حقول النفط والغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل آزادكان النفطي الإيراني.. قصة 33 مليار برميل تقاوم "العقوبات"

أحمد بدر

إلى جانب كونه أحد أكبر حقول النفط الخام في إيران، يُمثّل حقل آزادكان ركيزة رئيسة في إستراتيجية طهران النفطية، لما يشكّله من أهمية كبيرة للاقتصاد الوطني هناك، في ظل الحصار والعقوبات التي تواجهها الدولة.

وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل النفطي العملاق، يعدّ -كذلك- واحدًا من أكبر الحقول في مطقة الشرق الأوسط، كما يمتاز بكونه جزءًا من منطقة غنية بالموارد الطبيعية.

ويكتسب حقل آزادكان النفطي الإيراني أهمية أخرى، بفضل قربه من الحدود مع العراق، وهو ما يجعله جزءًا رئيسًا من الاحتياطيات النفطية الضخمة المشتركة بين البلدين، ولكنه يمثّل أهمية أكبر بالنسبة لطهران التي تبحث دومًا عن إنتاج يغطي خسائرها من وراء العقوبات.

وعلى الرغم من أن حقل آزادكان يواجه تحديات ضخمة، تتعلق بالعقوبات الاقتصادية، وكذلك التقنية التي تحرمه من الحصول على التكنولوجيات اللازمة لاستخراج النفط الخام بكفاءة، فإن الحكومة الإيرانية تسعى إلى توجيه استثمارات ضخمة لتطويره.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل آزادكان الإيراني

تشير المعلومات عن حقل آزادكان الإيراني إلى أنه اكتُشِفَ للمرة الأولى في عام 1999، وذلك في منطقة تحمل الاسم نفسه، وتقع في محافظة خوزستان الواقعة في جنوب غرب إيران، بالقرب من الحدود مع العراق.

ويعدّ الحقل واحدًا من أكبر حقول النفط المكتشفة في العالم خلال السنوات الـ30 الماضية، وهو ينقسم إلى قسمين، هما "آزادكان الشمالي" و"آزادكان الجنوبي" الذي يعدّ الأكثر أهمية من حيث حجم الاحتياطيات فيه، وكذلك حجم الإنتاج منه.

حقل آزادكان النفطي
حقل آزادكان النفطي الإيراني- الصورة من "طهران تايمز"

ويقع حقل آزادكان النفطي على مساحة واسعة، تغطي نحو 900 كيلومتر مربع، الأمر الذي يجعله واحدًا من الحقول العملاقة في إيران، ويميزه من حيث المساحة عن حقول عملاقة أخرى في منطقة الشرق الأوسط، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

في سبتمبر/أيلول 2023، أعلن وزير النفط الإيراني السابق أن حكومة بلاده تسعى إلى تطوير الحقل النفطي العملاق، وذلك من خلال توجيه استثمارات ضخمة تبلغ نحو 7 مليارات دولار، يأتي جزء كبير منها من صندوق التنمية الوطنية الإيراني (إن دي إف آي) والمصارف المحلية في الدولة.

ويأتي هذا الاستثمار الضخم ضمن جهود الحكومة السابقة لضخ استثمارات تبلغ نحو 160 مليار دولار بقطاعي الاستكشاف والإنتاج والتكرير والتصدير في صناعة النفط الإيرانية، وفق خطة يستغرق تنفيذها 8 سنوات، ومن المتوقع أن تستكملها الحكومة الجديدة التي انتُخبت بعد مقتل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، وقّع مدير الاستثمار وتطوير الأعمال في شركة النفط الوطنية الإيرانية، فريدون كورد زنغنه، عقدًا شاملًا لتطوير حقل آزادكان النفطي، بما يضمن تحقيق عائدات ضخمة للدولة المحاصرة بعقوبات من كل جهة.

احتياطيات حقل آزادكان النفطي

تشير التقديرات الرسمية -وغير الرسمية- إلى أن احتياطيات حقل آزادكان النفطي تُقدَّر بنحو 33 مليار برميل من النفط الخام، عالي الجودة، وهو ما يجعله واحدًا من أكبر الحقول النفطية في إيران والعالم كذلك.

ويمثّل هذا الرقم أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة إلى طهران، إذ يسهم في تأمين الإمدادات النفطية طويلة الأمد للدولة، بالإضافة إلى احتياطياته العملاقة من الغاز المصاحب، الأمر الذي يعزز ويزيد أهميته الاقتصادية بالنسبة للحكومة.

إنتاج النفط الإيراني

وفيما يتعلق بحجم إنتاج حقل آزادكان، فإنه يبلغ في الوقت الحالي نحو 215 ألف برميل يوميًا، مع خطط مستقبلية لزيادة الإنتاج إلى 600 ألف برميل يوميًا، وذلك بحلول عام 2028، قابلة للزيادة إلى 750 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2030.

وتأتي هذه الخطط في وقت تتعقد فيه إجراءات التطوير بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، والتي تصعّب الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة اللازمة لزيادة الإنتاج، وهو ما تسعى شركة النفط الوطنية الإيرانية إلى تجاوزه، من خلال تعزيز الاستثمارات المحلية والعالمية.

جهود تطوير حقل آزادكان

تتواصل جهود تطوير حقل آزادكان من خلال جهود قوية تبذلها الحكومة في إيران منذ سنوات، بهدف زيادة إنتاجه عبر شراكات مع شركات أجنبية، على الرغم من تفاقم التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها طهران مؤخرًا.

وبدأت عمليات التطوير من خلال عقود أبرمتها الحكومة الإيرانية مع شركات أجنبية عملاقة، في مقدمتها "توتال إنرجي" الفرنسية، و"سي إن بي سي" الصينية، إلّا أن هذه الجهود توقفت بعد انسحاب الشركات إثر فرض العقوبات الاقتصادية من جانب الولايات المتحدة.

جانب من متابعة أعمال تطوير الحقل النفطي
جانب من متابعة أعمال تطوير الحقل النفطي- الصورة من "أوفشور تكنولوجي"

ولم تستسلم إيران للأمر الواقع، فعملت على تدبير الاستثمارات اللازمة لعمليات تطوير حقل آزادكان، من خلال البنوك والمنظمات المحلية، لتحقق جزء من خططها المستقبلية الرامية إلى تعزيز عمليات الحفر واستعمال تقنيات متقدمة لاستخراج النفط الثقيل وتحسين العوائد الإنتاجية.

وتأتي هذه الجهود انطلاقًا من كون حقل آزادكان واحدًا من أهم أصول إيران النفطية، وهو ما يعود إلى ضخامته وكميات الاحتياطيات الهائلة التي يحتوي عليها، لذلك تواصل طهران تحدّي العقبات التي تواجه جهود التطوير، وتسعى إلى زيادة إنتاجه بحلول نهاية العقد الجاري، ليوافق خططها.

وتستهدف طهران تخصيص جزء كبير من إنتاج الحقل النفطي العملاق إلى التصدير، لتحقيق عوائد اقتصادية مهمة، تدعم إيرادات الدولة من قطاع الطاقة، ليصبح النفط الإيراني -جنبًا إلى جنب مع الغاز- جزءًا من إمدادات الطاقة العالمية خلال السنوات المقبلة.

نرشح لكم..

المصادر..

  1. تقرير عن حجم احتياطيات الحقل العملاق من "غلوبال إنرجي مونيتور"
  2. تقرير عن تاريخ حقل آزادكان الإيراني من "إيرانول"
  3. تقرير عن جهود تطوير الحقل من "أوفشور تكنولوجي"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق