حقل يادافاران الإيراني.. 30 مليار برميل نفط تلبي الاستهلاك والتصدير
أحمد بدر

بفضل احتياطياته العملاقة من النفط الخام، يمثّل حقل يادافاران حجر زاوية بالنسبة إلى صناعة النفط الإيرانية، التي تسعى إلى الحصول على الدعم من أدواتها الإنتاجية كافّة لمواجهة أوضاع اقتصادية سيئة تفرضها العقوبات الأميركية.
وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل النفطي العملاق يُعد واحدًا من أهم الحقول في الدولة الواقعة على الخليج العربي، إذ يمثّل جزءًا من الموارد الضخمة التي تملكها طهران.
كما يُعد حقل يادافاران النفطي واحدًا من أكبر الحقول عالميًا، لذلك تحرص الحكومة الإيرانية على تطويره بهدف تعزيز إنتاجه من النفط الخام، بما يضمن استمرارية الصادرات، ويدعم موثوقية التعاقدات التي تبرمها وزارة النفط باستمرار مع دول خارج إطار العقوبات.
ونظرًا إلى موقعه الجغرافي القريب من الحدود، يُعد حقل يادافاران جزءًا من حقل مشترك يُعرف باسم "حقل أبوغرب" على الجانب العراقي، ولكن طهران تملك الجزء الأكبر منه، وتسعى إلى تحقيق الاستغلال الأمثل لكل موارده.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل يادافاران الإيراني
بحسب أحدث معلومات عن حقل يادافاران الإيراني، فإن اكتشافه للمرة الأولى كان في عام 2000، إذ بدأت طهران عمليات تطويره على الفور، من خلال وضع عدد من خطط التطوير التي تتماشى مع إستراتيجيتها لزيادة إنتاجها من النفط الخام.
ويقع الحقل النفطي العملاق في محافظة خوزستان الواقعة على الحدود مع العراق، إذ يمتد الحقل عبر الحقول المشتركة مع الجانب العراقي، إلا أنه يُعد واحدًا من أكبر الحقول الرئيسة في خريطة الطاقة الإيرانية.
ويشتمل حقل يادافاران النفطي العملاق في إيران على نوعين من المكامن النفطية، النوع الأول هو المكامن السطحية التي تحتوي على النفط الخفيف، في حين النوع الآخر هو المكامن العميقة التي تحتوي على النفط الثقيل.

وتعمل الحكومة الإيرانية، ممثلة في وزارة النفط، على استغلال أحدث التقنيات المتطورة في استخراج النفط من الحقل العملاق، وذلك بهدف ضمان تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يُشار إلى أن حقل يادافاران يمتاز بأهمية إستراتيجية كبرى لإيران؛ إذ يُسهم بصفة ملحوظة في زيادة إجمالي إنتاج البلاد من النفط الخام، بما يلبي احتياجات الاستهلاك المحلية لتوليد الكهرباء ووقود السيارات، ويلبي كذلك الحاجة إلى منتجات عالية الجودة للتصدير.
وفي ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، فإن الحكومة تحرص على مواصلة أعمال التطوير في هذا الحقل بالتعاون مع عدد من الشركات الأجنبية، وهو ما يعكس التزامها بالاستثمار في بنيتها التحتية النفطية.
وعلى الرغم من هذه العقوبات، فإن حقل يادافاران يشهد مشاركة شركات دولية في تطويره، إذ أبرمت إيران في بداية اكتشافه اتفاقية مع شركة النفط الوطنية الصينية (CNPC) لتطويره، لتؤدي الشركة دورًا رئيسًا في مراحل التطوير الأولية للحقل عبر توفير المعدات والخبرات اللازمة.
وفي المرحلة التي تلت ذلك، أدت الشركات المحلية الإيرانية دورًا مهمًا في دعم العمليات الفنية واللوجستية، لضمان استمرار الإنتاج من الحقل النفطي دون انقطاع، رغم انسحاب بعض الشركات الأجنبية من أعمال تطويره بسبب الضغوط السياسية.

احتياطيات حقل يادافاران
تُقدّر احتياطيات حقل يادافاران بنحو 30 مليار برميل من النفط الخام، إذ يشتمل على نوعين من النفط عالي الجودة، الأول هو النفط الخفيف الحلو، والآخر هو النفط الثقيل الحامض، وكلاهما عليه طلب في عدد من الأسواق حول العالم.
في الوقت نفسه، ينتج الحقل كميات تُقدّر بنحو 300 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، وذلك في حال الوصول إلى طاقته الإنتاجية القصوى، بجانب كميات ضخمة من الغاز المصاحب الذي يدخل على عمليات توليد الكهرباء، وفي الصناعات البتروكيماوية، وفق بيانات الإنتاج العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتعد هذه الكميات الاحتياطية مصدرًا مهمًا لتعزيز قدرات إيران على تصدير النفط الخام، بما يضمن لها تحقيق إيرادات مالية، تسعى لتوجيهها إلى تمويل مشروعات البنية التحتية والاستثمار في مجالات الطاقة الأخرى، لا سيما مع مواجهتها أزمة مؤخرًا تعوق تلبية التزاماتها التعاقدية مع العراق.
تطوير حقل يادافاران الإيراني
اشتملت جهود تطوير حقل يادافاران الإيراني على عدد من المراحل التي استهدفت تحقيق أفضل إنتاج ممكن من موارده، إذ كانت المرحلة الأولى منذ عام 2000 تشهد عمليات الحفر وبناء البنية التحتية الأساسية، مع التركيز على الإنتاج الأولي لضمان تحقيق عائد سريع على الاستثمار.
وتضمنت المرحلة الثانية أعمال توسيع الحقل، وذلك من خلال زيادة عدد الآبار واستعمال تقنيات الاستخراج المحسّن لتعزيز كفاءة الإنتاج، وهي المرحلة التي توقفت منذ عام 2019، وهو ما عطّل المرحلة الثالثة التي تستهدف تحقيق الإنتاج المستدام مع تقليل التأثير البيئي وتحسين كفاءة العمليات.
وفي شهر فبراير/شباط من عام 2023، أعلنت إيران أن حقل يادافاران يشهد مفاوضات جارية مع شركة سينوبك الصينية المطورة للمرحلة الأولى من المشروع منذ 15 عامًا، لإحياء اتفاق تطوير المرحلة الثانية من الحقل.

وكانت شركة النفط الوطنية الإيرانية قد أعلنت أن المحادثات مع الشركة الصينية وصلت إلى مراحل متقدمة، إذ تبلغ قيمة الاستثمارات فيها نحو 3 مليارات دولار، وفق الأرقام التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن تواصل إيران إستراتيجيتها لتطوير الحقل، من خلال خطط طويلة الأمد تهدف إلى زيادة الإنتاج وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد الطبيعية، لا سيما أنه يُعد واحدًا من المشروعات الإستراتيجية المهمة لطهران.
ويمثّل حقل يادافاران نقطة محورية مهمة لصناعة النفط الإيرانية في دعم الاقتصاد، وتعزيز قدرة طهران التنافسية في الأسواق العالمية، كما يمثّل رمزًا لقدرة إيران على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافها الإستراتيجية في قطاع الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- حقل يادافاران الإيراني يقترب من صفقة صينية.. 30 مليار برميل نفط احتياطيات
- حقل آزادكان.. عملاق نفطي إيراني يوشك على النهوض (مقال)
- إنتاج النفط الإيراني يشهد زيادة خلال أيام بعد تدشين حقل جديد
نرشح لكم..
المصادر:
- تقرير عن حجم احتياطيات الحقل من "غلوبال إنرجي مونيتور".
- تقرير عن جهود تطوير الحقل من "أوفشور تكنولوجي".
- تقرير عن المفاوضات بين إيران وسينوبك الصينية من "آرغوس ميديا".