التقاريرتقارير الطاقة النوويةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة نوويةكهرباء

الطاقة النووية العائمة.. حل واعد لأزمة الكهرباء في أفريقيا (تقرير)

نوار صبح

تقدّم محطات الطاقة النووية العائمة حلًا واعدًا لنقص الكهرباء في أفريقيا، خصوصًا في المناطق النائية والساحلية.

وتقدّم تقنية وحدات الطاقة العائمة (FPU) حلًا واعدًا للقارة الأفريقية، حسبما كتب الرئيس التنفيذي لشركة روساتوم في وسط وجنوب أفريقيا، رايان كولير.

وتواجه أفريقيا بمساحاتها الطبيعية الشاسعة والمتنوعة تحديات فريدة في مجال الطاقة، خصوصًا في المناطق النائية والساحلية، حيث لا يتوفر غالبًا إمكان الوصول إلى شبكة الكهرباء الموحدة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقبل 4 سنوات، رست أولى وحدات الطاقة النووية العائمة في العالم "أكاديميك لومونوسوف" (Akademik Lomonosov) في ميناء بيفيك، أقصى مدينة في شمال روسيا، الواقعة في منطقة تشوكوتكا.

حلول طاقة مستدامة وموثوقة ونظيفة

أصبحت الحاجة إلى حلول طاقة مستدامة وموثوقة ونظيفة أكثر إلحاحًا من أيّ وقت مضى مع استمرار أفريقيا في السعي لتحقيق النمو الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة لسكانها الذين يتزايدون بسرعة.

في هذا الإطار، تقدّم تقنية وحدات الطاقة النووية العائمة، التي تجسدت في نجاح "أكاديميك لومونوسوف"، أول وحدة طاقة نووية عائمة في العالم، حلًا واعدًا.

ويبلغ طول وحدة الطاقة النووية العائمة "أكاديميك لومونوسوف" 144 مترًا، وعرضها 30 مترًا، ووزن إزاحتها للماء 21.5 ألف طن، وجُهِّزَت بمفاعلين من طراز "كيه إل تي-40 إس" بسعة كهربائية 70 ميغاواط.

محطة الطاقة النووية العائمة (أكاديميك لومونوسوف)
محطة الطاقة النووية العائمة (أكاديميك لومونوسوف) - الصورة من رويترز

وتوفر وحدة الطاقة هذه، حاليًا، الكهرباء لأكثر من 50% من المستهلكين في منطقة تشوكوتكا ذاتية الحكم.

وتوفر المحطة إمدادات الكهرباء لمؤسسات خام الذهب والتعدين والشركات الجيولوجية والمواني البحرية ومرافق البنية التحتية المدنية.

بعد تشغيل محطة الطاقة النووية العائمة "أكاديميك لومونوسوف" في عام 2020، زاد الاهتمام بمحطات الطاقة النووية العائمة ذات التصميم الروسي بشكل كبير.

ولذلك، أصبحت محطة الطاقة النووية العائمة "أكاديميك لومونوسوف" (سلفًا) لأسرة كاملة من وحدات الكهرباء العائمة.

السلامة في مجال الطاقة النووية

تشكّل السلامة أهمية بالغة في مجال الطاقة النووية، ويعالج تصميم وحدات الطرد المركزي الحديثة هذه المسألة من خلال ميزات السلامة المتقدمة ونماذج التشغيل.

على سبيل المثال، يشتمل مفاعل "آر آي تي إم-200" RITM-200 على حماية عميقة الطبقات مع أنظمة أمان خاملة ونشطة، ما يضمن استقرار وسلامة توليد الطاقة النووية.

ويضمن النموذج التشغيلي لوحدات الطرد المركزي، الذي يتضمن الاستبدال الدوري في أثناء الإصلاح وإعادة تحميل الوقود، إمدادًا مستمرًا بالكهرباء دون المساس بمعايير السلامة.

بالمقارنة مع المحطات الأرضية ذات الغرض المماثل، فإن وحدات الطاقة العائمة لديها وقت تشغيل وتوصيل كهرباء أقصر بفضل الحلول التقنية المطبّقة.

وفي الوقت نفسه، يُعدّ توليد الطاقة النووية العائمة خيارًا "بيئيًا" مقارنة بالإصدارات المتنقلة لتوليد الكهرباء التي تعمل بالغاز المسال أو الديزل.

عملية التزود بالوقود في محطة الطاقة النووية العائمة
عملية التزود بالوقود في محطة الطاقة النووية العائمة – الصورة من موقع روساتوم نيوز لتر

من ناحية ثانية، يسهم توليد الكهرباء بوساطة وحدات الطاقة العائمة بانخفاض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحماية البيئة المحلية.

ويعتمد مفهوم السلامة في مفاعل "آر آي تي إم-200" على مبدأ الحماية ذات الطبقات العميقة جنبًا إلى جنب مع خصائص السلامة المتأصلة باستعمال أنظمة خاملة ونشطة.

ويتميز مفاعل "آر آي تي إم-200 بأنه يجمع بين أنظمة السلامة الخاملة والنشطة لضمان التشغيل الطبيعي والاستقرار.

ويعتمد هذا الحل على خبرة تشغيل كاسحات الجليد النووية، بما في ذلك تلك العاملة بمفاعل "آر آي تي إم-200".

وعلى عكس محطات الطاقة النووية الأرضية، تُشغَّل وحدة الطاقة العائمة على أساس مبدأ "الحديقة الخضراء" مع غياب أيّ عمليات مناولة للوقود النووي في موقع تشغيل وحدة الطاقة العائمة.

اهتمام السوق بوحدات الطاقة النووية العائمة

تمثّل وحدات الطاقة العائمة -القادرة على توفير الكهرباء المحايدة كربونيًا- نهجًا مبتكرًا لتلبية احتياجات المناطق المعزولة في مختلف أنحاء أفريقيا من الكهرباء.

ويمكن أن تستفيد سواحل القارة الممتدة والمجتمعات الجزرية العديدة، على وجه الخصوص، من مصادر الطاقة المتنقلة هذه.

ويمكن نشر هذه الوحدات بسرعة في المواقع المحتاجة، متجاوزة بذلك البنية الأساسية الضخمة والاستثمار في الوقت اللازم لبناء محطات الكهرباء التقليدية.

تجدر الإشارة إلى أن وحدات الطاقة العائمة مثل "أكاديميك لومونوسوف" مجهزة بمفاعلات تضمن إمدادًا ثابتًا من الكهرباء، وهو أمر ضروري لتشغيل مشروعات التعدين الاستثمارية الكبيرة والمرافق الصناعية كثيفة استهلاك للطاقة والمجتمعات المحلية.

وبالنسبة للدول الأفريقية، فإن تبنّي وحدات الطاقة النووية العائمة يعني الحصول على كهرباء موثوقة ونظيفة، ويحقق استقلال الطاقة.

وتُعدّ هذه التقنية ضرورية للدول التي تهدف إلى تأمين مستقبلها في مجال الطاقة، والحدّ من الاعتماد على واردات الهيدروكربونات، وبناء اقتصادات مرنة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق