 آبار إنتاجية، إلى شبكة الغاز المصرية، تمهيدًا لإعادة إسالته وتصديره للأسواق العالمية.

وكانت قبرص قد وافقت مؤخرًا على خطة تطوير محدّثة بشأن الحقل الواقع جنوب شرق قبرص، منذ أن حاولت شركة شيفرون الأميركية إدخال تغييرات على خطة تطوير الحقل في عام 2019.

وتشمل خطة التطوير والإنتاج الخاصة بحقل أفروديت إنشاء وحدة إنتاج عائمة تُعرف كذلك باسم منشأة معالجة الغاز، إلى جانب خط أنابيب لتصدير الغاز إلى مصر.

مربع 6

تختضّ الاتفاقية الثانية، التي وقّعتها قبرص ومصر والتحالف الذي يضم شركة توتال إنرجي الفرنسية وشركة إيني الإيطالية، بشأن مربع 6 من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

وقّع الاتفاقية الثانية وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، ووزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي وجورج باباناستاسيو، ورئيس شركة إيني الإيطالية كلاوديو ديسكالزي.

وتنصّ الاتفاقية على أن تكون مصر "مضيفة" لمربع 6 وحقول الغاز كرونوس (2.5 تريليون قدم مكعبة) وزيوس (3.5 تريليون قدم مكعبة) وكاليبسو (6 تريليونات قدم مكعبة)، وهو ما يعني أن الغاز المستخرج سيُرسَل إلى محطة الغاز المصرية في مدينة دمياط.

ونظرًا لقرب خزان "كرونوس" ومربع 6 في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص من حقل ظهر للغاز في مصر، الذي تديره شركة إيني، فسوف تتمكن شركة الطاقة الإيطالية من استعمال بُنيتها التحتية الخاصة لنقل الغاز القبرصي إلى دمياط.

وقالت الحكومة القبرصية: إن "جوهر الاتفاقيات لا يقتصر فقط على تعزيز استغلال الاحتياطيات، بل يوسّع أيضًا آفاق التعاون في مجال الطاقة مع مصر، مع الإسهام في الاستقرار الإقليمي وتعزيز الموقف الجيوسياسي في شرق البحر المتوسط".

وشددت قبرص على أن الاتفاقيتين تشيران إلى عزم قبرص على تعزيز الاستغلال المستدام لمواردها الطبيعية، بمشاركة شركاء الطاقة الدوليين، وتعزيز دورها بصفتها مركزًا للطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وضمان أقصى فائدة ممكنة للشعب القبرصي.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة إيني كلاوديو ديسكالزي أن الاتفاق يتيح للشركة جلب الغاز القبرصي إلى السوق في الوقت المناسب، مما يسهم بضمان أمن الطاقة والقدرة التنافسية لإمداداتها، مبينًا أن المشروع يستفيد من البنية التحتية المصرية القائمة، بما فيها من مرافق تصدير، والتي تعدّ عاملًا رئيساً لتنمية المنطقة.

وشدد على أن مصر وقبرص تؤكدان دورهما في مركز الطاقة الناشئ بمنطقة شرق البحر المتوسط، الذي من المقرر أن يؤدي دورًا متزايدًا بإمدادات الغاز العالمية في المستقبل القريب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..