أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

هل يستطيع ترمب زيادة المخزون الإستراتيجي.. وكيف خدع دول الخليج؟ (تقرير)

أحمد بدر

يأمل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في إعادة بناء المخزون النفطي الإستراتيجي الأميركي، من خلال زيادته من 400 مليون برميل في الوقت الحالي، إلى نحو 700 مليون برميل.

ويعلّق مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، على توجّه الرئيس الأميركي بالقول إنه سيحتاج إلى زيادة إنتاج النفط الأميركي وإعادة تعبئة المخزون، وهو أمر غير منطقي أو معقول.

فمن ناحية نفطية، ترمب لا يتحدث بمنطق أو بعلم على الإطلاق، إذ إن زيادة مخزون النفط الإستراتيحي الأميركي بمقدار 300 مليون برميل قد تستغرق ما يصل إلى 12 عامًا على الأقل، وهو يتصور أنه يمكنه تحقيق ذلك في مدة وجيزة.

ولفت إلى أن زيادة المخزون الإستراتيجي بهذه الكميات خلال مدة زمنية قصيرة أمر مستحيل لأسباب تقنية، فلا يمكن ملء هذا المخزون خلال أقل من 12 عامًا، وأغلب النفط الأميركي من النوع الخفيف الحلو، ويحاولون التخلّص منه وبناء مخزون من النفط المتوسط الحامض.

وأوضح أن النفط المتوسط الحامض هو الذي تستهلكه المصافي الأميركية، وهناك صراع شديد عليه، ومن ثم فإن ترمب يواجه إشكاليات كبيرة، فلا إنتاج النفط الأميركي سيزيد بصورة كبيرة، ولا بإمكانه بناء المخزون الإستراتيجي.

صادرات النفط الإيرانية

يقول الدكتور أنس الحجي إن صادرات النفط الإيرانية ستستمر كما هي، على الرغم من فرض ترمب عقوبات على طهران، وربما تقلّ بصورة بسيطة، ولكنها لن تتراجع بقوة، لأن الظروف في 2025 تختلف تمامًا عنها في 2019.

وأضاف: "لاحظوا أن هناك تداخلًا كبيرًا حتى الآن بين اقتصادات دول الخليج وأميركا -بوصفها اقتصادًا وليست دولة- إذ نجد الرئيس الأميركي لا يتكلم إطلاقًا أو يطالب السعودية أو أوبك، بزيادة إنتاج النفط الخام".

ولفت مستشار تحرير منصة الطاقة، إلى سكوت ترمب عن موضوع زيادة إنتاج النفط من جانب السعودية ودول أوبك، لأنه كان من الواضح تمامًا أن هناك تنسيقًا أو كلامًا له بألا يحاول ممارسة أي ضغوط الآن وترك هذه الأمور لوقت لاحق، وإلا لن يجد تجاوبًا.

وتابع: "يبدو أنهم قالوا له إنهم لديهم خطة أوبك+، وهم ملتزمون بها، ويريدون أن يزيدوا الإنتاج بمجرد فرضه عقوبات على إيران، وأحد أسباب هذه التحذيرات هو ما حدث في عام 2018".

إنتاج أوبك+ النفطي في يناير

كيف خدع ترمب دول الخليج؟

أشار الدكتور أنس الحجي إلى الطريقة التي خدع بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب دول الخليج خلال مدة ولايته الأولى في عام 2018، وهي خدعة كبيرة، إذ أقر عقوبات على طهران وطالب الخليج بزيادة الإنتاج.

وأضاف: "عندما نفّذت دول الخليج طلب الرئيس الأميركي بزيادة الإنتاج للتعويض عن الخسائر التي سبّبها غياب النفط الإيراني، سمح لكل عملاء إيران بشراء النفط الذي تنتجه، وكأنه لم يفرض أي عقوبات".

قطاع النفط الإيراني

ولكن، وفق أنس الحجي، زادت دول الخليج الإنتاج فانهارت أسعار النفط بمقدار 30%، فكان الوضع مؤلمًا للغاية في تلك الفترة، ولا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين، فهناك حذر شديد في التعامل مع الرئيس الأميركي.

وتابع: "من الواضح تمامًا أن ترمب لديه وزير طاقة جديد، جاء من صناعة النفط، وموضوع وجود أشخاص من صناعة النفط في الحكومات الجمهورية قديم وشائع جدًا، بمن فيهم جورج بوش الابن، الذي جاء من صناعة النفط".

ولفت إلى أن هذا الوزير كان رئيس شركة نفطية، لذلك فهو يفهم في هذه الأمور، ولكنه لا يمكنه السيطرة على كلام ترمب، وهذه هي المشكلة، مضيفًا: "ما نأمله من الوزارة الجديدة أن يتحسّن أداء البيانات بصورة كبيرة عما هو عليه الآن.

وأردف: "خلال الأسبوع الماضي، قرّرت منظمة أوبك ألا تستعمل بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التابعة لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة بسبب سوء حالة هذه البيانات، ومن ثم هناك مشكلة كبيرة في أميركا بشأن البيانات".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق